الشريط الإخباري

آمال واسعة يعلقها طلبة طرطوس على مرسوم إحداث جامعة في المحافظة

طرطوس-سانا

أجواء من الفرح العارم أحاطت طلبة محافظة طرطوس إثر صدور المرسوم التشريعي رقم 2 لعام 2015 و القاضي بإحداث جامعة طرطوس التي يشمل مخططها إنشاء 15 كلية وعدد من المدن و المشافي الجامعية بالإضافة إلى مرافق النشاطات الاجتماعية حيث عبر شباب المحافظة عن سعادتهم البالغة بهذه الخطوة الداعمة لمسيرة التحصيل العلمي و الأكاديمي و التي من شأنها تحقيق المزيد من فرص التعليم الجامعي لأبناء المدينة و ريفها خاصة في ظل استحداث العديد من الفروع و الكليات الجديدة بالاضافة إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية عن ذوي الطلبة المسجلين في جامعات أخرى.

ورأى عدد من طلاب كليتي الهندسة التقنية والسياحة أن تحويل فرع جامعة طرطوس إلى جامعة مستقلة سينهض بشروط أفضل لسير العملية التعليمية فبالنسبة إلى فادي فتوح وهو طالب سنة ثالثة في كلية السياحة رأى أن “الجامعة المحدثة ستوفر أماكن ومقرات دائمة للكليات المختلفة حيث يعاني الطلاب حاليا من قصور في التجهيزات التقنية لقاعات ومخابر الدراسة إلى جانب ارتفاع أعداد الطلبة في هذه المرافق التي تقصر عن استيعابهم”.

ومن وجهة نظر عبدالله الأمين طالب سنة ثانية في كلية الهندسة التقنية فإن إنشاء جامعة في محافظة حيوية مثل طرطوس سيؤثر بشكل إيجابي على مختلف المستويات بما فيها النواحي الإدارية باعتبار أن رئاسة الجامعة بدوائرها المختلفة ستكون أقرب إلى الطلبة ما يسهل العديد من الإجراءات التي كانت سابقا تستهلك وقت الطالب و جهده و تحمله المزيد من الأعباء المادية التي تفرضها ضرورات السفر بين طرطوس واللاذقية.

أما شعاع حمدان طالبة سنة ثانية في قسم الفلسفة بجامعة تشرين فتأمل أن تتمكن من متابعة دراستها في جامعة طرطوس وبالتالي تخفيف الأعباء المادية عن أسرتها بسبب السفر الدوري إلى اللاذقية وخاصة أن الكثير من الطلاب يأتون إلى اللاذقية من قرى طرطوس البعيدة و لذلك فإن إحداث الجامعة في مدينة طرطوس سيسهل أمور الكثيرين و يوفر عليهم المال والوقت والتعب الجسدي.

وأوضح كل من سومر محمد ونغم علي من أعضاء الهيئة الإدارية لكلية السياحة أن إحداث جامعة طرطوس خطوة إيجابية مهمة على صعيد استقلالية رئاسة الجامعة وتسهيل شؤون الطلبة في كلياتهم خاصة في ظل التعاون الذي سيحصل ما بين الهيئة ورئاسة الجامعة لتسيير أمور الطلبة وحل العقبات التي تعترض طريقهم مؤكدين أن توفر البنى التحتية اللازمة والوسائل التعليمية في الجامعة سيلبي متطلبات الكليات المختلفة ما يسمح بتدريب أفضل للكوادر العلمية المستقبلية.

وسادت الأجواء الإيجابية نفسها في أوساط المعنيين بالمفاصل التعليمية المختلفة في فرع جامعة تشرين بطرطوس حيث أكدت الكوادر التدريسية و الإدارية و الفنية أن إنشاء جامعة مستقلة سيفضي إلى مزيد من الحيوية الاقتصادية والاجتماعية و الدراسية في المحافظة بالإضافة إلى ما تحققه هذه الخطوة لناحية إنجاز معاملات الطلاب و الإداريين وتوفير الاستقلالية الادارية وتهيئة بيئة أفضل للبحث العلمي.

ويأتي إحداث الجامعة الجديدة ضمن الإستراتيجية التي وضعتها الدولة السورية لدعم قطاع التعليم العالي وتأمين فرص التعليم لجميع أبناء الوطن حيث أكد الدكتور موسى المحمد رئيس فرع جامعة تشرين بطرطوس أن إصدار المرسوم يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للمحافظة ولإبناء سورية بشكل عام كونه يأتي في سياق السياسة الداعمة أفقيا وعموديا لمنظومة التعليم العالي  ما يزيد من فرص القبول لشريحة جديدة من الطلبة في الاختصاصات المختلفة و هو ما سيحدث تطورا ملحوظا في المحافظة من النواحي الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية بالإضافة إلى ما سيوفره من فرص عمل جديدة لأعداد كبيرة من شباب المحافظة.

وأشار إلى أن ما أجازه المرسوم لناحية إضافة كليات جديدة وفق حاجة المجتمع وسوق العمل سيوفر الكثير من فرص التعليم والعمل في آن معا حيث سينضم المزيد من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية من أبناء المحافظة الموجودين في جامعات أخرى إلى الجامعة الجديدة بالإضافة إلى تخفيف الأعباء الإدارية عن العاملين والعلميين والطلبة و تسريع اجراءات العمل و جودتها لافتا إلى أن العمل يتم حاليا على تشكيل هيكل إداري وتنظيمي بحيث يكون الفرع جاهزا ليتحول إلى جامعة تقوم بمهامها العلمية والأكاديمية بالشكل الأمثل.

وبين المحمد أن فرع الجامعة يضم حاليا تسع كليات وثلاثة معاهد منها كليات نوعية على مستوى المنطقة هي كليات الهندسة التقنية وهندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و كلية السياحة بالإضافة إلى كلية الطب والصيدلة والعلوم والآداب والاقتصاد والتربية إلى جانب معاهد تقنية متوسطة على درجة من التميز هي معهد الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة و المعهد التقاني الزراعي و التقاني للنقل البحري كما يوجد مركز للتدريب المهني للطاقات المتجددة.

في السياق نفسه أكد علاء علي أحد الإداريين في فرع جامعة تشرين بطرطوس أن الأثر الإيجابي الواسع لإحداث جامعة طرطوس سيطال بلا شك كل العاملين العلميين و الإداريين في كليات الفرع ومعاهده حيث يخفف أعباء السفر والتنقل لكل من معتمدي الأجور وأمناء المستودعات ويجنب التآخر في البريد الرسمي لأن قرب رئاسة الجامعة سيسمح بحل مجمل القضايا الطلابية و الإدارية والعلمية في مقر الجامعة المحدثة و بالتالي تيسير أمور الجميع بالسرعة اللازمة.

وعلى صعيد الهيئة التدريسية فقد أكد الدكتور ميخائيل مخول استاذ في كلية الهندسة التقنية أن إحداث الجامعة هو إنجاز حقيقي لأبناء طرطوس من الشباب و لمجمل أهالي المحافظة التي تتسم بتميز كوادرها العلمية والأكاديمية حيث أن إحداث هذه الجامعة سيؤمن بالإضافة إلى الاستقلال الإداري استقلالية البحث العلمي عن جامعة تشرين و هو ما يعزز المسيرة العلمية و يأخذ بعين الاعتبار الراحة النفسية والعلمية للباحث و هو ما يعود بالمنفعة الشاملة.

وأكد ضرورة الإسراع في تنفيذ هذا المشروع بكافة مرافقه مع أهمية افتتاح كليات أخرى ولاسيما كلية طب الأسنان لتحقيق العدالة العلمية أسوة ببقية الجامعات.

بدوره أكد همام كناج رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بطرطوس أن إصدار المرسوم هو استجابة لمطلب طلابي متجدد تكرر طرحه دوما في كل المؤتمرات الطلابية المتعاقبة ولا يقتصر هذا الحلم على الطلبة إنما هو حلم الأهالي في المحافظة لذا كان صدوره مؤثرا في الشريحة الطلابية الواسعة و المتزايدة في المحافظة باعتباره عامل نهوض اقتصاديا واجتماعيا ومعرفيا سيلقي بإثاره الإيجابية على هذه المنطقة بالإضافة إلى ما ستمثله الجامعة المحدثة من مركز إشعاع ثقافي وفكري وملتقى للشباب على اختلاف توجهاتهم و مشاربهم آملا في أن يتم الإسراع في إنجاز مقر الجامعة بكل كلياتها ومعاهدها مترافقة بوحدات السكن الجامعي التي تعتبر ضرورة ملحة للطلاب الوافدين من المحافظات الأخرى والأرياف البعيدة.

يذكر أن عدد الطلاب المسجلين حاليا في كليات الفرع يبلغ نحو 20 ألف طالب تخرج منهم 5000 طالب كما يزيد عدد أعضاء الهيئة التدريسية في الفرع  على 130 عضوا و 110 من أعضاء الهيئة الفنية وحوالي 90 معيدا وأكثر من 500 إداري وموظف من حملة الإجازات الجامعية إضافة إلى شهادات المعاهد والثانوية العامة عدا عن الدراسات العليا التي يوجد فيها ما ينوف على 90 طالب ماجستير باختصاصات مختلفة والعديد من طلاب الدكتوراة .

ثورة الصموعة وديمة الشيخ