السويداء-سانا
يعزز انتشار المشاتل الزراعية في أنحاء متفرقة من مدينة السويداء اتساع المسطحات الخضراء التي تضفي جمالية على المكان إلى جانب أنها رئة نظيفة وواجهة حضارية للمدينة.
أنواع مختلفة من الغراس والورود ونباتات الزينة تضمها هذه المشاتل تغري الناظر بتناسق ألوانها وتبعث في النفس راحة وبهجة.
العديد من أصحاب المشاتل اتخذوا من دفيئة الورود (البيت الزجاجي أو الزراعة المحمية) مسكنًا لهم كما هو حال مدحت أبو فخر صاحب أحد المشاتل الذي يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من عشرين عاماً.
ويشير أبو فخر في تصريح لنشرة سانا-سياحة ومجتمع إلى أنه ورث حب الأرض عن والده الذي علمه أساليب الزراعة منذ صغره فهو ابن الريف الذي ينتمي إلى الأرض ويرى في النباتات بداية الحياة واستمرارها وعندما أصبح شاباً وأتقن فنون الزراعة أسس لنفسه مشتلاً للورود والنباتات.
جهد ووقت كبير يخصصه أبو فخر للعمل بمشتله الذي يؤمن فرص عمل لعشرات الشباب لأنه يحتاج لاهتمام وعناية كبيرة لأنه يحوي أنواعاً مختلفة من الغراس والأشجار المثمرة كالزيتون والكرز والمشمش والخوخ والتين واللوزيات إضافة إلى نباتات الزينة والورود والأزهار التي يحرص الأهالي على اقتنائها لتزيين شرفات ومداخل منازلهم.
ويحرص أبو فخر على زراعة البذور بغرض إنتاج الشتلات ونباتات الزينة والأسيجة النباتية والمتسلقات والنباتات العشبية المزهرة والأشجار في أرض كبيرة خارج المدينة ثم ينقلها إلى المشتل لتلبية احتياجات مشاريع التشجير والتجميل والتنسيق مشيراً إلى أن الأشجار المثمرة تهيمن على 80 بالمئة من عمليات البيع في المشاتل أما الأزهار والورود وما يعرف بأشجار الزينة فمعدلات الإقبال عليها متفاوتة والنساء يتصدرن الشرائح الأكثر إقبالاً على اقتنائها لإعطاء المنازل والشرفات مظهراً جميلاً.
بدورها تشير سحر كرباج صاحبة أحد المشاتل إلى أن حبها للورود دفعها إلى تحويل منزلها القديم وسط مدينة السويداء إلى مشتل يحوي أنواعاً مختلفة من الورود ونباتات الزينة والغراس حيث تقضي كرباج معظم يومها داخل المشتل الذي أصبح عالمها الخاص تتنقل بين نباتاتها تتفقدها وتهتم بسقايتها وإزالة الأعشاب والحشائش الضارة.
وتلفت كرباج إلى ضرورة توجيه أفراد المجتمع لزيادة المساحات الخضراء لأهميتها الصحية والبيئة كمصدر للأكسجين وتنقية الهواء.
الشبان علاء وفارس أبو الخير وأحمد سمارة العاملون في أحد المشاتل الزراعية يرون في العمل بين الورود ورعايتها متعة تبعث على الراحة إضافة إلى أنها فرصة للعمل بين أحضان الطبيعة.
فيما أبدى العديد من المارة والقاطنين بجوار المشاتل الزراعية ارتياحهم وسعادتهم لاتساع المساحات الخضراء وانتشار المشاتل الزراعية في المدينة وأثرها الإيجابي لما تمنحه من سلام وهدوء للسكان من خلال التمتع بصحبة الطبيعة بعيداً عن الكتل الإسمنتية.
رئيس شعبة الحدائق في مجلس مدينة السويداء المهندس حافظ الخوري يشير إلى أن مشاتل الورود تلعب دوراً مهماً في تجميل المدينة إلى جانب الحدائق والدورات والمنصفات حيث تكسب المناطق المزروعة ألواناً جذابة وتشكل لوحات فنية فوق المسطحات الخضراء عند تقاطعات الشوارع لافتاً إلى أن مدينة السويداء تضم مشتلين كبيرين مرخصين ويتفرع عنهم عدة مشاتل صغيرة نتيجة الإقبال الكبير في معدلات الشراء ما يؤمن مصادر عمل للكثيرين.
خزامى القنطار
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: