طهران-سانا
تواصلت في مدينة قم جنوب العاصمة الإيرانية اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول “آراء علماء المسلمين في التيارات المتطرفة والتكفيرية” بمشاركة أكثر من ألف عالم دين من ثلاث وثمانين دولة بينهم وفد من علماء الدين من سورية.
وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية لشؤون العالم الإسلامي محمد علي تسخيري في كلمة له أمام المؤتمر ان ظاهرة التكفير من قبل بعض العناصر المحسوبة على المسلمين نمت بمساعدة “عناصر خارجية” معتبرا أن بث الفرقة والاختلاف بين الشعوب الإسلامية هو أحد أهم الأهداف التي تسعى إليها الجماعات التكفيرية.
بدوره قال أمين مجلس صيانة الدستور في إيران الشيخ أحمد جنتي في كلمته إن على الدول الإسلامية جميعا القيام “بعمل ثقافي” لمنع التكفيريين من ارتكاب جرائمهم كما أن على كل المسلمين التصدي للتيارات التكفيرية والإرهابية لما تشكله من خطر عليهم.
من جانبه شدد محمد شريف الصواف رئيس وفد علماء الدين السوريين الى المؤتمر على أن التكفيريين يرتكبون جرائم كثيرة باسم الاسلام ولذلك يجب اجتثاث جذور الفكر التكفيري الذي يستندون إليه.
ودعا الصواف في كلمته الى رفع المستوى الثقافي للعلماء وطلاب العلوم الدينية من أجل مواجهة هذا الفكر الهدام موضحا ان علماء الدين بحاجة الى دورات تدريبية لكي يقوموا بهذه المهمة بشكل علمي ومنطقي منوها بجهود إيران في التقريب بين المذاهب.
كما قال عضو مجلس خبراء القيادة في إيران واعظ موسوي إن أهمية هذه المؤتمرات تأتي من ضرورة توضيح الصورة وتوعية الناس بخطورة الحركات التكفيرية كتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين مضيفا إنه يجب أيضا التركيز على أن أمريكا والصهيونية هي “العدو الحق” للإسلام والمسلمين.
وأشار إلى أن كل حركة تنتهك المقدسات وتثير الحساسيات بين المسلمين هي عدو مشترك للجميع موضحا أن الدول الغربية والصهيونية العالمية تسعى لنشر الفتنة لأبعاد الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي وهو ما تساهم فيه أيضا العناصر التكفيرية.
وبين عضو مجلس خبراء القيادة في إيران حسن ممدوحي أن الأعمال التي ترتكبها الجماعات والتنظيمات التكفيرية ليست من الإسلام في شيء مشيرا إلى أن المهمة في توضيح هذه الحقيقة تقع على عاتق وسائل الاعلام والتي يجب أن تبين أن هؤلاء الارهابيين القادمين من مختلف بقاع الأرض والذين يذهبون للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية لا يمكن أن يكونوا مسلمين.
وأكد مدير الحوزات العلمية في إيران هاشم حسيني بوشهري أن التكفيريين هم أداة بيد الأعداء موضحا أن نشر التخويف من الإسلام يعتبر من أهدافهم إضافة إلى تأجيج الفتنة لتمهيد الطريق امام الأعداء وإشغال المسلمين بهموم داخلية.
وشدد بوشهري على ضرورة القيام بعمل ثقافي كخطوة أولى من أجل تبديد الأجواء المظلمة السائدة معتبرا أن ذلك من أولى مهام علماء العالم الإسلامي.
وأشار مولوي عبد الحميد خطيب الجمعة في محافظة زاهدان جنوب شرق إيران إلى أن التخلص من ظاهرة الجماعات التكفيرية يتم من خلال التعريف بها وفهم واقعها للوصول إلى السبل الكفيلة بالخلاص منها.
بدوره قال عضو مجلس مدارس أهل السنة في إيران عبد الصمد ساداتي إن ما نشهده من ظهور لجماعات متطرفة تسير في طريق التكفير ليس سوى دسيسة يقف وراءها أعداء الإسلام ولهذا ينبغي لعلماء الدين توعية ابناء المجتمع الاسلامي حيال ما يحيكه الاعداء.
ومن جهته أدان إمام جمعة مدينة جابهار الإيرانية سيد الرحمن السربازي الفتاوى التكفيرية التي تصدر عن بعض الجهلاء مشددا على أن دين الإسلام هو دين الحرية والعدالة ولا علاقة بين منهجه وبين التطرف والعدوانية.
وقال عضو مجمع مدرسي الحوزة العلمية في قم الشيخ محمود رجبي إنه يجب علينا أن نحارب بكل ما لدينا من قوة “عسكرية وسياسية وثقافية” ظاهرة التكفير.
واضاف إن معضلة العالم الاسلامي الاولى في الوقت الحاضر هي هذه التنظيمات التكفيرية ولا سيما تنظيم داعش الذي صنعته أمريكا والصهيونية ليعمل لصالح تحقيق أجندتهم.
واعتبر مولانا صلاح الدين من علماء بنغلادش أن الاسلام لا يقبل التطرف والتكفير والإرهاب والظلم بل هو دين يحض على الرأفة والتعامل الحسن.
بدوره أوضح عالم الدين الأذربيجاني شاهين حسن لي أن ظاهرة التكفير لا تتعلق بدين أو مذهب مؤكدا أن أهم العوامل التي تستطيع أن تستأصل جذور هذا الظاهرة هي “الوحدة بين المسلمين”.
يذكر أن المؤتمر الدولي حول آراء علماء المسلمين في التيارات المتطرفة والتكفيرية افتتح أعماله صباح أمس في مدينة قم ويناقش المشاركون على مدى يومين ضمن أربع لجان تخصصية تم تشكيلها في المؤتمر الأسس الفكرية للتيارات التكفيرية والعواقب السياسية لممارساتها وسبل خروج العالم الإسلامي من
أزمة التكفير.