إلى الآن لم تظهر مواقف أميركية من العدوان الإسرائيلي في القنيطرة بكل ما يطرحه من احتمالات على تطورات الحالة العامة في الشرق. أيضاً إسرائيل لم تقدم ايضاحات حول عدوانها إلا من خلال احتياطات لمواجهة الرد المتوقع.
وبقي الجميع بانتظار أن يظهر للعدوان بُعد آخر. بُعد لا يمكن أن يكون إلا برد فعلي يخرج هذا العدوان من امكانات الولايات المتحدة لاستيعابه ووضعه في إطار سياسة «التمطي» الباردة المسكونة بالدم والخراب التي تمارسها الولايات المتحدة.
نحن والعالم من حولنا ترهقنا حالة الحرب الدائمة دون أي وضوح في الاتجاهات والاحتمالات. ينطبق هذا على الجميع بمن فيهم أوروبا وغيرها من الدول المتحسبة لاحتمالات تطور النشاط الارهابي. فقط الولايات المتحدة وإسرائيل لا تبدو أي منهما مستعجلة على ضرورة الخلاص من الوضع الراهن في المنطقة. بل إن لعبة «التمطي» التي تمارسها الولايات المتحدة رغم تحالفها الهزيل لمحاربة الارهاب، تقوم بها لخدمة اسرائيل وبانتظار أن تتشكل لديها القاعدة المناسبة للسيطرة على المنطقة وهي خالية حتى من الصوت.
في مثل هذا الواقع الأنموذجي الذي يخدم أميركا واسرائيل يأتي العـــدوان الذي كان يمكن أن تسخن الأجواء لو كانت الحالة تتقبل التسخين… أو هكذا تبدو على الأقل… والسؤال: لماذا تتحرك إسرائيل لإضافة معطى قد يبدل من الحالة التي هي تحت السيطرة تماماً.
إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تعتمد كلياً على أنه لن يكون هناك رد..؟! أو أن يكون الرد بحجم يُستوعب ببساطة، فإنها تنقل للقوى المقاومة المقاتلة من الرافدين إلى شواطئ المتوسط فرصة اتخاذ القرار الذي يمكن أن يبدل من حالة السباحة اليومية بالدم مع تراجع كل التصورات للخلاص.
هذه القوى المقاتلة المقاومة، جديرة اليوم أن تستفيد من الفرصة لتثبيت مقدرتها على الرد الزاجر فعلاً بعد أن ثبتت في حربها ضد الارهاب واسرائيل لسنوات متتالية وقد تراجعت كثيراً المعطيات المخيفة من احتمالات المواجهة المباشرة المقاومة للعدوان المستمر.
في محيطها الزمني والواقعي يطرح عدوان القنيطرة على القوى المقاتلة المقاومة ضرورة ملحة للرد القوي أكثر من كل المرات الماضية منعاً لدخول العدوان الاسرائيلي الدائم المتكرر في إطار العامل القائم دائماً الذي علينا أن ندمنه؟؟!! ويجب أن نستفيد من حالة رفض دولي خجول للعدوان عبرت عنه الأمم المتحدة التي ذكرّت أن ثمة اتفاقات سورية اسرائيلية تخرقها اسرائيل… طبعاً منذ أربع سنوات واسرائيل تخرق هذه الاتفاقات لكنها ربما المرة الأولى التي تبادر فيها الأمم المتحدة لإظهار موقفها.
العالم ينتظر ونحن ننتظر معه… والرد ضرورة لا بديل عنها.
بقلم: أسعد عبود