دمشق-سانا
تعد الصناعة الدوائية في سورية من أهم القطاعات التي حظيت بدعم حكومي كبير نظرا لدورها الصحي في توفير الدواء اللازم للمرضى ودورها الاقتصادي في تأمين القطع الأجنبي من عائدات تصدير الدواء إلى الخارج.
واستطاع هذا القطاع استعادة بريقه وألقه بعد تعرضه للتخريب والتدمير من قبل المجموعات الإرهابية كمعامل الدواء في حمص وحلب والشركة الطبية تاميكو في ريف دمشق حيث بدأت المعامل الجديدة بالإنتاج وتم تأهيل وتطوير المنشآت المتضررة لتستعيد نشاطها.
وأشار الدكتور فداء علي مدير عام الشركة الطبية العربية “تاميكو” إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات لعودة الشركة إلى سابق عهدها بعد تعرض خطوط الإنتاج للتخريب من قبل المجموعات الإرهابية في مقرها بالمليحة حيث تمت إعادة تأهيل كامل وبأفضل المواصفات العالمية ووفق متطلبات وزارة الصحة لأقسام إنتاج الشراب الجاف والتغليف والتعبئة والكبسول وسيتم خلال الفترة القادمة افتتاح الصالة الأرضية في المعمل وتأهيل كامل لإنتاج الأقراص والكبسول والأملاح وإنجاز أعمال تأهيل جديدة لإنتاج الشراب السائل إضافة لتأهيل مجمع المخابر في المديرية الفنية.
وقال علي: نعمل على تأمين جزء من حاجة السوق المحلية من خلال زيادة الإنتاج والتعاقد مع موزعين في المناطق الساحلية والوسطى وريف دمشق وهذا سوف ينعكس زيادة في المبيعات والأرباح حيث بلغت مبيعاتنا خلال الربع الأول من العام الحالي 584 مليون ليرة للقطاع الخاص يقابلها 302 مليون في نفس الفترة من العام السابق وبزيادة 282 مليون ليرة فيما زاد الإنتاج أكثر من ستة ملايين ليرة ونؤكد على زيادة المبيعات بعد توسيع رقعة الانتشار الجغرافي فيما تجاوزت أرباح الشركة مليارا و100 مليون ليرة العام الماضي واتخذنا إجراءات لزيادة الريعية من خلال دراسة فنية للاستفادة من تجهيزات الشركة لإنتاج مستحضرات جديدة اضافة لدعم وزيادة فعالية الدعاية الطبية بالتنسيق مع الوكلاء الجدد للوصول لكل المناطق والتذكير بمستحضرات الشراب الجاف ونبحث عن بدائل جديدة من خلال صيغ تعاون مع شركات خاصة وأجنبية لإنتاج أغذية وحليب الاطفال ولقاحات ومشتقات الدم والعمل جار للتعاقد مع وكلاء خارج القطر ولا سيما الدول المجاورة كالعراق لزيادة المبيعات.
بدوره أكد الدكتور حسام الشيخ نائب رئيس نقابة الصيادلة أهمية إعادة تأهيل خطوط الإنتاج في تاميكو كشركة عامة ورائدة في مجال صناعة الدواء والمستحضرات الطبية وهي من أولى شركات صناعة الدواء الوطنية وحققت تطورا ملفتا في هذا المجال قبل عام 2012 وتوقفت مسيرتها بفعل الأعمال الإرهابية وحاليا نشهد عودة قوية لأغلب منتجاتها وأصنافها الدوائية ولها موثوقية لدى الأطباء والصيادلة والمواطنين باعتبارها منتجا حكوميا وطنيا ذا مصداقية وتخضع منتجاتها للرقابة من قبل مخابر وزارة الصحة وسوف يكون لعملية تطوير وتأهيل خطوط الإنتاج في تاميكو وإنشاء معملها في السويداء قيمة مضافة.
وأضاف الدكتور الشيخ: نفتخر بمنشآت إنتاج الدواء الوطنية التي أثبتت جدارتها واستطاعت الوصول إلى الأسواق العالمية وتأمين احتياجات السوق المحلية بنحو 90 بالمئة من مختلف أنواع المستحضرات الدوائية وخاصة مع انطلاق الإنتاج في معامل جديدة وعودة المنشآت المتوقفة إلى العمل حيث سجل وجود 85 معملا لصناعة الأدوية ضمن حيز الإنتاج وهذا الإصرار على الصمود والعودة للعمل حقق الأمن الدوائي للمواطن السوري متجاوزا مراحل صعبة نتيجة الجرائم الإرهابية والحصار الاقتصادي ونعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية على تشجيع المستثمرين وتقديم التسهيلات لمعامل إنتاج الأصناف النوعية.
نديم معلا
نشرة سانا الاقتصادية