S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
حفل العدد الجديد من مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة بدراسات وبحوث أدبية وفلسفية وأثرية وعلمية إضافة إلى ملف إبداعي ضم الشعر والقصة القصيرة وملف آفاق المعرفة الذي يهتم بفلسفات الآخر وثقافاته وآدابه إضافة إلى أفكار جديدة في علم النفس والفلسفة.
ورأى وزير الثقافة عصام خليل في كلمته أن سورية تختزل البشرية كلها على أرضها لأنها كانت مهد التجربة العقلية الأولى عندما بدأ الإنسان يتلمس كينونته ويتأمل صيرورته منشغلا بأسئلة الوجود وقلق المصير وقال إن “تراثنا السوري الإنساني لم يكن مجرد ظاهرة فنية أو محض تعبير عن أنماط حياة مجتمعية سادت في مراحل مختلفة لكنه تحول بفعل أسبقيته وأولويته إلى وثيقة تاريخية تقدم إجابات حاسمة تثبت عروبة المنطقة وتهدم المشروع الصهيوني من أساسه”.
وفي كلمة العدد كتب رئيس التحرير الدكتور علي القيم مقالا بعنوان “الموسيقا والحضارة ونسيج الزمن” بين فيه أن الموسيقا كانت بداياتها العلمية في المعابد والقصور الملكية في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد ولاسيما في الجبل الأقرع شمال اللاذقية أما القصر الملكي في أوغاريت فكان مقر بدايات تدوين أناشيدها ومقطوعاتها الموسيقية في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد وكانت قاعات القصر الملكي في ماري قرب البوكمال تشهد تدريس أصول الموسيقا وقواعدها وطريقة العزف على آلاتها.
وفي العدد كتب إبراهيم الصغير دراسة بعنوان خليل مردم بك بلبل الشام الغريد أورد فيها كثيرا من ملامح الشاعر مردم بك الحياتية والأدبية والثقافية وهو صاحب النشيد الوطني الذي تغلغل في قلوب السوريين /حماة الديار/ كما أوضح جوانب تعامله مع الملحنين اللبنانيين محمد وأحمد فليفل وغيرهما من الموسيقيين.
وفي العدد دراسة بعنوان “أحمد أمين بين ضرورة النقد وسطوة المنهج” للباحث زياني سمير أوضح فيها أن أحمد أمين سار في تأليف كتبه وفق منهج علمي محدد التزم فيه الحياد والموضوعية وكان همه أن يفسر وقائع الحياة العقلية وأن يتخذ وسيلته في ذلك رصانة التحليل والبعد عن الهوى والدقة في البحث عن الأسباب والمسببات.
كما كتب الباحث محمود أسد بحثا بعنوان “وصف التقنيات في الشعر العربي الحديث” رأى فيه أن الشعراء لم يكونوا في عزلة عما جرى في القرنين الماضيين من تطورات هائلة فوصفوا ما وقعت أعينهم عليه حيث أثبت الشعر مقدرته على مواكبة هذه المبتكرات في مراحل سابقة ولكنه راح حاليا يقترب من العجز في الوصف الدقيق للجديد منها.
وفي ملف الإبداع قصائد للشاعرة ساجدة الموسوي بعنوان “أية قرية هذه يا جناب العالم” والثانية لخليل كركولي بعنوان /لغة الهدى/ ولأحمد ناصر بعنوان الوداعة ولمحسن يوسف بعنوان محاكمة ادم.
وسلط العدد في حواره الضوء على جوانب حياة الفنان السوري زهير رمضان وما مرت به مسيرته الفنية من تحولات وإبداعات كما عرض حسني هلال لمنشورات ثقافية جديدة وهي “إلى آخر الزمان” للدكتورة ريم الأطرش و”الفن والنزعة الإنسانية” ترجمة محمد العلوني و/القصة القصيرة الروسية الساخرة/ للدكتور نزار عيون السود و “المختار من كتاب الدلائل” لإياد خالد الطباع والمرأة والإبداع لظبية خميس.
كما قرأت سمر الزركي كتابا بعنوان الثقافة والحرية لخالدة سعيد بينت فيه أن مفهومي الثقافة والحرية متلازمان لأن المرء يكتسب الثقافة الحقة ويملأ شعور الحرية كيانه ووجدانه ومن ثم يفيض هذا الشعور على العالم الخارجي المحيط بالمرء بأشكال وأساليب عدة.
وفي الصفحة الأخيرة من العدد عرض الناقد الدكتور محمود شاهين للوحة للفنان علي السرميني الحاصل على شهادة الدكتوراة في التصوير الجداري والغرافيك من الأكاديمية العليا للفنون الجميلة في برلين مبينا أن اللوحة التي حملت اسم منظر منفذة بطريقة المينا وعالجت منظرا طبيعيا خلويا ورصدت جماليات الطبيعة التي لا تشيخ ولا تذبل.
محمد الخضر
