بيروت-سانا
دعا الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إلى ضرورة إعادة توجيه البوصلة لتحرير فلسطين التي تجمع المسلمين والعرب الذين يتحملون مسؤولية نصرتها.
وقال قاسم في كلمة ألقاها في لقاء تضامني مع المسجد الأقصى دعا إليه تجمع العلماء المسلمين في لبنان بحضور حشد كبير من العلماء “إنه لو وجه عشر الأموال والخطط التي صرفت لتدمير سورية من قبل الدول العربية الخليجية النفطية نحو الكيان الإسرائيلي لتغير وجه المنطقة” منتقدا محاولات البعض تقديم الخدمات المجانية لهذا الكيان من أجل بقائه.
وندد نائب الأمين العام لحزب الله بانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لحرمة المسجد الأقصى لافتا إلى أن هذه الانتهاكات ليست مقتصرة على انتهاك خصوصية وحرمة الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني أو مقدس من المقدسات المحدودة ولكنها تمس مليارا ونصف مليار مسلم على امتداد العالم الإسلامي.
ونبه الى محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي استغلال الانشغال عن فلسطين والقدس بفتن داخلية متنقلة في بلداننا العربية والإسلامية واستفادتها من حجم الدعم والتأييد الاستكباري الظالم الذي ترعاه أمريكا وأوروبا من أجل تثبيت هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب.
وأكد قاسم أن اللقاء التضامني اليوم الداعم للأقصى وفلسطين يشدد على توحد كل الأحزاب والقوى التي تؤمن بمشروعية المقاومة ومن أجل مواجهة الكيان الإسرائيلي على قاعدة التحرير الكامل لفلسطين مجددا التمسك بخيار المقاومة حتى تحقيق النصر.
وقال “إن مسيرة المقاومة انطلقت وتقدمت وأنجزت وضحت ولا عودة إلى الوراء فالمقاومة خيار لم يعد محل نقاش وصبرنا طويل وستتحقق الوعود في النصر”.
من جهته أكد أمين سر لقاء علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود أن “المؤامرة التي دبرت ضد سورية منذ أربع سنوات استهدفت تدميرها لأنها السند الحقيقي للمقاومة”.
وقال حمود في كلمة خلال اللقاء التضامني “إذا كانت الحرب المدمرة على سورية قد عرقلت بعض خطوات المقاومة فآن الوقت لأن يراجع الجميع الحسابات والأمور التي أصبحت واضحة بأن المؤامرة على سورية حضرت في واشنطن وتل ابيب وتلقفها بعض البسطاء والعملاء ليوهموا الناس بأن هناك إسلاما قادما وإذا هو كفر مباح”.
وأوضح حمود أن المقاومة التي انطلقت من لبنان بشكل مميز وفاجأت العالم ولا تزال قائمة وجاهزة وقوية سجلت أروع آيات البطولة لتذكر الناس بحتمية زوال الكيان الإسرائيلي.
بدوره أشار عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الشيخ حسن المصري إلى أن من زرع الكيان الإسرائيلي في فلسطين هو من زرع الفتنة في المنطقة داعيا إلى الوحدة أمام هذا العدو لان هدفنا واحد وهو القضاء عليه لأن هذا العدو لا يفهم إلا بالقوة حيث بدأنا بإنزال الذل والهوان به فتهاوى بسواعد أبناء المقاومة.
بدوره دعا رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله الفصائل الفلسطينية إلى توحيد الجهود بعمليات مشتركة ونبذ الخلافات والعمل للوحدة لأنه لا يجوز شرعا الاختلاف والعدو يحتل أرضنا.
وطالب عبد الله الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات دبلوماسية أو مكاتب تمثيل لها مع الكيان الصهيوني بقطع علاقاتها نهائيا مع هذا العدو الغاشم مشددا على ضرورة العمل على تقوية المقاومة وخصوصا مقاومة الداخل في الضفة الغربية ومناطق الـ 48.
بدوره شدد أبو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الإسلامي في بيروت في كلمة القاها باسم الفصائل الفلسطينية على أن ما يجري في فلسطين حاليا هو انتفاضة يومية مستمرة تشارك فيها كل فئات الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه وأطفاله.
وقال الرفاعي إن “شعبنا اتخذ قرارا لا رجعة عنه بالدفاع عن المسجد الأقصى بكل ما يملك من وسائل” داعيا إلى الإسراع في عقد اجتماع للإطار القيادي الفلسطيني من أجل بلورة استراتيجية موحدة تحافظ على الوحدة وتحمي تضحيات الشعب الفلسطيني ونضالاته.
وشدد الرفاعي على أن ما يجري في القدس اليوم يضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا ويقدم فرصة نادرة لإخراج الأمة من المخاض العسير الذي تعيشه باتجاه القضية التي لا شبهة فيها وللقيام بمسؤولياتنا فيتعين علينا بذل كل الجهود من أجل تمتين وحدتنا الداخلية وإعادة فلسطين الى موقعها الذي تستحقه كقضية مركزية تجمعنا جميعا.
الولايات المتحدة فشلت بإعادة تشكيل شرق أوسط جديد من بوابة سورية
وخلال لقائه رئيس جمعية “قولنا والعمل” الشيخ أحمد القطان ورئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق أكد الشيخ قاسم فشل الولايات المتحدة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد وفق رؤيتها من البوابة السورية وفي جعل الفتنة واجهة للصراع في المنطقة.
ولفت الشيخ قاسم إلى تمرد الأدوات الإرهابية التكفيرية وتجاوزها لحدودها المرسومة لها واصفا المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة بمرحلة استنزاف وعدم حسم للخيارات السياسية وخاصة عند أمريكا وأتباعها الإقليميين.
وشدد الشيخ قاسم على ضرورة تحصين الساحة الوطنية بالتوحد في مواجهة الإرهاب التكفيري ومحاولات العبث بالداخل اللبناني لافتا إلى أن الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية تعد الرد العملي والفاعل في مواجهة مخططات الإرباك.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله أهمية الحوار المفتوح من دون شروط مسبقة مع كل مكونات المجتمع اللبناني وطرح كل الموضوعات على بساط البحث لما فيه مصلحة الشعب اللبناني ومستقبله.
من جهته أكد الشيخ القطان أهمية وحدة الأمة العربية والإسلامية لمواجهة المشروع التكفيري الصهيوني في المنطقة ونوه بالتضحيات التي قدمها الشهداء والتي اثمرت عزة وكرامة وتحريرا.
بدوره شدد الشيخ عبد الرزاق على أهمية تقديم الدعم للمؤسسة العسكرية أمام الهجمة الكبيرة التي تتعرض لها من قبل التكفيريين الإرهابيين ولاسيما أن هناك مخطوفين من هذه المؤسسة ومن الأمنيين وقال “نحن نطالب الدولة بجميع أركانها أن تبذل أقصى ما تستطيع من جهود لإطلاق سراحهم”.