ملتقى “سورية جسر المحبة” يختتم بمعرض في قلعة دمشق-فيديو

دمشق-سانا
اختتم ظهر اليوم ملتقى التصوير الزيتي الثالث بعنوان سورية جسر المحبة الذي أقامته مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة وذلك في قلعة دمشق والذي استمر خمسة عشر يوما بمشاركة اثني عشر فنانا تشكيليا سوريا من أهم الأسماء في الحركة التشكيلية السورية.9
وعرضت الأعمال المنجزة خلال الملتقى في قاعة العرش بقلعة دمشق وهي أعمال متنوعة بتقنياتها وأحجامها وأساليبها ومواضيعها فجاءت معبرة عن شخصيات أصحابها الفنية وشكلت حوارية فنية راقية لعدة مدراس فنية من المحترف التشكيلي السوري حيث قدم كل فنان عملين في هذا الملتقى.
وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمة لها في حفل ختام الملتقى ان اللوحات التي خرجت عن المتلقى هي نتيجة لجهد أياد كريمة رسمت باللون على القماش وخرجت بلوحات تعكس اللغة الخاصة بكل فنان والتي اختلفت في طريقتها ولكنها اشتركت في التعبير عن محبة سورية.7
ولفتت مشوح في تصريح للصحفيين الى ان المعرض تميز بجمعه كوكبة من كبار الفنانين التشكيليين السوريين الذين كان بعضهم معتكفا خلال الأزمة ولكنه وجد متنفسا اليوم للتعبير عن مكنونات صدره وموقفه تجاه الأزمة.
وتمنت وزيرة الثقافة التي كرمت التشكيليين المشاركين في الملتقى ان يتم جمع هذه اللوحات التي تنجز من هكذا ملتقيات ومعارض في متحف الفن الحديث الذي تعمل وزارة الثقافة على أن يرى النور قريبا.
بدوره أوضح عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة أن هناك تحضيرا لإقامة المزيد من الملتقيات التشكيلية مع الاستمرار في دعم الشباب مبينا أهمية إقامة متحف للفن الحديث لعرض أعمال الفنانين التشكيليين السوريين من الرواد وحتى اليوم.
وقالت التشكيلية سوسن الزعبي التي قدمت ثلاثة أعمال بتقنية الكولاج مع اكريليك على القماش لمنظور عن مدينة دمشق بثلاثة أحجام.. إن أي ملتقى في هذا الوقت هو مهم للحركة التشكيلية السورية فمثل هذه النشاطات تثبت أن الشعب السوري محب للحياة ولديه القدرة دائما على الإبداع مبينة أن الملتقى كان فرصة لها لتعود لعملها الإبداعي بعد أن ابتعدت في الفترة الماضية عن لوحتها بسبب تأثيرات الأزمة لصالح العمل التدريسي في كلية الفنون الجميلة.8
وأضافت الزعبي أن مشاركة الفنان في أي ملتقى تعطيه طاقة للعمل والتجدد على مستوى الفعل الإبداعي مبينة أن لا شيء يمكن أن يؤثر على إبداع الفنان السوري فهو قادر على أن يمتص الظروف الصعبة المحيطة ويقدمها بشكل عمل فني يقدم قيمة جمالية وفكرية.
بدوره قال التشكيلي طلال معلا يؤكد التشكيليون السوريون اليوم في ظل هذه الأزمة التي نعيشها على أن سورية مازالت على صلة بالإبداع ومولدة للفنون كما كانت في كل الحضارات الماضية مبينا أن الملتقى جاء ليؤسس لحالة تفاعلية إبداعية تقدم المنتج الفني للناس.
وأضاف معلا..أن الملتقيات التشكيلية يجب أن تستمر وتتوسع لتشمل الشباب والأطفال وتتم إدارتها بطريقة جيدة لإيصال رسالة للمجتمع ليس بغاية عرض اللوحات في النهاية إنما لإقامة علاقة ما بين الناس والفن التشكيلي.
فيما عكس التشكيلي وليد الآغا في لوحته التمازج بين الأحرف العربية واللاتينية والسيريانية فجعل عمله الفني يجمع عدة رموز ومعان بهدف خلق رسالة إنسانية حضارية عن طريق اللوحة واللون.2
وقال الآغا إن الرسالة التي أردت إيصالها عبر لوحتي هي أن سورية بلد حضاري ونحن موجودون ومتينون لا يحدنا اي فعل موضحا أن الملتقى جاء في وقت صحيح حيث استطاع تحريك العمل التشكيلي بعد بعض الجمود والركود في الحركة التشكيلية مبينا وجود التفاعل ما بين الفنانين مع بعض من جهة وبينهم وبين الناس الذي حضروا أيام الملتقى وشاهدوا العمل الفني وهو ينجز من جهة أخرى.
أما التشكيلي نذير إسماعيل فقال أهمية هذا الملتقى أنه أعطى للفنانين المشاركين الفرصة للحوار والتعرف على بعضهم أكثر وهذا يصنع ألفة بين التشكيليين وهو أمر مطلوب اليوم بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها مبينا أن الملتقى يفعل طاقة تحريضية على العمل لتقديم قيمة فنية ضمن مجموعة أعمال تصنع بذات الوقت.
من جهته التشكيلي غسان السباعي الذي قدم لوحتين تحملان حوارية إنسانية فيها ألوان دافئة بأسلوب تعبيري أكد أن دور الفن في هذا الوقت مهم جدا لأن الفن يمثل ضوء الفرح وسط ظلام الموت و الدمار مبينا أن الفنان بطبيعته الحساسة البعيدة عن أجواء الحرب يصنع من خلال فنه ردا بطريقة حضارية وإنسانية
على هذا الدمار.
وعبر السباعي عن أن الملتقى كان فرصة له للتعرف على زملائه الفنانين المشاركين عن قرب والاطلاع على تجاربهم وأساليب عملهم مبينا أن ما يميز الملتقى هو الحرية التي أعطيت لكل فنان في العمل بأسلوبه وشخصيته.6
الفنان التشكيلي سائد سلوم الذي شارك في المعرض بعملين منفذين بألوان الاكرليك واسلوب تعبيري عكس من خلالهما طريقة تفكيره حول هذه المرحلة التي نعيشها حيث يرى سلوم ان الحالة المرافقة لتنفيذ العمل الفني لا تقل اهمية عن الاحساس الذي تتركه اللوحة فهما ثنائي مترابط لا يمكن فهم العمل التشكيلي
دون أحدهما.
وأشار سلوم إلى أن الملتقيات تفتح باب الحوار والتشابك بالأفكار بين الفنانين وبينهم وبين الجمهور إضافة إلى تميز الملتقى بكونه يتيح الفرصة للجمهور بمتابعة العمل الفني منذ ولادته على القماش وحتى اللحظة الأخيرة.
وكانت مشاركة الفنان يوسف البوشي عبر لوحتين استخدم الكولاج فيهما عن طريق دمجه مع اللوحة التعبيرية لتوظيفه بطريقة معاصرة وبهدف تقديم التراث عن طريق الفن التشكيلي.
وأشار البوشي إلى أهمية الملتقى وخاصة في هذه الظروف لأنه يفسح المجال ليلتقي الفنانون مع بعضهم ويتحاوروا ويتفاعلوا مما يعيد لهم النشاط الابداعي من جديد.
فيما اعتبر الناقد والنحات غازي عانا أن الملتقيات تضيف للفنان مساحة من الحرية وتتيح له أن يخرج من مرسمه فالملتقى يعطيه مسافة ويضيف المكان الكثير للوحة كما أن مثل هذه الملتقيات تفسح المجال لتبادل الخبرات وتأكد على الحوار الثقافي والفني بشكل أكبر.
من جهته أشار قحطان طلاع مدير معهد الفنون التطبيقية إلى أهمية المعرض كونه ضم مجموعة كبيرة من الفنانين ممن لهم باع طويل في الفن واحتوى أعمالا مميزة لكل فنان بقياسات مختلفة وأساليب متنوعة مبينا ان الملتقى قدم خبرات كبيرة لطلاب معهده الذين تابعوا انجاز اللوحات من اليوم الأول وحتى ختام الملتقى.
سمير طحان و ميس العاني