الشريط الإخباري

أهل حوران تغنوا بالطبيعة وعرفوا بغناء الغزل والمفاخرة

درعا-سانا

تغنى أهل حوران بالطبيعة وعرفوا بغناء مواويل الغزل والفخر وغنوا الكثير لانتصاراتهم في معارك التحرير الوطني عبر الأهازيج والأغاني الفلكلورية وهي تعتبر جزءا من التراث الحوراني.

ويعبر الفلكلور الحوراني عن هوية المحافظة بما يحتوي من أعراف متوارثة وعادات في الأفراح والأتراح والأشكال الفلكلورية التي تعتبر بمثابة مخزون ثقافي تنهل منه أجيال الحاضر حيث يحافظون على هويتهم وفلكلورهم مع مواكبة العصر وأهمها دخول الآلات الموسيقية إلى جانب الغناء مع الحفاظ على اللهجة والمضمون.

وأشار ميسر سامي أحد العاملين في مجال إحياء الأفراح إلى أن المجوز والشبابة طقس اجتماعي انفرد به أهل حوران خلال القرن الماضي وأصبح عنوانا للأفراح في كل أرجاء المحافظة إضافة لغناها بتراث الغناء الشعبي نظرا لتعدد أنواعه من مسير وزفة وهجيني وأنواع الدبكات فلاحية وشعراوية وحبل مودع والبداوي والميحة ويظهر تراث حوران غنى حضاريا فيعطي ويأخذ ويتباين بين منطقة وأخرى.

وأضاف إن محافظة درعا رغم تشابه وتشابك فلكلورها مع سائر المنطقة الجنوبية وشمال الأردن لكن تبقى لها خصوصيتها الفلكلورية التي تميزها في الغناء والرقصات والأدوات الموسيقية والأعياد وهو ما يعبر عن طبيعة السكان وطقوسهم المتجانسة مع تقاليدهم المتوارثة مشيرا إلى أن مديرية الثقافة أطلقت منذ سنوات مشروعا لتوثيق ومتابعة الفلكلور الشعبي والأغنية التراثية والمحافظة على التراث ثم الوصول لإقامة متحف خاص بها يجسد كل الأدوات التي تعتبر تراثا يعكس عمق الحياة في الجنوب السوري.

ويشير أحد الباحثين في مجال التراث عبدو المغربي إلى أن الربابة لا تزال حاضرة إلى اليوم في المضافات الكبيرة لتروى برفقتها الأشعار والقصائد بينما اختار الشباب آلات النفخ والوتريات والكمان والعود والبيانو لكنهم حافظوا على الأغنية الحورانية بإيقاع أسرع حيث تم تطويع اللحن ليتجانس مع حداثة الموسيقا.

ويذكر الباحث أن المحافظة عرفت عبر تاريخها الطويل كل الأنواع الغنائية بدءا بالغناء والموشحات والحدادي والجوفية والشروقي والهجيني والموال وهو ما يؤكد ازدياد مساحة وتنوع تراثها الغنائي إضافة لأغان خاصة بالأعراس وأخرى معبرة عن وصول الفرح إلى مقصده حيث يتغير لون الغناء وتتسارع وتيرته وإيقاعه.

كما يأخذ غناء الجوفية حصة مميزة في الحضور وينسبه البعض لتفاعل أبناء المحافظة مع الغناء الذي عرفته منطقة الخليج حيث تغنى الجوفية من قبل فريقين متقابلين فيغني الفريق الأول ويرد الثاني وتحضر أيضا أغاني السهر في مناسبات الفرح فتعطي الغزل لونه الخاص وتحفظ الذاكرة الشعبية بعض المقاطع الغنائية والتي يمكن أن تغنى سواء بحضور فرق الموسيقا أو دونها.

روهلات شيخو