دمشق-سانا
تميزت البيوت الدمشقية بأناقتها وجمالها حيث جسدت إبداع الأيدي السورية التي اتقنت فن المهن اليدوية العريقة والتي تجلت في القاعة الدمشقية التي ظهرت في جمال أرضية وجدران وأسقف تلك القاعة التي اشتهرت عالميا.
قال عرفات أوطه باشي أحد مصممي ومنفذي القاعة الدمشقية لنشرة سانا المنوعة إن تنفيذ القاعة احتاج إلى كثير من الحرفيين فكل حرفة تكمل الاخرى فالخط العربي بفنونه لاتظهر جماليته دون زخرفته بمهنة اخرى وهي مهنة التذهيب.
والخيط العربي لايظهر ابداع وجمال الرسم الهندسي فيه الا اذا زينت حشواته بالحفر الفاطمي أو النقش أو التصديف والتطعيم بالعظم.
وكل فن دمشقي يكمل الاخر وتعتبر القاعة الدمشقية لوحة فنية متكاملة تجسد ابداع وجمالية المهن الدمشقية التي تكمل بعضها البعض في التصميم والتنفيذ.
وأضاف أوطه باشي ان القاعة الدمشقية تبدأ جماليتها من الارضية والجدران إلى الاسقف والفرش فأرضيتها ملبسة برخام مشقف صنعه حرفيوه باشكال هندسية مختلفة واستعملوا في صناعته كل انواع الرخام وبعض الاحيان يزين بالفسيفاء ويسمى الفسيفساء الرخامي.
أما الجدران فيتخللها اليوك والكتابي التي تصنع من الخشب الرومي “البلدي” وهو نوع من الاخشاب متوفر محليا واليوك يرسم على خشبه رسوم نباتية أو مايسمى الدهان الدمشقي وأبوابه تزين بحشوات محفورة ومخرقة توضع خلفها المرايا وملبسة بورق الذهب.
واليوك مازال مطلوبا يصنع في دمشق ويصدر إلى دول الخليج والدول الأوروبية مثل بريطانيا فهو يدخل في ديكور الفلل والبيوت ويعلو القاعة اقواس الابلق الاسلامي” هو تداخل الحجرين الأسود والأبيض” وتظهر رسوم هندسية ملونة يتم من خلالها حفر الحجر وتلوينه مع التداخل كما اننا نجد تابلوهات القاشاني الدمشقي المتميز بلونه الازرق اضافة إلى المصب الحجري الدمشقي المحفور يدويا باروع النقوش والتصاميم الهندسية والنباتية.
والمقرنص الذي أوجدته الحاجة وهو حل هندسي للانتقال من مستوى إلى اخر أو من المربع إلى المثمن وهذا يستعمل داخليا من الخشب الرومي الملون وخارجه من الحجر يشد الناظرين اليه بجمالية تصميمه.
أما سقف القاعة فيصنع من الدهان الدمشقي أو مايسمى العجمي اما على شكل عواميد أو اطواق أو حشوات من الخشب المحفور الملبس بورق الذهب وفق تصاميم هندسية تظهر فيها رسمات نباتية يستعمل فيها ورق الذهب والفضة ويعلق في السقف الثريات النحاسية أو الخشبية المحفورة من خشب الجوز كما ان الزجاج المعشق يدخل ايضا في تصميم القاعة.
وأشار أوطه باشي إلى فرش القاعة التي يستعمل فيها الرخام المشقف كواجهة للجلسات وأحيانا اخرى الخيط العربي وهنالك أيضا اطقم من الصدف أو النقش أوالحفر الفاطمي أو الدهان الدمشقي أو الموزاييك ويلبس فرشها البروكارأو الدامسكو.
ونتيجة هذا التنوع الفخم من احتمالات التصاميم وتداخل كل تلك المهن الدمشقية التي تتشابك فيها ايدي الحرفيين السوريين لتنفيذ القاعة الشامية ليكون نتاج عملهم تحفة فنية تسر الناظرين لافتا إلى ان كل قاعة تنفذ تختلف عن غيرها حسب ولكل واحدة جماليتها فلكل مصصم بصمته وحرفيته حسب روءيته الفنية.
الجدير ذكره ان عرفات أوطه باشي هو الحرفي الوحيد في دمشق الذي يحافظ على القاعة الشامية الشرقية الكاملة برعاية واشراف ودعم وزارة السياحة السورية بفريق عمل متكامل إضافة لمزاولته للحرفة بدا ايضا بتدريب وتخريج دورات للحفاظ على المهن التراثية بدعم وزارة السياحة وهي دورات تستقطب فئات شابة مثقفة همها الوحيد الحفاظ على المهن التراثية.
روهلات شيخو