تستخدم الليبرالية الحديثة وسائل الإعلام بأنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة وحتى وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً خبيثاً لتحقيق غاياتها في ضرب المجتمعات المحددة على لائحة أهدافها ضمن الدول التي تقاوم السياسات الاستعمارية الغربية الصهيو_أميركية في العالم عموماً وفي المنطقة العربية خصوصاً، كونها مجتمعات تحكمها الأخلاق والمعتقدات والعادات والتقاليد القائمة على القيم النبيلة.
فترى على الشاشات المأجورة وفي أولى صفحات الجرائد وعلى العديد من وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الفيروسات الفكرية على شكل بشر يستخدمون مختلف أنواع الفنون البصرية واللغوية، فيبرعون في سك الشعارات البراقة المدروسة التي تدغدغ النفس البشرية لجذبها إلى جانبها الفكري الذي يحمل بين طياته أفكاراً غريبة عن مجتمعاتنا بدءاً من حرية الفرد المنفلتة من الأخلاق وصولاً إلى تقليص دور الدولة في إدارة الاقتصاد والثقافة، وليس انتهاء بتسويغ الاحتلال بحجة الخلاص من القهر والمعاناة المصنوع خصيصاً لهذه المجتمعات بعينها دون غيرها.
هذه الفيروسات التي تروج للأفكار الليبرالية تتلطى وراء أقنعة ثقافية وسياسية واجتماعية ودينية تتصدر منابر الفكر وتبدأ بالنخر في جدران الفكر الثقافي والعقائدي للمجتمع بهدف تغيير مساره التقدمي وتطوره الطبيعي، وتحضيره ليكون مرتعاً خصباً لتسويق منتجات الليبرالية الحديثة المتعددة، وهنا يبرز دور التحصين وأهميته في تدعيم جدران المجتمع عبر مؤسساته الثقافية والتعليمية والتربوية والدينية وتفعيل الحوار وتوسيع قاعدته الجماهيرية ليشمل كل فئات المجتمع.