فن صناعة الهدف.. دورة عملية لتحريض ملكة الخلق والإبداع لدى الشباب

اللاذقية-سانا

أقام مركز تطوير لتنمية المهارات الشبابية في اللاذقية مؤخرا دورة مجانية استمرت لسبعة أيام تحت عنوان “فن صناعة الهدف” حيث ركزت الدورة التي استقطبت عددا من الشباب من مراحل عمرية مختلفة على كيفية تحديد الخيارات المستقبلية بدقة و ترو و العمل على رفد المهارات الشخصية و صقلها بما يساعد الشاب على تبني أعمال و مشروعات تحقق أهدافه المهنية و الحياتية بغض النظر عن الظروف و العوائق التي يمكن التعامل معها بما يؤمن سيره الصائب نحو غد يحقق له تطلعاته المستقبلية.

وبين الدكتور مصطفى دليلة المشرف على الدورة أن الغاية الأساسية من هذه الدورة هي مساعدة الشباب على تحديد أهدافهم وإذكاء الشعلة الداخلية والاندفاع الذاتي لديهم بما يساعدهم على تحقيق هذه الأهداف بعيدا عن العجز الذي يعاني منه البعض على خلفية جهله بالإمكانات الكبيرة التي يمتلكها الإنسان داخله.

وأضاف إن الدورة تعرف الشباب بأهم قوانين العقل الباطن التي تسيره و تتحكم بمسيرته الحياتية و بالتالي فهي تعتبر محاولة للإجابة عن كثير من الأسئلة المتصلة بوعي الشباب لما يريده وإدراكه لقدرته على الخلق والإبداع بالإضافة إلى ما يجهله في نفسه من إمكانيات تصنع المعجزات وتتخطى المستحيل موضحا أن الملتحقين بالدورة يتمكنون بعد ذلك من تعريف أهدافهم وتحديدها وصناعتها.

في عمق المنهج المتبع في هذه الدورات يتم تعريف المتدربين حسب دليلة على العلاقة التبادلية بين الإنسان والكون من خلال اطلاعه علميا على علم الاهتزازات والذبذبات ليدرك أن الكتلة الفيزيولوجية الموجودة في الجمجمة والمعروفة بالدماغ موجودة عند جميع البشر تقريبا بنسبة واحدة كما أنها تتشابه بعدد الخلايا ورغم ذلك تتسع الفروق بين فرد وآخر بسبب طريقة استثمار هذه البنية واستخدامها عبر العقل وهو ما يحدد الاختلاف بين شخص وآخر.

وقال إن الأساس في الدورة هو تقريب مفهوم العقل كونه يعبر عن مدى إدراكنا واستيعابنا لهذا العالم وبالتالي يعبر كل إنسان عن عالمه ونفسه بطريقة مختلفة عن الآخر حسب قدرته على استخدام ميزات العقل بمستوييه الأساسيين وهما العقل الواعي والعقل اللاواعي “الباطن” مع التأكيد على دور القناعات والمعتقدات في حياتنا وتقنيات تغييرها بعد معرفة أسرار عملية الخلق والإبداع ومكوناتها.

وأشار الدكتور دليلة إلى أن الدورة تساعد الشباب في التعرف أكثر على ذواته و رسم مساره في الحاضر والمستقبل بالاعتماد على قوانين علمية و تمارين عملية تتعلق باستخدام التخيل والاستبصار وقوانين العقل الباطن وخطوات تحديد الهدف وبعض التمارين التنفسية.

بدورها بينت الشابة المشاركة جاكلين الوزة الطالبة في كلية الرياضة بجامعة تشرين أنها تعرفت خلال الدورة على مجموعة من المفاهيم الجديدة التي يمكن لها أن تشكل أساسا لمسيرتها المستقبلية من حيث تعلم كيفية تحديد أهدافها و العمل عليها بثبات بعيدا عن اليأس و التقصير مستخدمة في ذلك ما اكتشفته من إمكانات مخفية في الذات البشرية من النواحي الجسدية و الفكرية والروحانية.

الأمر نفسه أكدت عليه المشاركة حنان صقور خريجة كلية العلوم من جامعة تشرين والتي أكدت أن رؤيتها للحياة صارت أكثر إيجابية بعد أن عرفت السبب وراء كل ما يعتري حياتها من فشل وخيبات فبات بالإمكان تغيير طريقة تعاطيها مع الأمور والمواقف المختلفة لتبدأ بمرحلة من الإنجاز الحقيقي والتفكير البناء.

بشرى سليمان