الشريط الإخباري

الفنانة “ولاء غانم” تتحدى المرض لتجسد حضورا فنيا خلاقا

اللاذقية-سانا

لم يشكل مرض الشابة ولاء غانم عائقا أمام تصميمها على مواصلة الطريق لتحقيق حلمها الفني والتحول إلى رسامة تقارع الألم بالريشة والألوان رغم معاناتها المستمرة والتي شكلت حافزا لها ودافعا للتميز والتحليق في هذا الفضاء الإبداعي بعيدا عن اليأس الذي عادة ما يلازم الكثيرين ممن يعانون من أمراض مزمنة مشكلة بذلك نموذجا جديدا لقوة الإرادة والإيمان بالذات وخاصة أن الشابة المبدعة استطاعت على مدى سنوات من عملها الفني أن تحصد عددا من الجوائز التي شدت من عزيمتها لتنطلق بين مرحلة وأخرى نحو آفاق أكثر رحابة وتفاؤلا.

ورغم معاناة الشابة ذات الثمانية عشر ربيعا من زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ إلا انها واجهت واقعها الصحي بصلابة وثقة مصممة على العدو وراء موهبتها اللافتة في الرسم والتي تعتبرها قديمة قدم مرضها إذ أن بوادر الفن والاعتلال ظهرت في طفولتها المبكرة فكان الأهل يتابعون مرضها وهي تتابع شغفها الفني الكبير.

ولأنها مولعة بهذا الفن فقد قررت غانم كما أوضحت أن تتحدى معاناتها و تلتحق بجمعية “أرسم حلمي” الفنية لتطوير موهبتها وصقلها بشكل جيد ولتتعلم المبادئ الأساسية للرسم تحت إشراف أساتذة متخصصين قبل أن تضع أولى خطواتها الراسخة على هذه الدرب حيث تعلمت أصول الرسم وتقنياته وأساليبه مستخدمة إياها لتجسيد ما يجول في فكرها من رؤى وخيالات منها ما يقارب الواقع ومنها ما يفوقه جمالا واستقرارا.

وأضافت.. رغم إنني تعلمت مجمل تقنيات الرسم إلا أن الألوان الزيتية بقيت الأقرب إلى قلبي حيث انجزت العديد من الأعمال الجميلة بشهادة المتخصصين في هذا المجال بالإضافة إلى حبي للتظليل بقلم الرصاص حيث أعود بين وقت وآخر إلى تقنية النور والظل في أعمال اعتبرها خاصة جدا.

أما أكثر ما تحب تصويره من أفكار وموضوعات فيتصل كما تقول الفنانة الشابة بالطبيعة بأشكالها وطقوسها المختلفة إلى جانب رسم الكاريكاتير الذي تعتبره فنا مميزا يتطلب من الفنان خلفية ثقافية وفكرية واسعة لتقديم نماذج عميقة في مضمونها يتم من خلالها نقل رسالة ما أو التركيز على قضية معينة بأسلوب كوميدي بصري.

وبعد أن تعمقت غانم في فن الرسم بدأت بالاقبال على النحت ومن ثم الرسم على الزجاج بهدف صقل موهبتها وتنميتها وإدراك المزيد من الأنماط الفنية الأخرى فهذا من شأنه حسب تعبيرها ان يزيد من قدراتها الفنية ويوسع من آفاقها بالإضافة إلى أنه يثري خبرتها وكفاءتها ما يساعدها على تطوير منتجها البصري مشيرة إلى أنها تكرس وقتها حاليا للتدرب في هذا المجال.

وأكدت غانم أن تشجيع مجتمعها الصغير متمثلا بأسرتها وأصدقائها هو ما ساعدها على الاستمرار للوصول إلى هذه المرحلة فقد كان للمحيطين بها دور مهم في شد أزرها ودعمها معنويا لتتابع ما بدأته.

من ناحيتها ذكرت الفنانة “هيام سلمان” رئيسة جمعية “أرسم حلمي” أن الجمعية تعمل على دمج الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال الأصحاء من نفس الشريحة العمرية مع التركيز على كل حالة على حدة بحيث يراعى خصوصية الشاب صاحب الإعاقة وتتم إحاطته بجو اجتماعي وعائلي دافىء يجعله يتصرف بحرية وتلقائية وبهذا يكتسب المعرفة التي يطمح إليها دون كثير عناء.

وقالت رئيسة الجمعية.. عملنا منذ البداية على شرح حالة “غانم” لأصدقائها مؤكدين لهم ضرورة التعامل معها بروح محبة بعيدا عن التقليل من شأنها أو المبالغة في إبداء الاهتمام بها فكان أن تحلى الجميع بمسؤولياته تجاه هذه الحالة الخاصة ليثمر الأمر حالة إيجابية أفرزت بمرور الوقت فنانة مبدعة ذات حس إبداعي مرهف.

وأشارت أن غانم عانت في البداية من بعض نوبات الرجفان والاضطراب العصبي فكانت الفرشاة تسقط من يدها أحيانا وقد ينسكب كوب الماء على الأرض وهذا كله ناجم عن دخولها إلى عالم جديد فيه أفراد لا تعرفهم وليس من صلة تجمعها بهم لكن الأمر تغير بعد ذلك بفعل المحبة التي تمت أحاطتها بها لتكمل طريقها بثقة أكبر.

بشرى سليمان