دمشق-سانا
رغم حصولها على درجة الدكتوراه في الاقتصاد إلا أن شغفها بالإخراج السينمائي كان الدافع الأساسي لتحول مسيرتها المهنية لاحقا وخاصة بعد أن سعت الشابة السورية ايفا داود إلى دراسة هذا الفن في “اكاديمية نيويورك للأفلام” في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و أبو ظبي لتبدأ مشوارها الفني من أفلام الكرتون في محاكاة إبداعية للمخيلة الطفولية اثمر عنها ستة أفلام قصيرة قبل أن تتحول إلى مرحلة أكثر نضجا واحترافية تبلورت معالمها عبر فيلمين قصيرين لاقى الأول منهما نجاحا واسعا شكل منصة لتتويجها كمخرجة في عالم السينما.
أول هذه الأفلام يأتي تحت عنوان “ربيع مر من هنا” و ينقل حسب ما أوضحت داود لنشرة سانا الشبابية صورة الواقع الراهن في عدد من البلدان العربية التي عاشت ويلات ما يسمى “الربيع العربي” المزعوم من خلال صور واقعية وثقت للاحداث في سورية و خارجها أما الأهم فهو أن الفيلم سجل رسميا حتى الآن سبعا وعشرين مشاركة في مهرجانات حول العالم ثلاث منها مؤهل لدخول الأوسكار كما حصل على سبع جوائز متتالية في عدة مهرجانات سينمائية في الولايات المتحدة الامريكية كما سيتم عرضه في شهر نيسان القادم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي طيلة أيام المهرجان.
ووصفت المخرجة داود الفيلم الذي كتب نصه وقام ببطولته الفنان عدنان ابو الشامات خلال حديثها إلى نشرة سانا الشبابية “بأنه دراما اجتماعية صامتة مدتها 7 دقائق تنشغل خلالها بهم إنساني عام و شديد الخصوصية بالوقت ذاته وذلك في ظلال تغيرات عصفت بما يعرف بالبلدان التي عاشت ويلات هذا الربيع المزعوم”.
وتسعى داود في أفلامها لتقديم المتعة البصرية للمشاهد لكنها ترفض في الوقت نفسه فكرة استهلاك القصص الشرقية برؤية تراجيدية مشيرة إلى أنه يتوجب علينا أن نتناول وجعنا بحب وأمل وتفاؤل إذ يكفي ما يعانيه المشاهد في حياته لنضيف المزيد من الأعباء النفسية على كاهله.
أما فيلمها الآخر وهو بعنوان سارق النور ومدته 20 دقيقة فقد عمدت المخرجة الشابة الى كتابة نصه بنفسها لتنتهي من إنجازه مؤخرا بمشاركة طاقم تمثيلي وفني من إسبانيا في تجربة هي الأولى من نوعها في مشوارها السينمائي على صعيد الشكل والمضمون وحرصت المخرجة كما تحدثت على ترجمة الفيلم للغات العربية والإنكليزية والفرنسية حتى تصل الفكرة والمغزى لأكبر شريحة من المجتمع مشيرة الى ان فكرة الفيلم كانت في خيالها منذ العام 2012.
ولفتت إلى أن تفاصيل الفيلم الذي صور في اسبانيا ستكشف عن اشتغالها على ما يتجاوز المكان بوصفه فضاء له أبعاد مادية إلى اللعب على أبعاده الروحانية وهو الأمر الذي يمكن أن يلتقطه المشاهد حين يتابع الفيلم بالاضافة الى البعد الفلسفي للحكاية و الذي ستبوح به الصورة أيضا.
أما حكاية الفيلم كما وصفتها داود فهي عبارة عن قصة تحدث في مكان ما بوقت ما من هذا العالم صالحة لأي بلد و مجتمع قد تسقط أشخاصها عليه اختارتها المخرجة لتعيد طرحها وفق رؤية فنية خاصة “تستمد خصوصيتها من عمق الشخصيات جاعلة من ذلك العمق مدخلا لفهم إشكالية الحب بلا شغف وأن يكون هذا الشغف مادة بلا روح”.
وحول استعانتها بفريق عمل إسباني أوضحت مخرجة ومؤلفة الفيلم أنه لا يوجد أمام السينما ما يعيق انتشارها في كل أنحاء العالم وبالتالي لا شيء يمنعها من مزج الثقافة العربية والأوروبية وخوض تجربة جديدة عبر التصوير في إسبانيا حيث تمتزج ملامح الشرق والغرب معتبرة أن السينما فن المخرج وبالتالي فإن بصمته الخاصة هي التي تعطي الفيلم هويته وتتحكم في الإيقاع العام للأحداث.
يذكر أن المخرجة السورية من مواليد العام 1975 و تقيم حاليا في البحرين ولها العديد من الأفلام القصيرة منها السندريلا الجديدة وفي غيابات من احب و عفريت النبع و لو كنت معي وقد حازت أفلامها على عدد من الجوائز بينما ينتظر أن يشارك فيلمها الجديد سارق النور في عدد من المهرجانات العالمية خلال العام الجاري.
ربى شدود