اللاذقية-سانا
يعتبر مشروع وفا التعليمي الذي أطلقته مؤخرا جمعية بادر لسورية للتنمية المجتمعية واحدا من المشاريع التربوية المهمة و التي تتوجه لأبناء وبنات شهداء وجرحى الجيش العربي السوري بالدرجة الأولى بالإضافة إلى الفئات الأكثر تضررا من الأزمة الراهنة في سورية حيث يهدف المشروع إلى التخفيف من المشاكل التعليمية والاقتصادية والنفسية التي يواجهها الطلاب عموما عبر إقامة دورات تعليمية نوعية تشمل مواد شهادة التعليم الأساسي.
ويتضمن المشروع في الوقت نفسه إقامة مجموعة من نشاطات التوعية والدعم النفسي للطلاب المستفيدين منه بالتعاون مع جمعيات أهلية فاعلة في مدينة اللاذقية والتي تضطلع بتأمين كامل الأدوات والموارد اللازمة لتقديم هذه النشاطات والخدمات إلى جانب رفد المشروع بالخبرات المتخصصة بما يكفل تقديم خدمات ذات جودة عالية في هذا الجانب.
وأشار مازن عاقل مدير الجمعية إلى أن المشروع يعمل على تحقيق أهداف الجمعية التي تأسست عليها والساعية لبناء قدرات المجتمع المحلي ومساعدة المتضررين من الأزمات والكوارث حيث من المقرر أن يستفيد من المشروع الذي كانت انطلاقته مع طلاب مرحلة التعليم الأساسي حوالي 100 طالب وطالبة خلال العام الحالي.
وقال عاقل لنشرة سانا الشبابية إنه يتم تقسيم الطلاب على عدة دورات مدة كل منها ثلاثة أشهر ويشرف عليها نخبة من المدرسين المتطوعين لتدريس مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم واللغتين العربية والانكليزية بعد أن خضع المدرسون قبل انطلاق المشروع لدورة المعلم القيادي التاهيلية والتابعة لمنحة صناع المستقبل التي يقيمها مركز الأعمال والمؤسسات بإشراف المدربة سيلفا اسماعيل.
ويقدم المشروع بالإضافة إلى الحصص التعليمية كل الاحتياجات الدراسية اللازمة للعملية التعليمية ضمن أجواء دافئة تشجع الطالب وتساعده على الالتزام بدوامه المدرسي حيث أكد عاقل أن “المشروع لا يطرح نفسه كبديل عن المدرسة بل هو عامل داعم لها يحفز الطالب لزيادة ساعاته الدراسية وترميم النواقص لديه في المواد الأساسية”.
كذلك حاول القائمون على المشروع التواصل مع عدد كبير من الجهات الفاعلة في المجال الإغاثي للوصول إلى الشريحة المستهدفة بهذا العمل الذي لا يهدف إلى تقديم الدروس الخصوصية وحسب على حد قول مدير الجمعية بل يسعى إلى المساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي يعاني منها أبناء جرحى وشهداء الجيش العربي السوري.
وتابع عاقل “يهمنا نشر الفكرة بشكل أوسع وتكرار الدورات قدر الإمكان فالمسؤولية كبيرة وصعبة كوننا نتوجه لشرائح تعتبر عماد بناء الوطن ويجب التعامل معها بطريقة صحيحة وبالطبع لدينا فكرة للتوجه للصفوف الأعلى لكن بخطوات مدروسة حيث يتمتع المشروع بالتكامل من حيث المدرسين المتطوعين والكادر الإداري الذي يؤمن احتياجات المشروع بالإضافة إلى تجهيز المقر بما يناسب احتياجات التعليم ولا سيما التقنيات الحديثة المناسبة للإعطاء والشرح وسنحاول التواصل مع الجهات المحلية الفاعلة في المجتمع والتي بدأت تسال فعلا عن المشروع ليصبح هناك إمكانية لدعمه وتطويره بما يليق بفكرته والهدف الذي يسعى لأجله”.
بدوره تحدث مهند حريقة وهو مدرس رياضيات متطوع في المشروع عن مشكلة تفاوت الاستيعاب في المعلومات المعطاة بين طالب وآخر وهنا يأتي دور المدرس لحل هذه المشكلة بتوجيه تمارين إضافية للطالب المتقدم عن أقرانه بحيث يأخذ الطلاب الآخرون حقهم في إعادة الشرح لتصل المعلومة بالشكل الصحيح.
وقال يجب ان نراعي الوضع النفسي الذي يمر به طلابنا مما يؤثر على أدائهم وتفكيرهم وهو ما يحتم علينا متابعتهم عن كثب ليكونوا قادرين على اللحاق بأقرانهم كما سنعمل خلال المراحل القادمة على الوصول للطلاب القاطنين في القرى البعيدة والذين لا يجدون وسيلة للوصول الى مقر الجمعية لنكون معهم وبجانبهم خاصة وأن جل المدرسين المتطوعين هم من أصحاب الخبرة الجيدة في التعامل مع أبناء الشرائح المتضررة إذ أنهم عملوا سابقا في مختلف مراكز الإقامة المؤقتة.
أما بتول أحمد المتطوعة في الجمعية فقد أكدت أن هناك حالة تواصل دائمة مع أهالي وذوي الطلبة لاطلاعهم على حالة ابنائهم التعليمية وتسجيل ملاحظاتهم وتقييمهم لهذا العمل.
ورأت بتول أن الجمعية تسعى للتعريف بالمشروع على أوسع نطاق عبر التواصل مع الجمعيات الأهلية والجهات المعنية حيث يخطط المشرفون على تعميم فائدته والوصول إلى كل من لم يستطع التسجيل في دوراته وذلك عبر النشر الالكتروني من خلال صفحة الجمعية على الفيسبوك حيث يتاح التسجيل للراغبين الجدد اعتبارا من الأسبوع القادم مؤكدة أن عمل الجمعية لن يقتصر على الموضوع التعليمي إنما سيتعداه إلى مشاريع أخرى لكنها اختارت الانطلاق من هذا المجال نظرا لأثره المستدام ونتائجه البعيدة المدى بالإضافة إلى سعيها للوصول لأكبر عدد ممكن من الطلاب بطريقة صحيحة وفاعلة.
يذكر أن بادر لسورية للتنمية المجتمعية حصلت على ترخيص في عام 2014 وهي جمعية أهلية تنموية تعمل لصالح الفئات المهمشة والأكثر تضررا في المجتمع للارتقاء بهم في مجالات التعليم والتأهيل وبناء القدرات الذاتية.
ياسمين كروم