اللاذقية -سانا
يعتبر سوق الضيعة من الأسواق الشعبية في محافظة اللاذقية فهو ليس مكانا للبيع والشراء فقط بل هو مكان يلتقي فيه الحالمون بصحة وبيئة أفضل مع من يعملون على تحقيق ذلك.
والضيعة هو “أول سوق يجمع المنتج والمستهلك مباشرة دون وسيط كل يوم سبت بحديقة البطرني ويدعم المنتج المحلي” كما تقول الصيدلانية زينة وليد رئيسة جمعية السوق.
ويهدف السوق الذي انطلقت أنشطته منذ العام 2006 بحسب وليد إلى “المحافظة على أمنا الأرض ونشر الوعي البيئي والصحي والغذائي من خلال تشجيع المزارعين وصغار المنتجين على عرض منتوجاتهم الزراعية العضوية الموسمية الخالية من الأسمدة والمبيدات الكيماوية المضرة بالصحة والبيئة”.
كما يشجع من لديهم منتجات حرفية تراثية مميزة مثل أطباق القش والمصنوعات الخشبية مثل الشمعدانات والأدوات المنزلية أو التي تتعلق بالمطبخ مثل الملاعق والأكواب الخشبية والصناعات اليدوية مثل الشمع والصابون بهدف المحافظة على التراث وإحيائه.
ويرافق السوق أنشطة بيئية عديدة منها كما توضح وليد حملات التشجير بالمناطق الجرداء والمدارس والحدائق العامة لزيادة الغطاء الأخضر في المدينة وريفها لما له من دور إيجابي في المحافظة على صحة الإنسان والبيئة لافتة إلى أن موسم التشجير يبدا من شهر تشرين الثاني من كل عام ويستمر حتى نهاية شهر آذار.
كما يضم السوق حملات تدوير الورق لحماية الغابات من القطع الجائر للأشجار وللتخفيف من تلوث البيئة وتشير رئيسة جمعية السوق إلى أن السوق قدم العديد من المبادرات منها حملة نعم للحياة التي اهتمت بمرضى السرطان من الأطفال والكبار والمسنين المقيمين بدور الرعاية بالاضافة إلى الأطفال المصابين بمرض التوحد ومتلازمة داون.
بدوره نوه المهندس بسام يوسف نائب رئيسة الجمعية بالإقبال الجيد على هذا السوق حيث يشارك فيه منتجين ومزارعين من مصياف وعين التينة ومن ريف طرطوس واللاذقية ليعرضوا زراعاتهم العضوية الموسمية المختلفة الخالية من الأسمدة الكيماوية.
وبين يوسف أن منتجات السوق تركزت على العسل الطبيعي من مختلف أنواع الأزهار من يانسون إلى الحمضيات إلى الجبلي والعجرم بالإضافة إلى بعض المقطرات من ماء زهر وماء الورد ومقطرات اكليل الجبل ونبات الريحان كما شملت منتجاته الزعتر البلدي بأنواعه المختلفة من زعتر جبلي وخليلي وصناعات تقليدية تراثية مثل صناعة الشمع بشرائح العسل والصابون البلدي بزيت الزيتون.
وأشارت هبة مرعي وهي مشرفة مشاغل في جمعية بشائر النور التي تعنى بالاطفال المصابين بمرض التوحد ومتلازمة داون إلى أن الجمعية تقوم بتدريب أطفال التوحد بإشراف مدربين مختصين على اتقان بعض المهن لادماجهم في المجتمع وليكون لهم دور إيجابي في بنائه.
وأهم معروضاتها في السوق كانت مشغولات بسيطة تساعد أطفال متلازمة داون على القيام ببعض الأعمال البسيطة في المطبخ كتجفيف النعنع وحفظ بعض المأكولات إضافة إلى أعمال يدوية من صنع هؤلاء الأطفال.
من جهتها قالت الهام حسن إحدى المشاركات والمنتجات في هذا السوق أن مشاركتها تعتمد على الحبوب الكاملة لما لها من دور إيجابي في حماية الجسم من بعض الأمراض فمثلا قشور القمح مفيدة جدا في تقوية الأعصاب ومفيدة للأمعاء لاحتوائها على الألياف.
وتقول حسن أن أكثر منتجاتها رواجا بين المشترين هي قهوة الشعير التي تصنعها في منزلها حيث تقوم بتحميص الشعير وطحنه مع نوى التمر وهي مفيدة لتنظيف الكلاوي من الترسبات بالإضافة إلى فوائد الشعير المتعددة كمقو للقلب ومنظف للأمعاء ويعالج التهاب المجاري البولية.
من جانبها عبرت راشيل مدني إحدى زائرت السوق عن إعجابها لما شاهدته من معروضات تعتمد بشكل كامل على الطبيعة من خبز التنور إلى الفطائر على الصاج والحنطة والخضار والفواكه.
صفاء علي