ريف دمشق-سانا
بسلاح العلم والمعرفة واجه معلمو الغوطة الشرقية كغيرهم من معلمي سورية الإرهاب التكفيري الظلامي وانتصروا عليه وها هم اليوم يواصلون أداء رسالتهم السامية محققين نصرا وإنجازا يكمل ما أنجزه أبطال الجيش العربي السوري من انتصارات على امتداد ساحات الوطن.
معلمو بلدة المليحة عانوا الكثير من الصعوبات والتهجير من مكان لآخر بسبب الإرهاب إلا أنهم واصلوا أداء رسالتهم وواجبهم في بناء العقول بحسب مديرة مدرسة المليحة الريفية سماهر دغمش التي بينت لـ سانا أنها وزملاءها قاموا بجمع الطلاب في مدرسة واحدة وأشرفوا على تعليمهم مناهج وزارة التربية رغم الخوف والرعب الذي كانوا يواجهونه يوميا نتيجة وجود التنظيمات الإرهابية المسلحة.
ازدياد جرائم الإرهابيين والتصعيد في البلدة بحسب دغمش فرض التهجير على المعلمين وتوجهوا إلى بلدة سقبا وقاموا بفتح المدارس من جديد بالتعاون مع مديرية تربية الريف والمجمع التربوي والاهالي والحق الطلاب بها لتدريسهم رغم التهديدات المستمرة مشيرة إلى تعدد صور التهديدات وجرائم الإرهاب لمنع العملية التعليمية من الاستمرار وإغلاق المدارس ومحاولات فرض مناهج غير وطنية إلا أن ذلك زاد معلمي الغوطة وطلابها إصرارا على مواصلة تعليمهم بشتى الطرق.
وتحتاج العملية التعليمية وفق دغمش لرفدها بكوادر تدريسية لافتة إلى أن عدد طلاب المدرسة 355 طالبا لكن الكادر التدريسي لا يتجاوز الـ 12 مدرسا اغلبهم من خارج الملاك.
المعلمة إيمان بكري أمينة سر بالمدرسة أشارت إلى أن المعلم السوري واجه تحديات كبيرة في الغوطة الشرقية ورغم ذلك كان يؤدي دوره على أكمل وجه لإيصال رسالته العلمية مبينة أنها تمكنت بالتعاون مع عدد من التجار من إدخال الكتب المدرسية إلى الغوطة كما كان أغلب الأهالي يصرون على تدريس أبنائهم في مدارس الدولة رغم الإغراءات والضغوط الكثيرة من قبل الإرهابيين.
ووصفت معلمة الصف الأول رنا العبد العملية التعليمية اليوم في الغوطة الشرقية بالمستقرة بعد عودة الأهالي والتزام الطلاب بالدوام مؤكدة أهمية دور المعلم في بناء الأجيال ولا سيما في مرحلة إعادة الإعمار من خلال الأنشطة والمشروعات التي تنفذ داخل الصف لتشجيعهم على العلم.
“انتقلنا من الدمار إلى الإعمار من الجهل إلى العلم والنور”.. بهذه العبارة استهلت مديرة مدرسة الشهيد محمد ناصر عشعوش سحر عرب حديثها لـ سانا قبل أن تنوه بإرادة المعلمين وإصرارهم على مواصلة عملهم بأمانة رغم جميع الضغوطات المحيطة مشيرة إلى أنها “أخفت سجلات الطلاب واحتفظت بها في منزلها وإعادتها إلى المدرسة بعد عودة الأمان إليها لمواصلة التدريس الذي توقف بسبب التهديد من قبل المجموعات الإرهابية”.
مروة عبيد مدرسة تم تهديدها ومنعها أكثر من مرة من دخول المدرسة استذكرت جرائم الإرهاب بحق مدرستها التي حولها الإرهابيون إلى مستودعات للأسلحة والذخائر لافتة إلى أنه كان يفرض عليهم تمييز أبناء الإرهابيين عن بقية الطلاب.
وكان المعلم هدفا مباشرا للمجموعات الإرهابية المسلحة وفق مديرة مدرسة رضوان زاهد كبوش هالة أبو ربيع التي أكدت أن أبناء المعلمين وعائلاتهم حرموا من المساعدات الإنسانية والغذائية بسبب تدريسهم بمدارس الدولة السورية مبينة أن إصرارها وإيمانها بقضيتها والنصر كان أكبر من إرهابهم.
وأوضحت أبو ربيع أنه بعد عودة الأمان إلى البلدة تم فتح شعب صفية لتعليم منهاج الفئة “ب” لتعويض الفاقد التعليمي للطلاب إضافة إلى دورات في الدعم النفسي يتم من خلالها تقديم الدعم للأطفال الذين فقدوا عائلاتهم وتعرضوا لإصابات نتيجة جرائم الإرهابيين بحقهم.
واعتبرت مدرسة الصف الرابع رزان عبد السلام أن دور المعلم في هذه المرحلة قوي وفعال لأنه معني بإيصال الرسالة بأفضل الطرق وتقوية الثقة بين المعلم والطالب وتعزيز القيم الوطنية التي توصلها المعلمة وزرع حب الوطن وقيم الوطنية لدى الجيل الناشئ.
وترى خديجة عبد الله مديرة المجمع التربوي في الغوطة الشرقية أن احتفال عيد المعلم هذا العام مميز بالنسبة لمدرسي الغوطة الشرقية لأنه العيد الأول الذي يمر عليهم بعد الخلاص من الإرهاب لافتة إلى أن وزارة التربية بسطت العديد من الاجراءات الخاصة بمواصلة العملية التعليمية التربوية.
وكانت مديرية تربية ريف دمشق أعلنت مطلع العام الدراسي الحالي أن عدد المدارس المفتتحة في الغوطة الشرقية وصل إلى 8 مدارس تتوزع بين بلدات سقبا وكفر بطنا وعين ترما وحزة وحرستا تضم أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة.
سكينة محمد ورحاب علي