دمشق-سانا
يعود الشاعر عباس حيروقة عبر مجموعته الشعرية الموجهة للأطفال (أرسم نهراً) إلى ذلك الطفل الذي كان يمشي على كتف السواقي حافياً يحاور النهر وحقول القمح وأسراب العصافير.
وتمزج المجموعة وهي أولى إصدارات حيروقة في شعر الأطفال بين الماضي والحاضر متضمنة 14 قصيدة أهداها الشاعر إلى أطفال بلاده داعياً من خلالها إلى تعزيز ثقافة المحبة والخير والجمال وتعزيز القيم والأصالة والانتماء فضلاً عن الاحتفاء بالطبيعة.
وتسعى قصائد المجموعة إلى زرع جماليات بنيوية تخص تعليم الطفل والعمل على تدريب خياله وجعله قادراً على اختيار الألوان المناسبة كخطوة أولى في بناء مستقبله الثقافي.
ويميل الشاعر حيروقة في المجموعة إلى الإكثار من الغنائية بوصفها أهم سمات شعر الأطفال كما في قصيدة أحضر طفلي..
“أحضر طفلي قلماً، دفتر علبة ألوان أو أكثر قال سأرسم قرية جدي سرب حمام يطلب ودي شمساً توقظني بحنان تلثمني حباً من خدي”.
وفي المجموعة يسعى الشاعر إلى جعل الطفل يتمسك بانتمائه لبيئته ليراها أجمل ما في الكون كقوله في قصيدة قرية حقول..
“في قريتي جبال أبهى من الخيال يجوبها نهر وديانها سحر بالصيف والشتاء تجود بالغناء”.
التزام الشاعر بالموسيقا جاء لتقوية العلاقة العاطفية الوجدانية بين النص والطفل لأن الموسيقا أهم المقومات التي تشد الطفل لقراءة الشعر كقوله في قصيدة حديقة الأحلام..
“في بيتنا حديقة.. يحبها الصغار أشجارها جميلة.. لذيذة الثمار”.
المجموعة الشعرية الصادرة عن اتحاد كتاب العرب وتقع في 64 من القطع الصغير تهتم أيضا بمواضيع أخرى يغلب عليها الجانب الوطني كما في قصيدة علم البلاد.
محمد خالد الخضر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency