كنت أستغرب كيف تكون الأحلام في اليقظة وبقيت طوال عمري لا أميل إلى هذا الاستخدام، لكن سياسة أردوغان تجاه سورية منذ بداية الحرب العدوانية عليها جعلني أتأكد أن هذا الرجل يحلم وهو مفتح العينين وإن كان أعمى القلب، لكن بماذا يحلم؟ يحلم بخلط أوراق الدولة السورية، ولم يوفر جهداً من أجل ذلك، على الرغم من أن الشريحة الواسعة من الشعب التركي كانت ضد سياسته وسياسة حزبه تجاه الأزمة السورية.
لقد جعل تركيا البلد الجار ممراً للإرهاب ومركز استقطاب للجماعات الإرهابية الوافدة من دول العالم، وقدّم لتلك الجماعات كل الدعم الممكن للدخول إلى سورية والمشاركة في الحرب التي أرادها أردوغان على الشعب السوري من أجل تحقيق أحلام يقظته.
أردوغان في التقييم السيكولوجي والسلوكي ومن ثم وفق الأدبيات القانونية والسياسية هو مجرم حرب ويجب أن يقدم إلى المحاكم الدولية لأنه يثبت بالدليل القاطع دعمه للإرهاب في سورية، وهو المسؤول الأكبر عن سرقة النفط السوري وبيعه في الأسواق السوداء التركية، هو المسؤول عن سرقة الآثار السورية التي أصبحت في تركيا أو نقلت عبرها، أردوغان هذا المجرم الحاقد على الشعب السوري يقود شعبه وبلده إلى حقبة من الحقد على الشعب السوري لا يريدها إلّا الخائنون المتورطون معه في نزوعه لإعادة المجد التاريخي العثماني الزائل.
أربع سنوات، وهذا المجرم يدعم القتل والإجرام والتدمير والخراب بشعبنا، ويعمل على تقسيم بلدنا ونهب ثرواته وخيراته وهدم صروحه الحضارية ومنشآتنا الاقتصادية، وماذا كانت النتيجة؟!
نعم تعرّضنا بسببه هو ومن معه من الأعراب و الأغراب إلى أصعب ما يمكن أن يتعرّض له شعب في الدنيا، وصمد شعبنا ومازلنا واقفين بشموخ وعزة، نحن ندافع عن بلدنا ووطننا ووجودنا وكرامتنا، ومن أجل وحدة سورية وحماية عزتنا الوطنية، وهاهو جيشنا البطل يتقدم بثقة على طريق النصر، يتقدم مسلّحاً بعقيدته الوطنية القومية، وبحب الشعب وإرادته وإيمانه.
وأردوغان هذا المجرم مستمر في نهجه العدواني ضد الشعب السوري، وقد جاء توقيع الاتفاقية بينه وبين أمريكا للتدريب الجماعات التي يسمونها بالمعتدلة على الأرض التركية لمدة ثلاث سنوات ليؤكد هذا الرجل أنه يخطط مع حلفائه إلى إطالة زمن الحرب على سورية من أجل استنزاف قدرة شعبها على الصمود والمواجهة، كل ذلك من أجل أن يحقق حلم يقظته.
لهم أحلامهم إن كان في النوم أو في اليقظة، لهم إجرامهم وخيانتهم وتآمرهم ولنا ما نحن عليه من الصمود، وشعبنا مستعدٌ للتضحية، مستعدٌ للصبر لأن المحن الكبرى تحتاج إلى التضحية والصبر وإن الله مع الصابرين.
بقلم: مفيد خنسه