لندن-سانا
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن ميول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطوية ومساعيه للسيطرة التامة على كافة مقاليد الأمور في تركيا حولت هذا البلد إلى دولة استبدادية تدور حوله حيث تتاكل الحرية والديمقراطية والتعددية ويتم خنق وسائل الاعلام وقمع المظاهرات وتقويض استقلالية القضاء.
وقالت الصحيفة في مقال حمل عنوان”ديمقراطية تركيا في الطريق إلى الدولة البوليسية” .. انه ومنذ تسلمه منصب الرئاسة قبل نحو ستة أشهر بدأ أردوغان يسير بخطه التسلطي إلى مستوى أعلى فيما هو يحاول إحكام سلطته الشخصية على البلاد محذرة من أنه وفي حال سمح له بالمضي في هذا النهج أكثر من ذلك فإن تركيا ستخسر تماما جميع المبادئ الأساسية المطلوبة في أي دولة ديمقراطية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان ومنذ عام 2011 عمد هو وحزبه العدالة والتنمية إلى اتخاذ العديد من الخطوات لتقييد الحريات الفردية في تركيا كان آخرها مشروع القانون القاضي بمنح الشرطة التركية سلطات واسعة غير مسبوقة ما أثار انتقادات واسعة من أحزاب المعارضة التي أكدت أنه في حال تبنيه فإنه سيشكل خطوة حاسمة في تحول تركيا بالكامل إلى دولة بوليسية ولا سيما مع اقتراب اجراء الانتخابات البرلمانية في تركيا هذا الصيف.
وكان خمسة نواب أتراك أصيبوا بجروح إثر اقتتال نشب في البرلمان التركي الأسبوع الماضي قبيل بدء نقاش حول مشروع قانون يعطي شرطة أردوغان صلاحيات واسعة منها إطلاق النار على المتظاهرين المناهضين لسياساته.
وتابعت الصحيفة البريطانية إن “استبدادية أردوغان” تلحق الأذى بتركيا بطرق عديدة فهي تقوض سمعتها في العالم وموقفها الدولي فهذا البلد وبحكم موقعه المتوسط بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط كان من المفترض أن يلعب دور “اللاعب الاستراتيجي” وسط ما يجري في المنطقة ولكن وعلى النقيض من ذلك تمحورت سياسته الخارجية حول “أهواء ونزوات رئيسه”.
ولفتت فايننشال تايمز إلى أن خط أردوغان “السلطوي” يهدد على وجه الخصوص الاقتصاد التركي الذي تراجع النمو فيه إلى 3 بالمئة فقط وذلك أقل بكثير من نسبة التسعة بالمئة التي بدأت أنقرة بها هذا العقد ويعود التراجع إلى فرار الاستثمارات وسط انعدام الثقة في حكومة أردوغان والهجمات المتلاحقة التي نفذتها أجهزة أمنه على البنك المركزي في البلاد.
وختمت الصحيفة بالقول إن تركيا دولة كبيرة بما يكفي من الناحية الاستراتيجية ولكن وتحت حكم أردوغان بدأ دورها الدولي “يتلاشى” وإمكاناتها الاقتصادية يكتسيها الغموض والضبابية وشعبها النابض بالحياة بات يقبع تحت ظل أردوغان.