القدس المحتلة-سانا
تدور مواجهات شبه يومية منذ اكثر من أربعة أشهر بين شبان فلسطينيين في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة وشرطة الاحتلال الإسرائيلي والتي تستخدم فيها الغاز المسيل للدموع والمياه العادمة لتفريق المتظاهرين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمد أبو الحمص أحد أعضاء لجنة المتابعة المحلية للبلدة قوله “لا يوجد للشبان مستقبل فقد ولدوا بعد احتلال القدس.. تفعل إسرائيل كل شيء لخنق الشباب والناس ولا توجد فيها مدارس ثانوية ولا حديقة واحدة ولا بنى تحتية”.
وأشار أبو الحمص إلى أن شرطة الاحتلال تتعمد توجيه الغاز المسيل للدموع إلى المنازل ورشق المياه العادمة على نوافذها حتى أن هناك رضيعة تدعى هلا محمود عمرها شهر نقلت إلى المستشفى لافتا إلى أن منزلا احترق جراء قنابل الغاز.
ويستخدم شبان فلسطينيون في بلدة العيسوية التي يسكنها نحو 20 ألف فلسطيني إطارات السيارات المشتعلة والحاويات المحروقة خلال المواجهات لمنع تقدم شرطة الاحتلال نحوهم.
وقالت الوكالة إنه “في مدخل العيسوية حولت الشرطة الإسرائيلية منذ نحو شهر ساحة كبيرة عالية تكشف الطريق العام إلى معسكر مؤقت وضعت حوله المتاريس الحديدية ونصبت داخله خيمة” كما قامت مجموعة أخرى من الشرطة وصلت إلى المكان بإنزال الخيل من عربتين.
وأغلقت شرطة الاحتلال مدخلين رئيسيين للعيسوية بمتاريس ومكعبات اسمنتية.
وقال المقدسي رائد أبو ريال إن “الطرق الفرعية بعيدة عن القدس وهناك نحو ثلاثة آلاف من تلامذة المدارس خارج البلدة يتوجهون يوميا إلى المدينة ويعبرون المسافة خلال ساعة” مشيرا إلى أن نحو 150 شابا وقاصرا دخلوا السجون الإسرائيلية وبينهم من فرضت عليه الإقامة الجبرية منذ بداية المواجهات.
وقال صاحب فرن في القدس وهو يشير إلى الباب الزجاجي المحطم “إنها قنابل الغاز وقد أصابت العامل عندي … لا نستطيع العمل بسببها”.
وأضاف “الناس لا تستطيع الوصول بسبب الاشتباكات .. يأتون لأخذ خبزهم الخامسة صباحا..العمل خفيف وبدأت التفكير في إغلاق الفرن”.
وفي منزل عائلة جمجوم المحترق قال معتصم 39 عاما “كنت مع والدي المقعد وابنتي الاثنتين قبل ثلاثة أسابيع وفجأة دخلت المنزل ثلاث قنابل غاز.. بدأنا نختنق .. فتحت باب الدار وصرخت للنجدة كان علي إخراج طفلتي من الغاز والحريق ومن ثم والدي”.
وأضاف جمجوم “وصل الإسعاف ونقل والدي وابنتي إلى المستشفى.. وعندما عدنا إلى البيت كان محترقا بالكامل”.
والعيسوية مبنية على ألفي دونم وكانت تملك 12500 دونم صادر الاحتلال معظمها وبقي بحوزتها حوالي 700 دونم فقط أعلن الاحتلال مصادرة 450 منها بذريعة إنشاء حديقة.
وتدور في أحياء القدس المحتلة مواجهات عنيفة منذ استشهاد الفتى محمد أبو خضير حرقا بأيدي ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في الثاني من تموز الماضي.