موسكو-سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب حاول بشتى الوسائل منع إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا بعد الاستفتاء الشعبي الذي جاء بغالبية ساحقة لصالح التوحيد.
وقال بوتين في مقابلة مع مؤلفي الفيلم الوثائقي “القرم .. الطريق إلى الوطن” بثتها قناة روسيا الأولى التلفزيونية أمس وأوردت وكالتا تاس ونوفوستي مقتطفات منها .. “في البداية ظنوا بأننا لن نقوم بهذه الخطوة ولكن عندما أدركوا أننا سنفعل بدؤوا بتنفيذ مجموعة متنوعة من الخيارات وعملوا بأي وسيلة وبأي شكل على منع إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا” مبينا أن فكرة إعادة التوحيد لم تنشأ حتى بداية الاستيلاء المسلح على السلطة في أوكرانيا.
وتابع بوتين إن أول شيء فعله هو إصدار أوامر بإجراء استفتاء شعبي في شبه الجزيرة وبينت النتائج والتي جاءت بأغلبية كبيرة لصالح إعادة الاتحاد بروسيا لتؤكد الرغبة الشعبية في هذه الخطوة.
وأضاف بوتين إنه كان هناك معلومات حول احتمال تنفيذ أعمال إرهابية واستعداد بعض القادة الأوكرانيين المتطرفين بمن في ذلك قوات الأمن لارتكابهم أعمالا تؤدي إلى سقوط ضحايا بشرية كبيرة.
وشدد بوتين على أنه لم يكن “بوسع روسيا ترك هذه الأرض والمواطنين هناك ليدافعوا عن أنفسهم تحت حكم المتطرفين القوميين.. فوضعت مهام معينة وقلت ماذا وكيف ينبغي لنا أن نفعل ولكن على الفور أكدت أننا سوف نفعل ذلك في الحالة التي نكون فيها مقتنعين تماما بأن الناس الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم يريدون ذلك”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن منظمي الانقلاب في أوكرانيا كانوا يعتزمون اغتيال الرئيس الأوكراني فكتور يانوكوفيتش ما دعانا إلى دعوة رؤساء أجهزة الاستخبارات ومسؤولي الدفاع للتحضير لمهمة إنقاذ حياة الرئيس الاوكراني وإلا لكان قتل “ولم يكن هناك من وقت لنضيعه .. وكان علينا أن ننقله من دونيتسك برا أو بحرا أو جوا”.
ولفت بوتين إلى أنه وبعد الانقلاب في أوكرانيا كان من الممكن أن تقوم موسكو بوضع قواتها النووية في حالة تأهب وقال “لقد كنا على استعداد لفعل ذلك .. لم نكن نرغب بدفع الأمور للتصعيد ولكن كنا مرغمين على ذلك”.
وأضاف” تحدثت إلى زملائي وأخبرتهم بأن القرم أرض روسية تاريخيا حيث يعيش مواطنون روس وهم في خطر الآن ولا يمكننا تركهم .. لم نكن نحن من قام بالانقلاب في أوكرانيا بل القوميون وأشخاص يحملون أفكارا متطرفة وأنتم تدعمونهم من على بعد آلاف الكيلومترات ولا تعلمون ما الذي تقاتلون من أجله.. أما نحن فهذه أرضنا ونحن مستعدون للدفاع عنها”.
واستطرد بوتين قائلا: “كان موقفا واضحا ونزيها ولذلك فإن أحدا لم يرغب بإطلاق صراع عالمي” لافتا إلى أن موسكو كانت مستعدة لأكثر الخيارات سوءا فيما يتعلق بتطورات الوضع.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده لم تلجأ إلى تفويض برلماني لنشر قوات في القرم موضحا انه “لم يكن هناك حاجة لذلك لأنه وبموجب المعاهدة الدولية ذات الصلة نحن نملك الحق في نشر 200 ألف جندي روسي في قاعدتنا العسكرية في شبه الجزيرة .. ونحن لم نرتكب أي انتهاك طالما أن قوتنا الموجودة هناك لم تتعد المستوى المسموح به ونحن لم ننشر أي قوة إضافية هناك”.
وكان استفتاء شعبي قد جرى في شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول في السادس عشر من آذار الماضي وجاء بنتيجة 77ر96 لصالح الانضمام في القرم و6ر95 في سيفاستوبول.
بوتين يأمر بوضع أسطول الشمال الروسي بحالة تأهب قصوى في إطار اختبار مفاجئ للجاهزية القتالية
من جهة أخرى أمر بوتين وضع أسطول الشمال الروسي ووحدات وتشكيلات من قوات الإنزال الجوي في المنطقة العسكرية الغربية في حالة التأهب والاستعداد القتالي القصوى اليوم وذلك في إطار اختبار مفاجئ للجاهزية القتالية للقوات الروسية.
ونقلت وكالة تاس عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله في مركز إدارة الدفاع الوطني: “إن الاختبار سيضم 38 ألف عسكري وأكثر من ثلاثة آلاف وحدة من الآليات الحربية و41 سفينة حربية و15 غواصة و110من الطائرات والمروحيات”.
وأضاف شويغو إن الاختبار المفاجئ سيساعد في تقييم إمكانيات أسطول الشمال وقدرته على تنفيذ مهامه في ضمان الأمن العسكري لروسيا في منطقة القطب الشمالي.
وفي إطار عمليات الاختبار السريعة يعتزم الجيش الروسي تنفيذ عملية تجميع القوى في منطقتي نوفايا زيمليا وفرانز جوزيف لاند فضلا عن القضاء على مجموعة عدو وهمي من القوات البحرية.
وقال شويغو إنه “في اليوم الأول من العملية والتي ستتواصل حتى 21 آذار الجاري يعتزم الجيش الروسي تفقد الالتزام بمعايير الوقت” مضيفا إن “القوات ستتوجه فيما بعد إلى ساحات التدريب حيث ستجري الاختبارات والتدريبات في مجال الرمي”.
وتلقى القادة الرئيسيون للقوات المسلحة والكتائب ورؤساء الإدارات الرئيسية في وزارة الدفاع الروسية في وقت معين مجموعة من الأوامر.
وقال شويغو إن “الجيش الروسي سيتدرب على عمليات نقل الجنود لمسافات طويلة من أجل أغراض خاصة”.
وجرى تشكيل مجموعة عمل من المزمع أن يقودها النائب الأول لرئيس مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة اللفتانت جنرال سيرغي رودسكيي.
وكان شويغو قد أعلن أواخر الشهر الماضي أن التواجد الدائم للسفن الروسية في منطقة القطب الشمالي يمثل جزءا من الاستراتيجية العامة لضمان الأمن القومي ولم يستبعد ظهور ضرورة للدفاع عن المصالح الروسية في هذه المنطقة.