دمشق-سانا
يشكل التعليم المهني باختصاصاته المختلفة رافدا للقطاع الحرفي يرفده بالكفاءات والمهارات العملية لتأخذ دورها في سوق العمل وتكون شريكا فاعلا في مرحلة إعادة الإعمار من خلال التدريب العملي والإنتاج الفعلي ضمن المشاغل الموجودة لهذه الغاية في ثانوياته ومعاهده.
وللإضاءة على عمل التعليم المعني زارت كاميرا سانا المعهد الصناعي الثاني بدمشق حيث أوضحت معاون مدير التربية لشؤون التعليم المهني والتقني أميمة سعود أن المعهد يؤمن للطلاب تدريبا جيدا في مهن مختلفة كالكهرباء وميكانيك السيارات والنجارة واللحام وتشكيل المعادن والسباكة و التصنيع الميكانيكي.
وأشارت سعود إلى زيادة الإقبال على التعليم المهني خلال السنوات الماضية كونه يوفر فرص عمل كثيرة لدارسيه من خلال فتح مشاريع خاصة.
وشهدت السنوات الماضية بحسب سعود إقبالا كبيرا على مهنتي تقنيات الحاسوب والتجهيزات الطبية بسبب توفر فرص العمل في هذا المجال داعية إلى زيادة عدد مقاعد خريجي التعليم المهني والتقني في الجامعات.
وبينت سعود أنه بعد تحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب على يد بواسل الجيش العربي السوري شارك الطلبة ومدرسوهم بإعادة تأهيل المدارس والمستوصفات من خلال تأمين الأبواب والنوافذ وإصلاح تجهيزات الكهرباء لتعود هذه المنشآت مجددا إلى العمل إضافة إلى تنفيذ بعض النماذج لحاويات القمامة لصالح محافظة دمشق وعدد من الجهات الحكومية.
وأشارت سعود إلى ضرورة ربط التعليم المهني بسوق العمل وفتح مجالات للطلبة للتعليم الذاتي ليتمكنوا من تامين فرص عمل مناسبة داعية لإقامة شراكات حقيقية مع قطاع الأعمال من خلال غرف الصناعة والتجارة.
وبالنسبة للتعاون مع غرفة الصناعة ذكرت سعود أن وزارة التربية وقعت مذكرة تفاهم مع الغرفة لاستمرارية التعليم خلال سنوات الحرب ولا سيما بعد أن خسر بعض الصناعيين ورشاتهم ومعاملهم وتم التعاون مع وزارة التربية للعمل ضمن مبانيها مقابل الاستمرار بتدريب الطلاب إضافة إلى أن الطالب يحصل على 10 بالمئة من قيمة الإنتاج .
مدير الثانوية الصناعية والمعهد التقاني الثاني المهندس زياد دباس بين أن الثانوية الصناعية تقدم المبادئ الأساسية للمهنة والتدريب على الآلات التقليدية والآلات المبرمجة والحديثة بشكل مبسط لينتقل بعدها الطالب إلى المعهد لدراسة المعلومات النظرية والتدريب العملي بشكل موسع بهدف إنشاء جيل مؤهل لسوق العمل مشيرا إلى أن وزارة التربية تطور مناهجها لتواكب التطور الجاري.
وحول اختصاص التصميم أوضح رئيس قسم التصميم الداخلي بالمعهد الصناعي الثاني بدمشق أمير الزعيم أنه يتم تعميق خبرة الطلاب في المعهد بالجوانب النظرية والعملية كما يخوضون بمدخل الديكور والتصميم الداخلي لافتا إلى مشاركة المعهد في معرض دمشق الدولي لتقديم أعمال ومشاريع الطلاب وأهمية ذلك في تحفيزهم والتعريف بأعمالهم.
وعن آلية العمل في الورشات بين الأستاذ اسماعيل حبش رئيس قسم النجارة في ثانوية الصناعة الثانية أنه بعد تقديم الخبرات للطلاب يتم تدريبهم عبر تمارين وأعمال يدوية لافتا إلى أن المنهاج المقرر من وزارة التربية يشمل 18 ساعة عملي تقنيات أسبوعيا وساعتين مادة المقايسة إضافة إلى الرسم والتصميم والرسم الهندسي والمعلوماتية .
ويرافق الطلبة على مدار اليوم مهندسون مختصون حيث يقول المهندس يوسف جنيدي المسؤول عن صيانة تجهيزات المعاهد والثانويات الصناعية: “نقوم بصيانة دورية للتجهيزات وفي حال حدوث عطل مفاجىء نقوم بإصلاح العطل ما يوفر على مديرية التربية الأجور الخارجية”.
وأشار الأستاذ قاسم مسؤول الصيانة الكهربائية في المدرسة الصناعية الثانية إلى مكامن الأعطال الكهربائية في الورشات حيث تتعرض آلات النجارة والحدادة والنسيج للكثير من الأعطال وتم تنفيذ قواطع خاصة بهذه الآلات لتسهيل التعامل معها في حال حدوث أي عطل.
الطالب محمد خرزون سنة أولى نجارة اثاث وتصميم داخلي أشار إلى أنه اختار الدراسة الصناعية رغم علاماته المرتفعة التي تؤهله لدخول المدارس العامة لأنه يحلم أن يؤسس ورشة معربا عن رغبته بمتابعة دراسته في الجامعة ويشاركه هذه الرغبة محمد إحسان نقشبندي سنة أولى الذي يرى بالدراسة الجامعية ضرورة ملحة لصقل الخبرات العلمية والعملية.
ومن الناحية العملية يؤكد الطالب يزن محمد بكر أن المعهد أكسبه خبرة كبيرة حيث تمكن من تنفيذ تصاميمه على أرض الواقع مشجعا زملاءه لتعلم المهن لما تفتحه من آفاق واسعة في المستقبل.
سكينة محمد ومها الأطرش