في كل بيت سوري مائدة الكلام عامرة تعلو حولها الأصوات وتخفت، تحلل أو تناقش أو تنفعل، تتوافق أو تتخالف أو تنتقد تقيم أو تتهم أو تبرئ، ثم تنتقل موائد الكلام إلى المقاهي أو الملتقيات أو الأماكن العامة والخاصة والقاسم المشترك لدى الجميع وطننا سورية.
سورية سيدة الموائد ونحن حولها ومعها وبها نجتهد في البحث عن سبل الخلاص.
الأجراس في الكنائس المقدسة حزينة وأصوات الراهبات والرهبان تتوحد على إيقاع الموسيقا المنبعثة من عمق التاريخ والأمكنة والعتبات العالية وهي تنشد لسيدتنا مريم أن تقبل دعاءنا، كما تقبّلها الله من أمها نذراً محرراُ وكفلها سيدنا زكريا الذي كان يجد عندها رزقاً كلما دخل عليها، الكنائس التي دمرتها عصابات القتل والدمار خاشعة وهي ترفع دموعها إليك يا سيدتنا مريم كي تعود عامرة بالموائد وأصوات المساجد كأصوات تلك الكنائس تتوحد بالحب لسورية، سورية التي حرص أهلها على حمايتها والدفاع عنها، فيما أمعن الأعداء في تدميرها وحرقها وقتل أهلها وتخريب موائدها.
العيد يزور الموائد ويقف على الأبواب وهو يحمل ذكرى الذين سالت دماؤهم على الأرض التي طهرها دم المسيح العظيم، فتنبعثُ روائح الشهادة ممتزجة بروائح البخور وهي تدور على الخاشعين في المحراب وهم يصلّون لسورية ويدعون الرب الذي تقدس اسمه في السموات، كي يأتي ملكوته وتكون مشيئته بالرحمة على أهل سورية على الأرض لتدوم موائدهم بالأمن والسلام والعيد يزور جيشنا البطل في ساحات المواجهات مع أبنائنا في الدفاع الوطني ضد قتلة الأعياد والفرح والسيادة الوطنية، يزورهم العيد ويتجدد تصميمهم على تحقيق العيد الأكبر في النصر وتطهير كل شبر من أرض سورية الطاهرة.
مفيد خنسه