الشريط الإخباري

استحقاقات سوتشي .. منظومة العدوان تراوح على خشبة الأوهام – صحيفة الثورة

موعد اجتماع سوتشي الجديد يقترب، والدولة السورية تبذل كل جهد لإنجاحه من خلال تحقيق أمرين أساسيين، وبشكل متواز، وهما دحر الإرهاب وتحقيق الحل السياسي، لكن منظومة العدوان بقيادة واشنطن تحاول بخطواتها العدوانية فعل عكس ذلك من خلال فرض شروطها وتمرير أجنداتها المشبوهة في السياسة بعد أن فشلت في الميدان.

سورية تحاول تهيئة كل مناخ إيجابي للوصول إلى حل سياسي يعيد الأمن والأمان إلى ربوعها ويدحر الإرهاب عن خريطتها وترسم خطواتها الإستراتيجية بدقة، وتتحضر لعملية إدلب العسكرية بغض النظر عن مؤامرات نظام أردوغان في منبج وغيرها وبازارات إدارة ترامب عن المنطقة الآمنة المزعومة وتسريباتها عن الانسحاب الملغوم وخرائطها المشبوهة لشرق وشمال سورية.

فمنظومة العدوان تسعى بكل ثقلها لنشر المزيد من الفوضى الهدامة وتمدد الإرهابيين ونسف الحل السياسي، وتواصل كذبها بأنها تحارب الإرهاب وتحمي المدنيين، مع أن هناك آلاف الأدلة التي تدحض أكاذيبها، فطائراتها لا تقتل إلا الأبرياء، وقواتها الغازية لا تمنع إلا قوافل الإغاثة عن أهلنا المحاصرين.

سورية تؤكد أنها ستحرر إدلب مهما كانت الظروف، وأنها ستنهي فصول ممارسات الفصائل الإرهابية ضد المواطنين، ويؤكد حلفاؤها على ضرورة عدم الإبقاء على المنطقة الشمالية على وضعها الراهن تحت سيطرة النصرة المتطرفة، وبضرورة بسط الدولة السورية سيادتها على كامل أراضيها وفقاً لقواعد القانون الدولي.

أما منظومة العدوان فتراوح على خشبة أوهامها، فنظام أردوغان يريد الحفاظ على الأوضاع كما هي، فمصلحته ببقائه في سورية، مصلحته السياسية الإخوانية المعروفة، ومصلحته الاقتصادية التي بدأت خيوطها تتكشف تباعاً حتى من بيانات التجارة الخارجية التركية نفسها التي وثقت تصدير سلع بأكثر من مليار ونصف المليار دولار خلال أقل من عام إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين التي امتلأت بالبضائع التركية ذات المواصفات الرديئة.

أما واشنطن فتتناغم بدورها مع كل ما يجعل اللوحة قاتمة وبعيدة عن أي حل سياسي، فهي لا تكتفي بالمراوغة في موضوع الانسحاب الملغوم الذي أقرته إدارتها ثم تراجعت عنه عبر توزيع الأدوار المتناقضة بين أقطابها، بل تعبث بالحل السياسي عبر الهروب من استحقاقات سوتشي، وتعيد بازاراتها عما يسمى المنطقة الآمنة المزعومة، وتسرب مسرحيات الكيماوي وتحضير ما يسمى الخوذ البيضاء للقيام بالمهمة القذرة، وكل ذلك تحت عباءة دورها الإنساني والدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب المزعوم.

بقلم: أحمد حمادة