واشنطن-سانا
حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التملص من مسؤوليته عن تزايد جرائم الكراهية والتمييز العنصري في الولايات المتحدة بانتقاده “التعصب والتفوق الأبيض” ودعوته إلى إجراء عمليات تدقيق مشددة لمشتري الأسلحة النارية.
ترامب يواجه انتقادات واتهامات واسعة بشأن تصريحاته العنصرية التحريضية التي أججت مشاعر التطرف والعنف ضد الأقليات في الولايات المتحدة ودفعت أصحاب “نزعة تفوق العرق الأبيض” إلى ارتكاب الجرائم على نحو علني وأحدثها عمليات إطلاق نار جماعية في ولايتي تكساس وأوهايو ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
رويترز نقلت عن ترامب قوله للصحفيين في البيت الأبيض اليوم “يجب هزيمة هذه الأيديولوجيات الشريرة، الكراهية ليس لها مكان في أمريكا فهي تشوه العقل وتخرب القلب وتلتهم الروح”.
وتناسى ترامب أن خطابه العنصري الذي دأب على استخدامه منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية عام 2017 ولاسيما ضد الأقليات واقتناعه الواضح بنظرية “تفوق العرق الأبيض” كان المحرك الرئيسي لحوادث العنف وجرائم الكراهية التي انتشرت بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة بالتوازي مع رفضه إجراء تعديلات على القوانين التي تسمح بحيازة الأسلحة الفردية إرضاء منه للشركات الكبرى ولوبي الأسلحة الأمريكية.
وأمام موجة الغضب المتزايدة من سياساته التي تصب في مصلحة تجار الأسلحة اكتفى ترامب بدعوة النواب الأمريكيين إلى المصادقة على تشريع يقضي بإجراء عمليات تدقيق قوية في خلفيات مشتري الأسلحة النارية محاولاً كعادته إلقاء اللوم على وسائل الإعلام في العنف والانقسامات المتزايدة في بلاده.
وذهب ترامب إلى حد وصف حادثي إطلاق النار التي شهدتهما مدينة إل باسو في ولاية تكساس وفي أحد شوارع ولاية أوهايو الأمريكيتين بالإرهابيين المروعين.
وفيما تتزايد حدة الانتقادات الموجهة له بين الأوساط الأمريكية أكد مرشحون ديمقراطيون للانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة ومسؤولون أميركيون آخرون في وقت سابق اليوم أن ترامب مسؤول عن حوادث إطلاق النار التي وقعت خلال اليومين الماضيين وأوقعت عشرات الضحايا.
وبالتوازي مع حالة الغليان والانقسامات القائمة على أسس عنصرية في المجتمع الأمريكي بدأت الشكوك حول قدرة مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي “FBI” على مواجهة الإرهاب الأمريكي الأبيض.
مسؤولون سابقون في “FBI” أكدوا حسب صحيفة واشنطن بوست أن الإدارة الأمريكية لا تزال مقصرة في مواجهة هذا النوع من الإرهاب المحلي القادم من أصحاب نزعة “تفوق العرق الأبيض” .
وأوضح هؤلاء المسؤولون في شهادة أدلوا بها مؤخراً أمام الكونغرس أنهم كانوا يجرون نحو 850 تحقيقاً يتعلق بالإرهاب المحلي وهو تراجع عما كان عليه الحال قبل عام حيث كانوا يجرون نحو ألف تحقيق.
وكان 9 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 16 آخرون أمس في حادث إطلاق نار بأحد شوارع دايتون في ولاية أوهايو وذلك عقب نحو 12 ساعة من إقدام مسلح على إطلاق النار في أحد متاجر مدينة “إل باسو” بولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً وإصابة 24 آخرين.
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: