دمشق-سانا
تأهيل الشباب واليافعين من ذوي الهمم وخلق بيئة صحية تحتضن مواهبهم وتنمي قدراتهم هو المسعى الأساسي لفريق (لمة أمل) الذي يوجه جل نشاطاته ودوراته التدريبية لأفراد هذه الشريحة بهدف دعمهم نفسياً ودمجهم في المجتمع إضافة إلى تعزيز ثقتهم بإمكاناتهم وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم.
وسط أجواء أسرية دافئة تسودها المحبة والألفة يعمل الشباب المتطوع في الفريق على تنمية وتدريب عدد من ذوي الإعاقة بما يتناسب وميول كل منهم حيث أوضحت رحاب الخجا مؤسسة (لمة أمل) لنشرة سانا الشبابية أن الفريق الذي تأسس منذ خمس سنوات يقوم باحتضان الاشخاص من مختلف الإعاقات ممن تجاوزت أعمارهم الرابعة عشرة بهدف دعم مواهبهم وتطويرها ضمن بيئة توفر لهم تأهيلاً متخصصاً يدعم دورهم كشركاء حقيقيين في المجتمع.
ولفتت الخجا إلى أن الفريق يقيم دوراته التدريبية الفنية والترفيهية والثقافية ومحو الأمية المجانية بالتعاون مع دائرة (تعليم الكبار) في المركز الثقافي في أبو رمانة حيث تتنوع أنشطته وتدريباته لتشمل علوم الكمبيوتر والأعمال اليدوية كصناعة الإكسسوارات والرسم على الزجاج وأعمال الصوف والكروشيه إضافة إلى الدورات الرياضية المتنوعة.
المدربة نور حيمور تقوم بتدريب المشاركين من أصحاب الهمم على مختلف الأنشطة الرياضية وعلى رأسها رياضة اليوغا ورقص الزومبا مؤكدة أنها تشعر بالسعادة وهي تؤدي هذا العمل التطوعي حيث تلمس عن قرب حجم التفاعل والحماسة التي يبديها المشاركون وما يحققونه من نتائج إيجابية تعزز معنوياتهم وحضورهم الاجتماعي.
وأشارت كل من المدربتين آلاء نصري ورانيا المجاهد إلى أنهما يقومان بتعليم المشاركين أصول الشغل اليدوي والخياطة وأعمال الكروشيه وصناعة الإكسسوارات والطواقي إضافة إلى تصميم اللوحات والقطع الفنية ويحمل الفريق على عاتقه مسؤولية عرض نتاج المتدربين في البازارات والمعارض وعدد من الفعاليات الاجتماعية.
وأكد عدد من ذوي المصابين بمتلازمة داون أهمية العمل التنموي الذي يقوم به الفريق ويقدمه من مساندة حقيقية لدمج أبنائهم وتقبلهم ضمن محيطهم الاجتماعي حيث لفتت والدة الشابة ريما فاعوري إلى أهمية جلسات الدعم النفسي والأنشطة التعليمية التي يصار إلى تقديمها لذوي الإعاقة وما تمنحه من مساحة لإظهار قدرات هذه الفئة واستثمار طاقاتهم الكامنة.
من جهتها أوضحت كل من المستفيدات فرح الحمصي وربا الجميل ممن يعانين من صعوبات في النطق أنهما تمكنتا عبر دورات الفريق من تعلم أعمال الصوف والكروشيه والوصول إلى مراحل متقدمة في هذا المجال الأمر الذي أشعرهما بقدرة حقيقية على الإنتاج والحضور الفعال في المجتمع.
أما الرياضة والغناء فهما المجالان المحببان لكل من علي العامري وآمنة فاعوري اللذين أكدا أن مشاركتهما في أنشطة الفريق دعمت ميولهما الإبداعية وطورت مواهبهما خلال مدة قصيرة من الزمن بفضل الكادر التدريبي المؤهل الذي يشرف على الأنشطة والدورات المختلفة.
لمياء الرداوي