درعا-سانا
أثمر برنامج الاحتياجات الخاصة المنفذ من قبل دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في درعا عن تأهيل اثنين من الشبان المعوقين بدنيا للمشاركة في الأولمبياد المركزي لذوي الاحتياجات الخاصة والذي يقام في وقت لاحق على مستوى سورية حيث تفوق كل من المبدعين أمجد موسى في رياضة كرة القدم ورجاء الكور في رمي الكرة الحديدية ليحققا حلما عجز العديد من الأصحاء عن الوصول إليه.
وفي هذا السياق ذكر المهندس “رياض شتيوي” منسق المنطقة الجنوبية لدائرة العلاقات المسكونية خلال حديث لنشرة سانا الشبابية أن الظروف الراهنة فرضت ضرورة الاهتمام بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال برنامج مدروس أعد لهذه الغاية مبينا أن الدائرة عملت على تشخيص حالة المعوق للكشف عن استعداداته وقدراته العقلية والجسمية والحسية والبدنية وتدريبه على اكتساب المهارات الأساسية عن طريق برنامج تعليمي يتكيف مع مظاهر الإعاقة المختلفة بالإضافة إلى تنمية مهارته البدنية بما يساعده على تحقيق حلمه في ممارسة الرياضات التي أثمرت مع كل من المبدعين أمجد موسى ورجاء الكور.
وكانت الكوادر المتخصصة في البرنامج قد سعت إلى تدريب المعوقين وتأهيلهم مهنيا حسب شتيوي من خلال اكسابهم المهارات المهنية اللازمة للالتحاق بوظيفة معينة أو ممارسة عمل مناسب بما يحقق للمعوق قدرا مناسبا من الاستقلال الاقتصادي والتوافق المهني عن طريق برنامج للتوجيه والإعداد والتدريب المهني يتناسب مع ميول المعوق من ناحية واحتياجات سوق العمل من ناحية أخرى.
كذلك تعمل الدائرة على تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية لأبناء المحافظة وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة بما يسهم في تحسين الواقع الصحي والمجتمعي حيث أشار منسق المنطقة الجنوبية إلى أن الدائرة افتتحت خلال العام الماضي شعبة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة الشهيد اسماعيل أبو نبوت في حي الكاشف بمدينة درعا لإعادة تاهيل نحو 39 طالبا عاد منهم 7 طلاب للمدارس بعد إجراء دروس مكثفة لتحسين النطق لديهم.
ولفت إلى أن الدائرة قدمت للمعوقين أيضا خدمات الدعم النفسي لمساعدتهم على الاندماح مجددا في فعاليات المجتمع فضلا عن التحري عن الإعاقات الأخرى من خلال فريق عمل تطوعي جوال.
من جانبه أكد “بشار شديد” مدير مركز الرعاية الاجتماعية في دائرة العلاقات المسكونية أن البرنامج ومن خلال تواصله مع شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة قد أثمر عن تقديم خامات وطاقات جديدة في مجال الرياضة مؤكدا أن البرنامج بحاجة لمزيد من الدعم ليستمر على نحو دائم بما يعود بالفائدة على المجتمع المحلي وخاصة بعد التواصل الفعال من قبل أهالي المحافظة مع الدائرة لدعم البرنامج وتوسيعه بما يشمل جميع ذوي الإعاقات.
أما “حسان وقاص” منسق التوعية الصحية في الدائرة فأكد أن “دعم المعوقين واجب على مختلف أفراد و مؤسسات المجتمع وبالتالي فإن استمرار برنامج من هذا النوع هو حاجة ملحة ولاسيما بعد توقف برنامج مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بسبب الظروف الراهنة وانشغال مدارس الرعاية بايواء المهجرين”.
وقد أسفرت التجربة المنفذة في الدائرة كما ذكر وقاص عن الكثير من النتائج الايجابية أهمها إعادة بعض الطلاب إلى المدارس ودمجهم مع أقرانهم إلى جانب إعادة البعض الآخر لممارسة مهنته المعتادة والتي تعتبر مصدر رزق أساسيا له وصولا إلى ترشيح اثنين من ذوي الإعاقات للمشاركة في الأولمبياد المركزي لذوي الاحتياجات الخاصة.
يذكر أن هذا المشروع يهدف إلى تنمية الوعي الصحي واكتساب العادات الصحية السليمة عن طريق برنامج متكامل للتربية الصحية والوقاية من الأمراض والحوادث وتنمية وتشجيع ميول وهوايات المعوق بما يساعده في إثراء حياته وملء وقت فراغه عن طريق أنشطة ترفيهية واجتماعية تحقق له القدرة على التكيف الاجتماعي والاستقلال الذاتي وتنمية الشعور بالقيمة الذاتية والتوافق النفسي إلى جانب العمل على تشجيع وإقامة المعارض والندوات التي تبرز أنشطتهم ومشاركتهم المهنية عبر خطة متكاملة للارشاد والتوجيه والصحة النفسية.
قاسم المقداد