إسطنبول-سانا
توفيت المغنية التركية هيلين بولاك أمس بعد إضراب عن الطعام استمر نحو 300 يوم ضمن معركة الأمعاء الخاوية التي أعلنتها مع زميلها في فرقة يوروم الموسيقية المعارضة للنظام التركي إبراهيم غوكتشك احتجاجاً على سياسات نظام رجب طيب أردوغان القمعية.
ولم يكتف نظام أردوغان بما قام به تجاه المغنية بولاك بل قام أمنه باعتقال عدد من المشاركين في جنازتها ومن بينهم أحد أعضاء فرقة يوروم كما قام بمنع المشاركين من دخول المقبرة بعد أن بدؤوا يهتفون ضد أردوغان ونظامه الفاشي.
وتأتي وفاة بولاك لتضيف جريمة جديدة إلى سجل نظام اردوغان الأسود الذي يواصل سياساته التعسفية ضد معارضيه والتي أدت إلى سجن واعتقال عشرات الآلاف عدا عن فصل الآلاف من العسكريين والقضاة والموظفين من عملهم إضافة إلى فرض حالة الطوارئ واعتقال العشرات من الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام.
وأعلنت مجموعة يوروم في بيان على شبكات التواصل الاجتماعي وفاة هيلين بولاك عن عمر 28 عاماً.
بولاك كانت دخلت في إضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن أعضاء الفرقة المسجونين وسحب مذكرات الإيقاف الصادرة بحق موسيقيين آخرين والتراجع عن منع حفلات المجموعة في تركيا بقرارات صدرت عن سلطات النظام عام 2015 ووضعها على لائحة الإرهاب.
وسبق أن تم اعتقال بولاك عام 2016 ثم أطلق سراحها في وقت لاحق.
وتأسست فرقة يوروم عام 1985 وتعرف بأغانيها التي تدمج الموسيقا التقليدية والأغاني الثورية ويتعرض أعضاؤها للإيقاف باستمرار وتمنع حفلاتها.
وسبق للفرقة أن زارت سورية عام 2013 وأقامت حفلا تضامنياً في طرطوس كما أقامت حفلاً فنيا في منطقة بكركوي في مدينة اسطنبول تضامناً مع سورية حضره نصف مليون شخص وغنت خلالها عدداً من الأغاني التي تعبر عن الوقوف إلى جانب
سورية في حربها ضد الإرهاب المدعوم من الدول الغربية وحلفائها الإقليميين وفي مقدمتهم نظام أردوغان نفسه.
وتعبر المأساة التي انتهت إليها معاناة المغنية هيلين بولاك عن حجم القمع الذي تمارسه أجهزة نظام أردوغان بحق معارضيها ومناخ الترهيب الذي يسود تركيا.
إلى ذلك يواصل إبراهيم غوكتشك إضرابه عن الطعام وسط مخاوف من أن يلقى نفس مصير زميلته هيلين وفي هذا السياق قالت جماعة متضامنة مع الفرقة عبر موقع تويتر إن “مطالبنا لم تكن بهذه الصعوبة للوفاء بها” موضحة أن بولاك وغوكتشك دخلا في إضراب عن الطعام من أجل الضغط على الحكومة لرفع الحظر عن حفلاتهم الموسيقية والإفراج عن الأعضاء المسجونين ورفع أسمائهم من قوائم المطلوبين وإسقاط دعاوى قضائية بحقهم ووقف مداهمة مراكزهم الثقافية لافتة إلى أنه لم يعد أمام المئات من سجناء الرأي ومن المعارضين السياسيين والأكاديميين الذين تم الزج بهم في سجون النظام التركي بتهم كيدية من خيار إلا معركة الأمعاء الخاوية لإسماع صوتهم للعالم.
وليست هذه المرة الأولى التي يدخل فيها معارضون أتراك معركة الأمعاء الخاوية في مواجهة ممارسات النظام التركي القمعية حيث أعلن نحو ثلاثة آلاف سجين إضراباً عن الطعام تضامناً مع البرلمانية ليلى غوفن التي كانت أعلنت الإضراب عن الطعام في تشرين الثاني 2018 للاحتجاج على سياسات أردوغان فيما أضربت النائبة المستقلة ليلى زانا عن مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا عن الطعام في مكتبها بالبرلمان التركي تضامناً مع السجناء المضربين عن الطعام.
ورغم هذه الإضرابات والنداءات للاحتجاج على المعاملة السيئة من قبل أجهزة نظام أردوغان إلا أن ذلك لم يلق أي استجابة من قبل هذا النظام القمعي لتستمر معاناة المعتقلين والمعارضين في سجونه حتى يومنا هذا.