الشريط الإخباري

الترجمة ودورها في الآداب العربية والعالمية..ندوة فكرية باتحاد الكتاب العرب

دمشق-سانا

تناولت الندوة التي أقامتها جمعية الترجمة والشعر والقصة والرواية التابعة لاتحاد الكتاب العرب اليوم بعنوان “الأدب العربي والآداب العالمية ..الترجمة جسراً” عدداً من جوانب الأدب العالمي ومواضيعه.

2وقدم الدكتور رضوان القضماني محوراً بعنوان حال الترجمة في عصر العولمة بين فيه أن الترجمة ترتبط بكل ما يتصل بأسباب الثقافة والحضارة والوجود الإنساني حيث شكل اتساع حركة الترجمة وتزايد عمقها وتعدد مجالاتها البداية المتكررة لكل حركة نهضة عند كل الأمم.

وأكد القضماني أن الترجمة هي الدافع الخلاق لاستمرار هذه النهضة وتقدمها المتزايد مشيرا إلى أن حركة النهضة العربية تقوم على التنوير الذي هو تكوين ثان للعقل العربي يبدأ بإحداث صدمة في الوعي عندما يواجه حضور الآخر الذي يستفزها بتقدمه.

ورأى الباحث في مداخلته أن حركة الترجمة ترتبط مع بدء عصر العولمة بشكل وثيق وبحركة المثقفين المتطلعة إلى الارتقاء لمستوى تصورات العصر وتطوراته بعد أن وعت حركة المثقفين أن الفجوة القائمة بين شعوب الوطن العربي وحركة الثقافة فيه هي أحد أهم أسباب التخلف.

وقال الأديب مالك صقور في محوره عن الترجمة إن تاريخ الحضارة البشرية يؤكد أهمية وجود الترجمة التي مارسها الإنسان على مر العصور ولولاها لم يتحقق التطور في مجالات الحياة الثقافية والاقتصادية والعلمية بين الشعوب والأمم المختلفة.

واعتبر صقور أنه يجب التفريق بين الترجمة الأدبية والترجمة العلمية فالعلمية تنطلق من الدقة المتناهية والمطلقة في نقل النصوص تفاديا لأي خطأ بينما يختلف الأمر في ترجمة الأدب لأن المسألة أقل ضررا من خلال صياغتها ويمكن للمترجم أن يظهر براعته في ذلك.

أما الدكتور نزار بريك الهنيدي في محور بورخيس وفن الشعر قال..إن هذا الكاتب الأرجنتيني كان يحاول الاقتراب من فن الشعر بتحويل ترجماته الى موضوع شعري لقصيدة تحت عنوان فن الشعر مبيناً أن ما دفعه الى الاعتقاد بان أفضل ما يمكن فعله في الوقوف على فن الشعر عند بورخيس وفق المنهج البورخيسي نفسه هو القيام بقراءة القصيدة وتحليلها.

3وقارن الدكتور ثائر زين الدين في محوره الشعر وشهوة الحياة بين قصيدة الشاعر الروسي سيرغي يسينين والتي آثر أن يتركها بلا عنوان وكان مطلعها ..
قبليني قبليني..حتى الألم..حتى الدم.. ما من وفاق بين الارادة الباردة..وتيار القلب الفوار وبين قصيدة الشاعر بشارة الخوري التي عنوانها أدب الشراب ويقول فيها .. فتن الجمال وثورة الأقداح..صبغت أساطير الهوى بجراحي.. أنا لست أرضى للندامة أن ارى..كسل الهوى وتثاؤب الاقداح.. يا ذابح العنقود خضب كفه..بدمائه بوركت من سفاح.

وأوضح زين الدين أن مستوى التشابه بين النصين يتعلق بأدب الشراب لكن الأهم من ذلك هو المستوى العميق الذي التقى عنده الشاعران فقد استطاع كل منهما أن يخرج الفكرة السابقة من حيز الشراب الضيق لتشمل الحياة كلها.

وقال..نجد أنفسنا أمام نصين يتميزان بالصراحة في كشف الذات الفردية التي اعتادت الاختباء خلف القناع الاجتماعي دون تحرج من البوح بالرغبة في الانغماس بالشهوات الحسية التي تعرفها هذه الذات وتألفها دون أن تجروء على البوح بها حيث رفع يسينين التواصل مع المعشوق والشراب سلاحاً في وجه الزوال بينما كان الأخطل الصغير صادقاً فيما كتب أميناً لما عرف عنه كما نظيره الروسي.

أما حسام خضور فقال في مداخلته..ان الناس يتكلمون لغات مختلفة وهم بحاجة الى وسيلة تجسر الفرقة بينهم وتجعلهم يفهمون بعضهم بعضاً لذلك يمكن الافتراض أن الترجمة وجدت مع اللغات وقد عرفها العالم القديم واستخدمها في وثائقه ومعاهداته التي لولاها لما عرفنا لغات بأكملها كالهيروغليفية مثالاً.

وأضاف..ان لغتنا العربية من اللغات التي تقبل تعريف كلمة ترجمة بذاتها فعندما نتداولها نعني عملية نقل بين لغتين في حين أن هناك لغات لشعوب لها مكانتها كاليابانية لا يمكن لمفردة ترجمة أن تعني تلك العملية اللغوية بذاتها مشيرا الى أن اللغة والثقافة والترجمة متداخلة وهي من طبيعة واحدة كما أن اللغة والأدب العربيين اغتنيا عبر الترجمة بأنواع واشكال كالنثر والرواية والمسرحية التي دخلت أدبنا.

وبرأي خضور فإن المترجم الجيد هو من يعرف لغته الأم بدقة وثقافة أمته معرفة واسعة ولغة وثقافة الشعب الذي يترجم نتاجه فإذا امتلك ناصية اللغتين وثقافة القومين أمكنه أن يترجم اللغتين دون خيانة من أي نوع .

محمد الخضر