حلب-سانا
يبدع الفنان النحات عبد القادر منافيخي في تحويل كتل الحجر وقطع الشجر إلى مجسمات وتماثيل وأشكال غاية في الدقة والجمال معتمدا في ذلك على أدوات يدوية بسيطة استطاع من خلالها وبقوة يديه وصبره إنجاز أعمال فنية فرضت نفسها ووجودها في المعارض التي شارك بها أو التي أقامها خلال خمسين عاما من مسيرته الفنية.
بدأ ابن حلب مسيرته الفنية منذ العام 1969 في مركز الفنون التشكيلية بحلب وبعد أن تخرج منه عام 1970 أنشأ مرسمه الخاص في حي الكلاسة القديم وانجز 20 لوحة زيتية بالتعاون مع زميله الفنان اسماعيل حسني وكان أستاذه في تلك الفترة الفنان وحيد اسطنبولي وانجز معه تمثال العالم محمد البتاني في محافظة الرقة الذي تعرض لاحقا للتدمير على يد الإرهاب.
وقال الفنان منافيخي في تصريح لـ سانا الثقافية إنه شغل منصب رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بحلب وتابع مع أستاذه اسطنبولي أعمال النحت وأنجز أعمالا فنية من المرمر والبرونز جسد فيها جمالية الخط العربي اضافة الى المجسمات الفنية والنحتية الضخمة بالمرمر والحجر الحلبي الأصفر وحجر المولا جسدت تضحيات الشهداء وتجاوز عددها 50 منحوتة و100 عمل من الجبصين وكان مصيرها التدمير والتكسير على أيدي أصحاب الفكر الظلامي من التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وبين أنه نتيجة للأوضاع الصعبة التي شهدتها مدينته اضطر لاستخدام الأشجار اليابسة والأخشاب التي كان يستعملها للتدفئة حيث نحت بحسه الإبداعي مجسمات فنية وأعمالا غاية في الإبداع من هذه الأخشاب فأنجز 130 منحوتة منها 99 عملا جسد فيها أسماء الله الحسنى كاملة وأظهر فيها جمالية الخط العربي وتمتع الناظر لها بكيفية قراءتها نظرا لتنوع أساليبها وأشكالها التشكيلية.
وأشار الفنان منافيخي أثناء تنفيذه أحد أعماله التشكيلية من الخشب وبأدوات بسيطة في مقر جمعية العاديات إلى ضرورة الاهتمام بجمالية الخط العربي والتركيز عليه انطلاقا من محبتنا للغتنا والحفاظ عليها وإظهار هذا الخط على شكل منحوتات ومجسمات فريدة من نوعها مستخدما اخشابا منوعة في ذلك رغم توضيحه أنه يفضل التعامل مع خشب الزيتون لسهولة التعامل فيه وجماليته.
الفنان والباحث عبد القادر خليل وصف الفنان منافيخي من خلال كتاباته عنه بأنه أنجز أعمالا في منتهى الرقة والتعبير واستخدم الأبعاد الخارجية والداخلية المفرغة والكتلة الصامتة لتكون ناطقة في جميع اللغات وطرح أعمالا متوازية مع المحافظين في العالم والذين استخدموا مادة الخشب في كتلة الموضوع في عهد النهضة الغربية وفي لغة التجريد خلال القرن الماضي.
قصي رزوق