دمشق-سانا
تعتبر صناعة الفخار في سورية من الصناعات التقليدية التي تمثل جزءا من تراث سورية منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد وما زالت صناعة الفخار تحظى بالاهتمام حتى الآن.
سانا المنوعة التقت نبيل سيف الدين البالغ من العمر 35 عاما والذي يحترف العمل بصناعة الفخار ويمتلك ورشة صغيرة في باب شرقي حيث قال أنا من مدينة أرمناز التي يعمل معظم أبنائها بصناعة الفخار مهنتنا متوارثة أبا عن جد أعمل بها منذ أكثر من 20 عاما.
وأضاف نقوم بتصنيع الجرار والأباريق والقطع الفنية والشلالات وبعض الأواني التي تستخدمها السيدات لوضع الزينة بداخلها وهناك عودة حاليا للماضي لاستخدام الفخار في الطبخ لافتا إلى أن الأواني الفخارية استخدمت لأغراض شتى كتخزين الحبوب والمواد الغذائية والسوائل.
وبين سيف الدين أن الفخار يقسم إلى ثلاثة أنواع الفخار الأحمر الذي استخدم في الماضي لبناء البيوت ورصف الأرضيات والفخار الأحمر الخزفي واستخدم لتغطية الجدران والأرضيات والفخار الأبيض وهو أرقى أنواع الفخار وامتنها وأقلها كثافة يصنع من عجينة طينية ثانوية بيضاء اللون وعالية الانصهار وتشوى في درجات حرارة عالية لافتا إلى أنه يحصل على التراب المخصص لعمله من منطقتي الزبداني والكسوة.
وحول طريقة العمل أوضح أن العمل بالفخار يمر بمراحل عدة أهمها المرحلة الأولى التي يتم فيها نخل وتنقية التراب الذي يتم إحضاره من معامل السيراميك من الشوائب بواسطة غربال يدوي ثم نخلطه مع الماء بالعجانة للحصول على عجينة لينة مرنة نستطيع أن نصنع منها الأشكال التي نريدها وتأتي بعد ذلك مرحلة التجفيف ثم الشواء بالفرن بدرجة حرارة لا تقل عن 800 درجة مئوية ثم نعطي الآنية أو القطعة اللون الذي نرغبه حسب السوق بنسوق.
وقال نبيل بعد الانتهاء من التشكيل والمعالجة والطلاء تخضع الأعمال الفخارية لعملية التجفيف الطبيعي في الهواء الطلق لتخليص العجينة من الماء الذي بداخلها حتى لا تتشقق اثناء الشي داخل الفرن لافتا إلى أنه يجب مراعاة توزيع القطع داخل الفرن وإخضاعها للشي بدرجات حرارة متجانسة للتخلص من الماء الموجود داخل الفخار.
وأضاف مهنتنا تحتاج إلى فن وابداع وتلاقي إقبالا لدى الجيل الجديد وشاركنا بمعارض داخلية وخارجية ونلنا جوائز عالمية على صناعتنا.
وختم نبيل بالقول بضاعتنا توزع إلى أغلب المحافظات السورية والجرار مطلوبة بكثرة في الريف كما أننا نصدر إلى لبنان وبعض المسافرين ياخذون معهم أواني وصمديات من الفخار للاحتفاظ بها كنوع من التذكار.
وقال الشاب سلامة عبد الله أن عمله يبدأ بعد الانتهاء من العجن حيث يقوم بتفريغ القطعة من الداخل باستخدام اليد وبعض الأدوات البسيطة كالمقشط لتسوية القطعة الفخارية وإزالة النتوءات والشوائب العالقة لافتا إلى أنه بعد هذه المرحلة تصبح القطعة جاهزة حيث تترك ثلاثة أيام ريثما تجف وبعد ذلك يتم وضعها بالفرن وشيها بدرجة حرارة لا تقل عن 800 درجة.
وأضاف أنه يقوم بصناعة مساطر غربية ويضيف عليها بعض الشرقيات لافتا إلى أن عمله الطويل في هذا المجال أكسبه خبرة ومهارة إذ لا يستغرق صنع القطعة في يده أكثر من خمس دقائق.
وقال العامل محمد محفوض إن مهمته تبدأ بعد أن تخرج القطعة من الفرن وتصبح صلبة حيث يقوم بتلوينها وتعتيقها للحصول على لوحات فنية زاهية لافتا إلى أنه يستخدم الألوان حسب المواسم فللربيع ألوان تختلف عن الصيف والشتاء والخريف.
وأضاف أنا أتعامل مع القطعة كفنان وليس كحرفي وصانع أنا في النهاية أضيف إليها لأجعلها تنبض بالحياة .
سكينة محمد