اللاذقية-سانا
يمثل “مشروع دعم الشباب” التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” نقطة بداية مبشرة لتوسيع الآفاق المستقبلية أمام الشباب الفلسطيني والسوري على حد سواء وقياسا لمهمة “الأونروا” الأساسية والتي تعمل على توفير التعليم والإغاثة الاجتماعية والخدمات الصحية فإن مشروع دعم الشباب يهدف إلى تسهيل المرحلة الانتقالية للشباب من المدرسة إلى سوق العمل وفق أسس علمية مدروسة تعتمد على تطوير مهارات الحياة والتدريب المهني.
وتتعدد المجالات التي ينشط فيها المشروع لتطول تعليم الراشدين والتعليم المهني والتعليم الشامل بالإضافة إلى قسمي الإرشاد الوظيفي والتطوير المهني وتطوير الشباب وصولا إلى تبني المشاريع الريادية الصغيرة التي تساعد الشباب على اغتنام عدة خيارات لبدء مشاريعهم الصغيرة كبديل عن خيار التوظيف التقليدي.
وتحدثت “سهاد الأحمد” عضو فريق “تطوير الشباب” في المشروع لنشرة “سانا” الشبابية عن كيفية انطلاقة المشروع في اللاذقية وأسس عمله لافتة إلى أن البداية كانت عام 2009 من مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية الذي يعد واحداً من مجموعة مراكز منتشرة في عدد من المحافظات السورية تعمل بشكل أساسي على مساعدة الشباب في تطوير أفكارهم الجديدة وتعلم المهارات الفنية والمهنية الخلاقة.
وأضافت إنه بهذه الطريقة يتم تأهيل الشباب ليصبحوا قادرين على ممارسة الأعمال المتاحة في سوق العمل وكل ذلك بإشراف عدد من المسؤولين في الإرشاد الوظيفي وميسري تطوير الأعمال ممن يملكون الخبرة العميقة في هذا المجال مؤكدة أن البرنامج يقوم على قاعدة مفادها أن مد يد المساعدة لشاب واحد اليوم سيمكن من مساعدة أسرة بكاملها في المستقبل.
وتابعت “الأحمد”.. هو مشروع غير ربحي يستهدف شريحة الشباب من عمر 13 حتى 45 سنة وقدم في اللاذقية عددا كبيرا من دورات اللغات الحية وقيادة الحاسوب في اطار قسم التعليم المستمر استفاد منها طلبة جامعيون وشرائح أخرى ترغب بتطوير مهاراتها إضافة إلى دورات قسم التعليم المهني التي نختار عناوينها حسب حاجة السوق الفعلية وحاجة الشباب الذين يتمكنون في نهاية الدورة من تعلم أصول عدد من المهن كالمحاسبة والتصميم الإعلاني وإدارة مكاتب وتخليص جمركي وغيرها من المجالات.
كما يحصل المستفيدون من خدمات المشروع على شهادة مصدقة أصولا تزيد من رصيدهم وتدعم حقيبتهم المهنية حيث تعلموا من خلال ورشاته المنضوية في إطار الإرشاد الوظيفي والتطوير المهني كيفية تسويق أنفسهم وكتابة سيرتهم الذاتية إضافة الى اجتياز مقابلات العمل وحل المشكلات والتفاوض والتواصل.
من جهته أشار “محمد سلمان” وهو ميسر تطوير أعمال إلى توجه المشروع للتشبيك مع معظم الجهات التي تعمل في المجالات المشابهة ولاسيما أن الاهتمام ينصب على تحفيز الشباب لتقديم مبادراتهم المتنوعة التي تسهم في التنمية والتوعية بكل مجالاتها.
وأضاف… نعتمد على المتطوعين بشكل أساسي لتنفيذ مبادراتنا المتنوعة التي أنجزنا عددا كبيرا منها وتنوعت عناوينها كمبادرة “من سورية هنا فلسطين” التي ساهمت في تعريف السوريين بالتراث الفلسطيني بشكل عام واختتمت بتوقيع جدارية وصلت إلى فلسطين وعرضت في مدرسة بالخليل ولا بد أن نذكر اليوم البيئي الذي أقمناه بالتعاون مع أكثر من جهة كالفريق التطوعي البيئي ومجلس الشباب السوري وتضمن أنشطة رسم وتنظيف وزراعة أشجار.
وفيما يتعلق بدعم المشروع للمشاريع الريادية الصغيرة أوضح “سلمان” أن المشروع ساهم بدعمها حيث حصل المتدربون الفلسطينيون في هذا المجال على كل الخدمات الخاصة به مجانا واعتمد المشروع على معايير معينة لاختيار المتدربين ضمنه بحيث يحملون صفات رائد الأعمال من خلال مشاريع قريبة إلى الواقع ليخضعوا بعدها إلى دورة تدريبية مستقاة من شركة “سي اي اف اي” الألمانية مدتها عشرة أيام يمتلك المتدرب في نهايتها مشروعه كاملا على الورق لا ينقصه سوى التنفيذ.
وأشار إلى أن المشروع يتوجه إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاما ولديهم رأسمال صغير يريدون استثماره حيث يوفر لهم هذا البرنامج ضمن دوراته أسس دراسة السوق وإعداد الميزانية وخطة العمل والجدوى الاقتصادية وقد تم إطلاق أكثر من 16 مشروعا بشكل فعلي تنوعت ما بين الاتصالات والتسويق وغيرها من المجالات كما أن أربعة من المتدربين حصلوا على أدوات مكملة لمشاريعهم الأساسية بقيمة 25 ألف ليرة سورية لكل مشروع.
يذكر أن مشروع دعم الشباب قد نشط خلال الأزمة السورية في مجال الدعم النفسي للأطفال المهجرين من خلال عدة مبادرات وسيحصل الأطفال في المرحلة القادمة على تدريبات متعلقة بمهارات الحياة مع نوادي أفلاطون وافلاتين.
ياسمين كروم