اللاذقية-سانا
لأن الغابات هي رئة الطبيعة والوجه الاخر لسحر الساحل السوري متكاملة مع زرقة البحر قامت مجموعة من متطوعي جمعية طبيعة بلا حدود بحملة تقليم في غابة صنوبرية تقع بين قريتي حمام القراحلة وبتماما في ريف منطقة جبلة لتقليل خطر الحرائق التي يمكن أن تهدد الغابة نتيجة الأنشطة الزراعية المختلفة التي يقوم بها المزارعون صيفا في المناطق المتاخمة للغابة.
وذكر حازم سليمان رئيس الجمعية “إن بعض المزارعين يقومون في أواخر فصلي الصيف والربيع بجمع الحشائش والنباتات الحولية اليابسة على أطراف أراضيهم الزراعية ثم يقومون بحرقها بطريقة غير رشيدة ما يسبب انتقال النار إلى الغابات المتاخمة وهذا ماسجلنا في الجمعية حدوثه مرارا في تلك المنطقة ومناطق أخرى في جبال الساحل السوري”.
وأضاف .. “ما يزيد خطورة الموضوع طبيعة شجر الصنوبر البروتي حيث تتعرض وبشكل طبيعي الأغصان النابتة على سوق الأشجار قريبا من الأرض لليباس وهذه بدورها تشكل وقودا أوليا لأي حريق قد يطال الغابة” موضحا “إن حملة التقليم تهدف لحماية الغابة من خطر الحريق حيث تتم إزالة الأغصان اليابسة من على سوق الأشجار والأغصان الخضراء القريبة من الأرض والتي قد تتعرض لليباس لاحقا”.
وتحفل هذه النشاطات بأجواء اجتماعية مميزة ويتعاون المشاركون مع بعضهم لإنجاز برنامجها المتعدد الأهداف ويشير سليمان إلى أنه تم توزيع المشاركين إلى عدة مجموعات الأولى هي التقليم والثانية التقطيع الجزئي والثالثة السحب حيث تقوم بسحب نواتج التقليم إلى خارج الغابة أما الرابعة فهي مجموعة الضيافة ومهمتها تحضير الشاي وإعداد الطعام على نار الحطب اليابس الناتج من عملية التقليم.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن الأغصان ذات المقاطع التي تتجاوز الـ2 سنتمتر الناتجة عن التقليم ليتم استخدامها كوقود تدفئة في فعاليات أخرى للجمعية كالمسير الليلي ومسير الثلج والمسير المطري.
وذكرت الشابة هزار الكردي مشاركة بحملة التقليم أنها منذ نحو العامين وهي تشارك الجمعية أنشطتها التي تحقق التسلية والفائدة والمتعة لافتة إلى أن الجمعية تخلق حالة اجتماعية جميلة بين المشاركين حيث يكون في كل فعالية تنظمها الجمعية وجوه جديدة ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية والثقافية والفكرية لافتة إلى أنه يمكن للمشارك في نشاطات الجمعية التنزه في الغابة والمشي وحده إن أراد والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة كما يمكنه مشاركة المجموعة السير والحديث.
وأضافت.. بحكم دراستي وعملي كمهندسة زراعية اختصاص حراج وبيئة فإنني دائما اتعرف من خلال هذه النشاطات على نباتات جديدة وخصوصا أن أنشطة الجمعية تكون في مناطق جديدة.
وأشادت الكردي بهذه النشاطات التي تحد من حرائق الغابات مشيرة إلى أن الغابة التي قاموا بتقليم أغصان أشجارها كان لها حدود مشتركة مع أراض زراعية من جهتين.
بشرى سليمان