اللاذقية-سانا
نالت مجموعة من الأفلام التي عرضت خارج المسابقة الرسمية لمهرجان خطوات السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في المسرح القومي باللاذقية استحسان النقاد والحاضرين بينما نال بعضها الآخر نقدا لاذعا منهم.
لكن يبقى لحضور تلك الأفلام أهميته الخاصة في المهرجان ولاسيما أن عددا كبيرا منها قد حاز جوائز عربية ودولية متنوعة ما يعرف الشباب المشاركين إضافة إلى الجمهور على تجارب شبابية استطاعت تحقيق نجاح متميز في نفس المضمار الذي يبدعون فيه.
“سكر ولاد” للمخرج المصري محمد سعدون يعتبر من أكثر الأعمال التي حازت إعجاب الحضور كون الفيلم يؤسس لحالة إنسانية من الواقع تعتمد على سرد أحداث يومية لطفل فقير يحاول البحث عن الفرح في لحظة ما فالحكاية رويت بكاملها بشكل بسيط بعيدا عن الاستعراض البصري.
وبين مخرج الفيلم لنشرة سانا الثقافية رغبته في إيصال رسالة للجمهور بأن الإنسان قادر على الحلم مهما كانت ظروفه صعبة فلكل منا حلمه الذي يحاول تحقيقه بأسلوبه الخاص .
ويقول.. تميز الفيلم الحقيقي يأتي من كونه لا يتجاوز ست دقائق فكل دقيقة فيه تم توظيفها بالشكل الصحيح واستغرق تصويره ثلاثة أيام في مدينة الاسكندرية لافتا إلى أن مشاركته في مهرجان خطوات السينمائي هو مكسب حقيقي للتعرف على الجمهور السوري المحب للسينما .
أما فيلم “قطن” للمخرج العراقي لؤي فاضل الذي يصور حالة فتاة بسيطة جدا تعايش دقائق بلوغها الأولى وكيف أن هذه اللحظة تتقاطع مع مشهد نقل جثمان أحد الأشخاص في إشارة لاستمرار الحياة فقد وجد فيه الناقد السينمائي بشار عباس نموذجا لفيلم صامت حقيقي وروائي بأدوات وثائقية دون إغفال التميز في حركات الكاميرا والزوايا والألوان المختارة معتبرا إياه من أكثر الأفلام تكاملا وذا سوية عالية بكل المقاييس .
فيلم عبور الذي حصل على عدة جوائز عربية ودولية كان له حضوره أيضا في قائمة الأفلام المندرجة خارج المسابقة وقال عنه مخرجه زياد القاضي إن الفيلم هو تجسيد لقدرة المرأة على الانتقال من حالة لأخرى متحررة من قيود فرضت عليها وهو يحمل رمزيات كثيرة تركت للجمهور تفسيرها وفهم فكرتها محاولا العمل بشكل احترافي على الفيلم من خلال دراسة مواقع التصوير والفهم الكامل للفكرة.
وقال القاضي “إن زيادة الإمكانات المادية تزيد من الجودة البصرية للفيلم لكنها ليست سببا رئيسا في نجاحه أو فشله ورغم حصولي على جوائز خارج سورية إلا أن عرض الفيلم أمام جمهور مدينتي يعتبر مهما جدا بالنسبة” .
كما عرض فيلم مبارح عادي للمخرجة السورية ديانا قاسم وهو الأطول بين الأعمال المشاركة ليتجاوز النصف ساعة وكان له العديد من المشاركات ضمن مهرجانات عالمية ودولية واعتبرته المخرجة تحية منها لدمشق واضعة إياه في إطار التجريب السينمائي الذي يهتم بالتفاصيل ولاسيما فيما يخص العمارة وحركة الناس في الشوارع فالفيلم على حد قولها ليس فيلما وثائقيا كما اتهمه النقاد بل هو فيلم من بطولة المكان بحد ذاته ونفذ بدون إضافة أي مؤثرات .
وعن فيلم حكي الذي ابتعد قليلا عن جو الأزمة تحدث مخرجه بطرس صايغ عن رغبته بإظهار الأثر السلبي للاستماع لنميمة الناس القادرة على التفريق بين أي شخصين مهما كانت علاقتهما ببعضهما قوية ومترابطة وتابع قائلا “حاولت الابتعاد عن موضوع الأزمة لأنني أرى أن هناك مواضيع أخرى يمكن تناولها في حياتنا الاجتماعية” لافتا إلى أنه عمل على إدخال رمزيات معينة للفيلم من خلال شخصية الرسام الذي يرمز لعامل النميمة ففكرة الفيلم برأيه هي الحامل الرئيسي له نظرا لنقص كبير في المعدات التقنية الأمر الذي يعاني منه غالبية المشاركين في مهرجان خطوات السينمائي لهذا العام .
يشار إلى أن عدد الأفلام المشاركة خارج إطار المسابقة تجاوز 18 فيلما من سورية وعدة دول عربية كمصر وموريتانيا ولبنان والأردن إضافة إلى الفيلم البولوني الاختفاء للمخرج بارتوسيز كروهيك.
ياسمين كروم-مي قرحالي