دمشق -سانا
إننا نقف في الجانب الصحيح من التاريخ.. عبارة لخصت الموقف الصيني من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا رغم التهديدات والضغوط الكبيرة التي تعرضت لها من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
فالخارجية الصينية التي أعلنت رفضها الاتهامات الغربية غير المبررة تجاهها بشأن الوضع في أوكرانيا أكدت على لسان وزير خارجيتها وانغ يي أن الصين تقف في الجانب الصحيح من التاريخ مؤكدة أن توسع حلف الناتو شرقاً هو السبب الحقيقي وراء ما يجري في أوكرانيا وفقا لوكالة شينخوا.
وحول ماهية الجانب الصحيح الذي تقف عليه في مواقفها أعلنت الصين رفضها إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وذلك من خلال التصريحات الرسمية للمسؤولين الصينيين وامتناعها عن التصويت ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدين روسيا الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لتهديد بكين عبر المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي حيث قالت إن الصين ستواجه عواقب وخيمة إذا دعمت روسيا وإن هناك مجموعة من الأدوات تحت تصرف بلادها بالتنسيق مع شركائهم الأوروبيين إذا اضطر الأمر لاستخدامه وفق ما أوردته شبكة سكاي نيوز.
بكين رأت التهديدات الأمريكية والتلويح بالعقوبات بأنها تعكس البلطجة والترهيب المستترين وتفضح عقلية المحصل الصفري المتأصلة للحرب الباردة وتمثل نتاجاً آخر لفلسفة أمريكا في فعل الأشياء من موقع القوة بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان وفق وكالة شينخوا الصينية.
الموقف الصيني لم يقتصر على عدم إدانة روسيا وإنما زادت عليه بكين من خلال نائب وزير خارجيتها لي يوتشنغ بأن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا بشأن أوكرانيا أصبحت شائنة بشكل متزايد محملاً توسع الناتو شرقا المسؤولية عن الأزمة الأوكرانية حسب ما ذكر موقع سبوتنك.
وما تراه الصين حول مجريات الأحداث في أوكرانيا كان أوضحه الرئيس الصيني شي جين بينغ بشكل لا لبس فيه خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جو بايدن داعياً واشنطن للتخلي عن عقلية الحرب الباردة والعمل لتشكيل بنية متوازنة وفعالة ومستدامة للأمن الإقليمي وضمان الاستقرار في أوروبا.
وفيما يسعى الغرب جاهدا لتقويض جميع الأسس التي يعتمد عليها النظام العالمي يتعزز التعاون والتنسيق بين بكين وموسكو لإرساء تلك الأسس في زمن بات يودع أحادية القطب التي هيمنت على العالم خلال العقود الماضية.
فهمي الشعراوي