الشريط الإخباري

هل يضيع منتخب سورية فرصة الوصول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة؟

دمشق-سانا

سورية في روسيا 2018.. شعار أطلقه اتحاد كرة القدم قبيل بدء تصفيات مونديال 2018 في محاولة منه لتحقيق طموح وحلم 23 مليون سوري كانوا ولا يزالون يمنون أنفسهم بوصول منتخبهم الوطني إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.

حلم اقترب في عام 2018 أكثر من أي وقت مضى بعد المستويات المشرفة التي ظهر بها نسور قاسيون في الدور النهائي من تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال روسيا حيث قدموا أداء كبيرا وضع منتخبهم بين أفضل منتخبات القارة الآسيوية ورسموا الفرحة على وجوه ملايين السوريين عبر تحقيقهم انتصارات جديرة بعزيمة الأبطال وبسالة الفرسان ليصبحوا محط تقدير الملايين داخل سورية وخارجها.

حصد النقاط الثلاث في مباراتنا الأخيرة في التصفيات بمواجهة إيران كان كافيا لتحقيق الحلم وكان ذلك قريب المنال غير أن عارضة المنتخب الإيراني حرمت منتخبنا في الدقيقة الأخيرة من تحقيق الفوز لينتهي اللقاء بالتعادل بهدفين لمثلهما ويتأهل منتخبنا إلى الملحق الآسيوي لمواجهة نظيره الأسترالي محتفظا بفرصته لكن المهمة لم تكن سهلة حيث انتهت مباراة الذهاب بالتعادل 1-1 وفاز الأستراليون إيابا 2-1 ليضيع منتخبنا الفرصة للمرة الثانية بعد عام 1986 لكن الحلم ظل يراود ملايين السوريين.

سورية في قطر 2022 !!!

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق تصفيات مونديال 2022 في قطر فهل استفاد القائمون على شؤون الاتحاد الرياضي العام ولاسيما اتحاد الكرة من الدرس وهل شكل الدعم الجماهيري منقطع النظير للمنتخب في تصفيات مونديال روسيا أي حافز لتدارك ما حصل من هفوات وهل سيتم طرح الشعار مجددا .. سورية في قطر 2022 ويبقى شعاراً أم يتحقق بعد طول انتظار وتلهف ملايين السوريين.. أسئلة مشروعة يطرحها الشارع الرياضي وكل السوريين لكن لا إجابات حالية لها في ظل تخبط اتحاد كرة القدم ومحاولته إقناع الآخرين بأنه على حق والشعب السوري وربما العالم كله على خطأ.

فبعد الإنجاز الذي حققه المدرب الوطني أيمن الحكيم بإيصاله المنتخب إلى الملحق الآسيوي والخروج بصعوبة أمام المنتخب الأسترالي تمت إقالته مطلع شباط 2018 وتعيين الألماني بيرند شتانغه بديلا له دون أن يفسر اتحاد الكرة سبب التغيير اللهم إلا الاستعانة بمدرب أجنبي كما أعلن حينها رغم أن سجل هذا المدرب يفتقر أي إنجاز وهو ما زاد الغضب الجماهيري.

شتانغه والدباس وضياع حلم آسيا

منتخبنا خاض 12 مباراة ودية تحت قيادة المدرب الألماني تحضيرا لنهائيات كأس آسيا في الإمارات 2019 وظهر خلالها بمستوى مخيب حيث لم يكن هناك أي انسجام بين اللاعبين كما انعدم الترابط بين الخطوط الثلاثة ليخسر في ثلاث مباريات أمام قرغيزستان بنتيجة 1-2 وأمام الصين صفر-2 وأمام فريق رودار فيلينجي السلوفيني 1-2 مقابل أربعة تعادلات هزيلة مع قطر 2-2 ومع العراق وأوزبكستان وعُمان بالنتيجة ذاتها 1-1 بينما حقق خمسة انتصارات غير مقنعة جاء أغلب أهدافها في الدقائق الأخيرة حيث فاز على البحرين وعلى اليمن وعلى فريق كارباغ أغدام الأذربيجاني بنتيجة واحدة 1- صفر وعلى الكويت 2-1 وعلى فريق ناكازاكي الياباني 3-2.

تصريحات رئيس اتحاد كرة القدم فادي الدباس قبل أيام من انطلاق نهائيات كأس آسيا بأن منتخبنا سيصل على أقل تقدير إلى الدور نصف النهائي كذبتها النتائج على الأرض حيث استهل منتخبنا المصنف في المركز السادس آسيويا والـ 74 عالميا مشاركته بالتعادل سلبا مع فلسطين المصنفة 16 آسيويا و99 عالميا ثم خسر بنتيجة صفر-2 أمام الأردن المصنفة 19 آسيويا و109 عالميا لتتم إقالة المدرب الألماني بيرند شتانغه والاستعانة بالمدرب الوطني فجر إبراهيم في المباراة الأخيرة التي خسرها منتخبنا أمام أستراليا 2-3 ليودع البطولة مسجلا أسوأ مشاركة له في النهائيات وهو ما أرجعته الجماهير الرياضية إلى تفرد رئيس الاتحاد بالقرارات التي تخص المنتخب وتمييزه بين اللاعبين محدثا شرخا كبيرا بينهم وهو سبب رئيس لهذه النتائج ليعود تساؤل الشارع الرياضي مجددا عن سبب اختيار اتحاد الكرة فجر إبراهيم علما ان تجاربه السابقة مع المنتخب لم تكن موفقة حيث تعرض تحت قيادته للخسارة بنتائج كبيرة أبرزها في التصفيات أمام اليابان صفر- 5 وصفر-3.

6 خسارات ودية تحت قيادة فجر؟؟؟

التخبط في اتحاد كرة القدم عموما وفي إدارة المنتخب الأول بشكل خاص انعكس سلبا على المستوى الفني للمنتخب الذي خاض تحت قيادة فجر 11 مباراة ودية بينها 4 في بطولة غرب آسيا غير المعتمدة من الفيفا وخسر في ست مباريات من أصل 11 أمام العراق صفر-1 وأمام إيران صفر-5 وأمام أوزبكستان وطاجيكستان بنتيجة صفر-2 وأمام لبنان 1-2 وأمام فلسطين 3-4 مقابل أربعة تعادلات مع الإمارات والعراق سلبا ومع الهند واليمن بنتيجة واحدة 1- 1 في حين حقق فوزا وحيدا بنتيجة 5-2 على كوريا الديمقراطية المصنفة 22 آسيويا و122 عالميا لتجبر هذه النتائج المخيبة رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم على الاستقالة وهو ما كان يأمله السوريون بعد الخروج من نهائيات كأس آسيا لكن أعضاء اتحاد الكرة لم يستجيبوا وقتها لمطالبات الشارع الرياضي لهم بتحمل مسؤوليتهم وإعلانهم الاستقالة.

التنين الصيني وتعويض خيبة 2018

في نظرة سريعة على منتخبات مجموعتنا في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم 2022 وآسيا 2023 فإن الطريق أمام منتخبنا ليس مفروشا بالورود حيث أوقعته القرعة إلى جانب منتخب الصين الذي يريد تعويض فشله ببلوغ مونديال روسيا ويدربه حاليا الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو حامل لقب كأس العالم مع منتخب بلاده في عام 2006 علما أن المنتخبين وقعا في المجموعة ذاتها في تصفيات مونديال روسيا وفاز منتخبنا ذهابا 1-صفر وتعادلا إيابا 2-2 وإضافة إلى هذين اللقاءين تواجه المنتخبان 9 مرات رسميا ووديا كان الفوز من نصيب منتخبنا في مباراتين فقط في نهائيات كأس آسيا 1980 بنتيجة 1-صفر وفي تصفيات كأس آسيا 2011 بنتيجة 3-2 مقابل تعادلهما سلبا في تصفيات آسيا 2011 في حين تعرض منتخبنا لـ 6 خسارات بنتيجة صفر-3 في نهائيات كأس آسيا عامي 1988 و1996 وبنتيجة 1-3 في بطولة البحرين الودية عام 2002 ووديا أيضا بنتيجة 1-2 في عامي 2008 و2010 وصفر-2 في2018.

أما باقي منتخبات المجموعة وهي الفلبين المصنفة 126 عالميا والمالديف «152» وغوام «190» فسيكون لفارق التسجيل عليها من الصين ومنتخبنا دور في التأهل إلى الدور النهائي مع الإشارة إلى أن منتخب المالديف فاز مرة واحدة على منتخبنا في بطولة كأس نهرو الدولية بالهند عام 2012 بنتيجة 2-1 مقابل فوز منتخبنا في أربع مباريات بنتيجة قياسية مرتين في تصفيات مونديال 1998 هي 12- صفر ذهابا وإيابا وبنتيجة 6-صفر و2-1 في تصفيات كأس آسيا 2000 بينما فزنا على الفلبين في اللقاءات الثلاثة التي جمعتنا بنتيجة 2-صفر في تصفيات آسيا 1980 و12-صفر و5-1 في تصفيات مونديال 2002 بينما لم يلتق منتخبنا مع منتخب غوام على الإطلاق.

تحالفات انتخابية على حساب المنتخب 

استقالة اتحاد كرة القدم واقتراب موعد التصفيات يحتم على الاتحاد الرياضي العام وضع خطة عمل واستراتيجية واضحة للنهوض بالمنتخب ريثما يتم انتخاب اتحاد جديد للكرة بشكل ديمقراطي ورياضي ودون الدخول في لعبة التحالفات الانتخابية التي لم تجلب سوى الوبال على كرة القدم السورية حيث لم تفرز في معظم الأحيان أسماء تستحق أن تدير شؤون اللعبة الأكثر شعبية والتي يعد النجاح والإنجاز فيها رافعة لكل الألعاب الأخرى.

منتخبنا تحدى في تصفيات مونديال روسيا 2018 كل الصعاب وواصل حلمه رغم خوضه مبارياته في ماليزيا مفتقدا عاملي الأرض والجمهور المهمين في مثل هذه المنافسات لكن ذلك لم يحبط عزيمة اللاعبين ومن تابعهم عن قرب أدرك سريعا أن كرة القدم لا تلعب بالأجساد فقط بل بالروح والعزيمة وهو ما يجب أن يشكل حافزا للاعبي المنتخب الحالي وجلهم خاضوا تصفيات مونديال روسيا.

ويبقى الحلم!!!

الجماهير السورية تضع ثقتها بقدرة نسور قاسيون على إنجاز المهمة وتحقيق حلم طال انتظاره.. حلم ليس بعيد المنال والمهمة ليست مستحيلة شريطة استبدال المدرب فجر إبراهيم وعودة اللاعبين إلى التسلح بالروح العالية والحس الوطني والإرادة القوية مثلما فعلوا في تصفيات مونديال روسيا وبهذه الطريقة وحدها يمكنهم تحقيق طموح ملايين السوريين الذين خرج مئات الآلاف منهم يجوبون شوارع وساحات دمشق والمحافظات فرحين بالتأهل إلى الملحق الآسيوي حيث كسب نسور قاسيون قلوب السوريين قبل أن يكسبوا بطاقة التأهل وما عليهم إلا إكمال ذلك بالوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022 ووضع اسم منتخبهم الوطني بين كبار العالم ليكونوا بحق الجيل الذهبي للكرة السورية.

جمعة الجاسم

انظر ايضاً

منتخب سورية لكرة القدم للشباب يفوز على منتخب غوام في الجولة الثالثة من تصفيات آسيا

هانوي-سانا فاز منتخب سورية لكرة القدم للشباب اليوم على منتخب غوام بعشرة أهداف مقابل هدف …