حمص-سانا
على درب أدباء عصره ممن حفلت المكتبات بمؤلفاتهم خطا الأديب والناقد حنا عبود ليثمر إبداعه الفكري عشرات الكتب في النقد والفكر والأدب.
وعن مشواره في طريق الإبداع الفكري الذي تجاوز السبعة عقود أوضح عبود في مقابلة مع سانا الثقافية أنه بدأ القراءة منذ عمر الثانية عشرة ككل المراهقين حينها ممن استهواهم جبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة و المنفلوطي ثم اتجه لكتب عباس محمود العقاد و ابراهيم المازني لينجذب وهو في الخامسة عشر نحو مثله الأعلى طه حسين وخاصة بعد كتابه المشهور (في الشعر الجاهلي).
وكان للضجة التي أحدثها كتاب الغربال لـ (نعيمة) منتصف القرن الماضي والاسلوب الرومانتيكي الذي اتبعه جبران دافعاً عند عبود للتفكير والتأمل والنزوع نحو النقد لأنه برأيه نتاج ثقافة تتسع اكثر من الشعر.
وحول وظيفة الأدب اليوم يرى عبود أن للأدب أسلوبين نثري وشعري وقديماً لم يكن إلا شعر عن الملاحم والقصص والاغاني وحالياً حلت الرواية مكانه لأنها تواكب مجريات الأحداث وتطورها في كل حقبة معتبراً أن الرواية الملحمية لم تعد تشوق القارئ الذي أصبح ينجذب تلقائياً نحو الرواية الخيالية والواقعية والرومانتيكية.
وعن حال الشعر في الوقت الحالي يستشهد عبود الذي يعد مناصرا للرواية بمقولة المفكر الألماني هيغل أن عصر الشعر يحتضر والنثر سيقوم مقامه معتبرا أن الشعر لم يعد يستطيع التعبير عن الواقع كما تفعل الرواية التي يصفها بالمنتج التركيبي التي تستمد حروفها من الواقع والكاتب هو الذي يرتبها.
وحول دور الجامعات في نشر الأدب وجد عبود أن هذه المؤسسات الأكاديمية تميل للاهتمام بالمهنيات اكثر من النظريات عازياً ذلك لأسباب اجتماعية ومعيشية ما جعلها تقصر وفقاً لرأيه في ترسيخ العلوم الاجتماعية.
ويبدي حنا أسفه من تراجع الاهتمام باللغات بدءاً من الاسرة وصولاً الى الجامعة على خلاف ما كان سائدا منتصف القرن الماضي من إلمام الدارس بلغات إلى جانب العربية الأم كالفرنسية والاسبانية وهذا التقصير ينعكس بدوره على الأدب والنقد معاً.
ويؤكد عبود دور وزارة الثقافة والمؤسسات التابعة لها مثل الهيئة السورية للكتاب في تسهيل توفير الكتاب ومواجهة هيمنة العالم الافتراضي لتهيئة الأرضية لظهور أجيال جديدة من القراء وتوفير الكتاب بأرخص سعر ممكن كما دعا وهو الحائز على جائزة اتحاد الكتاب العرب التقديرية في النقد الأدبي إلى إعادة النظر بنشأة الادب واتجاهاته لأننا ورثنا نظريات ومقولات علينا أن نعيد النظر فيها.
وعبود من مواليد قرية القلاطية بريف حمص الغربي عام 1937 وهو عضو جمعية النقد الادبي في اتحاد الكتاب وله عشرات المؤلفات في نقد الفكر الفلسفي والسياسي والاقتصاد الأدبي وترجمة النقد ونظرية الادب والمسرح والشعر وآداب الشعوب واساطيرها كما أنه لا يزال يتقد عطاء من خلال مشاركاته في مؤتمرات أدبية وفكرية في سورية ودول عربية وغربية.
حنان سويد