الشريط الإخباري

حرية الإعلام الأمريكي الزائفة يعريها الواقع وسيطرة اللوبي الصهيوني

واشنطن- سانا

ادعاءات الولايات المتحدة حول حماية الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان يعريها الواقع وكذب وخداع الإدارة الأمريكية حيث باتت واشنطن أكبر مثال للسياسات التي تنتهك هذه المبادىء إضافة إلى الحريات الخاصة مع تكشف العديد من الانتهاكات المرتبطة بشكل رئيس باللوبي الصهيوني.

الولايات المتحدة التي لطالما قدمت نفسها على أنها رائدة في مجال حرية الإعلام على مستوى العالم وأعطت نفسها الحق في توزيع الاتهامات جزافا على الآخرين بانتهاك حرية التعبير باتت أكبر من ينتهكها لتتكشف حقيقتها أمام العالم من خلال انتهاكاتها حرية الأفراد ووسائل الإعلام.

وإرضاء لكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يعد أداة مهمة لتحقيق مخططاتها تعمل الإدارة الأمريكية والإعلام الأمريكي على كسب رضا اللوبي الصهيوني ولو أدى الأمر إلى توجيه ضربة قاضية لمبادىء حرية التعبير التي تتشدق بها.

ويأتي في هذا السياق إعلان صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم تخليها عن نشر رسوم كاريكاتيرية سياسية في نسختها الدولية بعد سجال حول كاريكاتير نشر نهاية نيسان الماضي يظهر فيه رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هيئة كلب إرشاد يقيده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبدو كفيفا ويضع على رأسه قلنسوة بما يعكس سيطرة اللوبي الصهيوني وتأثيره في سياسات الإدارة الأمريكية.

الصحيفة التي قدمت اعتذارها حينئذ تحت ضغط ممثلي اللوبي الصهيوني الذين رأوا في الكاريكاتير فضحا لسيطرتهم المطلقة على الإدارات الأمريكية لم تكتف بذلك بل أطلق مدير المطبوعة آرثر غريغ سالزبرغر “إجراء تأديبيا” ضد المسؤول عن النسخة الدولية الذي أختار نشر كاريكاتير الرسام أنطونيو موريرا انتونيز كما قرر أيضا التوقف عن نشر رسومات كاريكاتير تعرضها شركة خارجية.

واعتبر باتريك شابات أحد رسامي نيويورك تايمز الشهيرين من جانبه أن القرار الذي أعلن اليوم يرتبط مباشرة بتلك القضية مشيرا إلى أن بعض أفضل رسامي الكاريكاتير في الصحافة “خسروا عملهم لأن ناشريهم كانوا يجدونهم انتقاديين جدا تجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.

ووفق مراقبين فإن الأداء الإعلامي للصحافة وشبكات التلفزيون الأمريكية شهد تراجعا مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض والذي أجج الخطاب المعادي لحرية التعبير وتهجم بشكل متكرر على الإعلام ليصل به الأمر حد وصف وسائل الإعلام بأنها “عدوة الشعب” وما تنشره بـ “الأخبار الكاذبة”.

وترامب هو نفسه الذي جعل من “أمن” كيان الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق أطماعه هدفا دائما له وهو ما تجسد بنقل سفارة بلاده لدى الكيان إلى القدس المحتلة لينال دعم جماعات الضغط الصهيونية بالمال والإعلام والدعاية وفي هذا الإطار تقوم وظيفة اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة “إيباك” التي وجدت للدفاع عن كيان الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته وللتأكد من تمرير سياساته لدى الحكومة والكونغرس الأمريكيين.

كذب وخداع الإدارة الأمريكية التي لا تكفل الحرية إلا لمن يتماهى مع مخططاتها بات مكشوفا أكثر من أي وقت مضى مع وضعها “خطوطا حمراء” أمام من يقترب من هؤلاء ومن مصالحهم وفي مقدمتهم اللوبي الصهيوني فهناك العشرات من الولايات الأمريكية التي لا يحق فيها لأي أمريكي أن ينتقد كيان الاحتلال الإسرائيلي وإذا ما تجرأ أحد على فعل ذلك فإنه يعرض نفسه للعقاب.