داريا.. ترحيل الأنقاض وتنظيف الشوارع وإعادة تأهيل المنازل والمحال التجارية والخدمات الأساسية- فيديو

ريف دمشق-سانا

لدى دخولك مدينة داريا بريف دمشق يلفت نظرك حجم الأعمال التي تنفذ فيها والتي تشمل مختلف القطاعات الخدمية لإعادة المدينة إلى مكانتها التي تميزت بها قبل تدميرها من قبل التنظيمات الإرهابية.

داريا تبدو ورشة عمل حقيقية من خلال ترحيل الأنقاض وتنظيف الشوارع وإعادة تأهيل المنازل والمطاعم والمحال التجارية التي عاد بعضها إلى العمل وتنوعت بين مواد البناء والخضراوات والمواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والتي حرص أصحابها على إعادة الحياة لمدينتهم خلال فترة قريبة.

رئيس المجلس البلدي في داريا مروان عبيد أوضح لمندوبة سانا التي زارت المدينة واطلعت على ما أنجز فيها أن العمل بدأ منذ عودة الأمن والاستقرار إليها مشيرا إلى أن عملية ترحيل الأنقاض بوشر بها منذ أكثر من عام ولاتزال مستمرة حتى الآن نتيجة تزايد الأنقاض الناتجة عن تأهيل المنازل.

عبيد لفت إلى أنه تم ابلاغ جميع الأهالي والذين يملكون منازل في داريا وتحتاج التأهيل بالمباشرة في ترحيل أنقاض منازلهم قبل نهاية الشهر الجاري لأنه بعد هذا التاريخ سيكون ترحيل الأنقاض على نفقة أصحاب المنازل.

أسامة الشيخ علي المسؤول حاليا عن مشروع ترحيل الأنقاض بين أن العقد الموقع مع المحافظة مدته 45 يوما ضمن المربع الأول وتم البدء به منذ نحو 15 يوما حيث يتم ترحيل  700 متر مكعب يوميا توضع في مكبات خاصة خارج داريا مؤكدا أنه خلال اقل من نصف شهر سيكون المشروع منجزا علما أن هناك عقودا أخرى لترحيل أنقاض في أحياء أخرى بداريا.

وبشأن القطاعات الخدمية الأخرى أكد رئيس المجلس البلدي أن وضع الكهرباء في داريا يشهد تحسنا إلا أنه خلال هذه الفترة هناك تقنين نتيجة الضغط على الشبكة لافتا إلى أنه تم مؤخرا تركيب مركزي تحويل وبهما يصل عدد المراكز إلى 10 علما أن المدينة تحتاج إلى 15 مركزا لتلبية احتياجات الأهالي القاطنين والبالغ عددهم 1300 أسرة تضم نحو 6500 شخص.

شبكات الصرف الصحي تم إنجاز قسم منها وفق عبيد الذي لفت إلى وجود مشروع آخر ستتم من خلاله صيانة جميع الريغارات وتعزيلها وتم تخصيص الاعتماد اللازم له وقريبا ستتم المباشرة به بينما بين أن شبكة المياه تشهد تسريبات كبيرة بسبب وجود الأنقاض لهذا هناك متابعة لإصلاحها وصيانتها وتتم مواصلة العمل بشكل تدريجي لتخديم جميع الأحياء وإيصال المياه إليها علما أن هناك صهاريج تخدم المنازل التي لا تصلها المياه.

وبشأن الهاتف أكد رئيس المجلس أنه تمت المباشرة بتمديد كبل ضوئي من صحنايا إلى مقسم داريا بسعة 8000 خط كمرحلة أولى وخلال الأشهر الأولى من هذا العام سيكون مقسم داريا بالخدمة إضافة إلى أنه تم افتتاح مخبز نهاية العام 2019 بطاقة إنتاجية تبلغ 5 أطنان يوميا يغطي داريا والمناطق المحيطة مثل اللوان والمهايني والدحاديل ويتم السعي لزيادة الكمية إلى 10 أطنان.

موضوع تزفيت وتأهيل الشوارع سيتم بعد الانتهاء من صيانة ومد شبكات الصرف الصحي والمياه والهاتف في أغلب أحياء المدينة في حين يتم بالوقت الحالي إجراء بعض الصيانات للشوارع وردم الحفر وفق عبيد الذي يشير إلى أن داريا يوجد فيها 20 سرفيسا تخدم الأهالي من تحت جسر الرئيس إلى المدينة وباصان للنقل الداخلي وهناك مطالب لزيادة العدد إلى 6باصات.

ووفق عبيد تم تأهيل مبنى الشرطة والمستوصف الذي يقدم الخدمات الطبية والصحية للأهالي مع العيادة المتنقلة في مدخل داريا علما أن 60 بالمئة من المرافق الحكومية باتت جاهزة مبينا أنه سيتم وضع مبنيي المصالح العقارية والسجل المدني في الخدمة قريبا بعد إيصال شبكة الانترنت للمدينة.

مواطنون عادوا إلى داريا واستأنفوا حياتهم اعتبروا أن المدينة تشهد حركة عمل حيث بين منير المصري أن هناك متابعة ومشاركة بين المجلس المحلي والأهالي لاستكمال جميع النواقص بينما أكد علي حجازي أنه عاد مع أسرته إلى داريا وباشروا بتأهيل منزلهم.

وأكدت زهراء سرور (طالبة عادت إلى داريا مع عائلتها قبل افتتاح المدارس) أنهم تساعدوا على تأهيل منزلهم الذي كان مهدما واستقروا فيه وعاودت الدراسة مع إخوتها لافتة إلى تحسن المستلزمات المعيشية بشكل تدريجي.

محمود كساح لفت إلى أنه عاد منذ ثلاث سنوات وبات الوضع أفضل لكنه طالب بمزيد من الدعم ليتمكنوا من إنجاز أعمال أكبر.

ووفق رئيس المجلس البلدي وصل عدد المحال التجارية التي فتحت في المدينة إلى 208 محال تتنوع بين النجارة والحدادة ومواد البناء والمطاعم والخضار والمستلزمات الأخرى.

صاحب أحد المطاعم الذي افتتح حديثا محمود علاوي أكد أنه عاد منذ نحو ثلاث سنوات وبدأ بترحيل الأنقاض والتأهيل ثم افتتح مطعما لبيع الصفيحة والمشاوي مشيرا إلى عودة نشاط مختلف المهن والحرف إلى داريا.

وحاليا يتم في داريا تأهيل المدخل الرئيس للمدينة الذي تم البدء به منذ أيام ويبلغ طوله 1 كيلومتر بينما سيتم خلال خطة 2020 تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية والتنموية لأن مساحة داريا واسعة وتحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة الألق الاقتصادي والاجتماعي إليها.

سفيرة إسماعيل