حمص-سانا
تمكنت الشابة ميليا سليمان من قرية المضابع في ريف حمص من تجسيد نموذج مشع للمرأة الريفية المنتجة عبر الانتقال بأسرتها المحتاجة من حال اقتصادية متعثرة إلى أخرى أكثر استقرارا وأمنا من خلال اللجوء لمشروع التمكين الاقتصادي الذي ساعدها على بدء مسيرة حياتية جديدة حولتها إلى امرأة تدير دفة حياتها بيدها دون حاجة لانتظار عون الآخرين.
وكانت الشابة وهي أم لأربعة أطفال وزوجة لرجل معوق حصلت على تمويل من المشروع التابع لدائرة تنمية المرأة الريفية في وزارة الزراعة لشراء بقرة و الاستفادة من منتجاتها لتتغير حالها بعد أشهر من العمل بصورة جذرية.
وأوضحت سليمان خلال حديث لنشرة سانا الشبابية أنه تم منحها قرضا ميسرا للانطلاق في مشروعها الإنتاجي الخاص كما حصلت على بعض الاستشارات التي أمنت لها خبرة كافية كمرحلة أولية وبالفعل سارت الأمور حسب ما هو مخطط له وبدأت البقرة بإنتاج الحليب الذي راحت ربة المنزل تصنع منه الأجبان والألبان وسواها من المنتجات.
وتابعت “اعتمدت في عملي مبادئ الاتقان والصدق والنزاهة فكنت أقدم منتجا طبيعيا خالصا دون أية إضافات وهو ما جعل أهالي القرية يزدادون ثقة بي ويتهافتون على منتجاتي لأشعر للمرة الأولى بأنني صاحبة عمل يدر علي المال كلما أخلصت له وبذلت فيه المزيد من الجهد ورغم أن أطفالي صغار في العمر إلا أنني تمكنت من التوفيق بين أعباء العمل وبين واجباتي المنزلية من حيث رعاية الأولاد والاهتمام بزوجي المريض”.
وخلال ما يزيد على عامين من العمل الدؤوب تمكنت ميليا من توفير ثمن بقرة جديدة وما إن اشترتها كما ذكرت حتى بات الدخل المادي مضاعفا وبعد سنة أخرى اشترت البقرة الثالثة وكان بعض أولادها قد باشروا بمساعدتها بعد أن اشتد عودهم مشيرة إلى أنها لم تتوان عن العمل ليل نهار من أجل إنجاح مشروعها وعدم العودة إلى سابق حالها بعد أن اختبرت سعة الرزق والقدرة على تلبية كافة احتياجات المنزل.
وأضافت.. كان مشروعي مثالا للمشاريع الناجحة بالرغم من بعض الصعوبات التي راحت تواجهني مؤخرا كارتفاع سعر الأعلاف لكنني تمكنت من تجاوزها بالعمل وبعض التدبير الاقتصادي وصرت مثلا يحتذى من قبل الكثير من نسوة القرية اللواتي بادرن للاستفادة من مشروع التمكين الاقتصادي والنهوض بمشاريع صغيرة مماثلة.
وبينت أن هذا النوع من المشروعات المدرة للدخل هو مخرج جيد للكثير من السيدات الريفيات الراغبات بعمل منتج يتحول بوضعهن الاقتصادي نحو الأفضل شرط الالتزام بجدية العمل ونزاهته والإخلاص في التعامل مع الناس لبناء ثقة حقيقية بين الطرفين وعدم التبذير في الدخل المادي بل السعي لتوسيع رأس المال بهدف تطوير المشروع الذي سرعان ما يبدأ بدر المزيد من الربح.
وتمنت ميليا أن يتم العمل على تمويل مشاريع خاصة بالمعوقين تتناسب مع أوضاعهم الصحية كما هو الحال مع زوجها الذي يعاني من الصمم والبكم ليتحول هؤلاء إلى أفراد منتجين بدورهم و يشعرون بقيمة العمل وبقدرتهم على تغيير المصير الذي اختاره القدر لهم.
يذكر أن مشروع التمكين الاقتصادي والحد من الفقر انطلق العمل به بداية عام 2007 في كل محافظات القطر بهدف الاهتمام بالمجتمع المحلي بشكل عام والمناطق النائية والأشد فقرا على وجه الخصوص حيث يسعى البرنامج إلى تفعيل مشاركة المرأة الريفية في التنمية وتمكينها اقتصاديا وزيادة دخل الأسرة وخلق فرص عمل للنساء الريفيات من خلال المشاريع الصغيرة المولدة للدخل.
صبا خيربك