S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
الحسكة-سانا
قصة نجاح لافت سجلتها ثلاث نساء وافدات إلى مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة قررن تأسيس مشغل للصناعات النسيجية استقطبن من خلاله النساء والفتيات المهجرات بسبب الإرهاب .
من فكرة بسيطة وبالاعتماد على مواردهن الذاتية البسيطة انطلق مشغل المرأة العاملة ومن يزوره اليوم يرى العاملات وكأنهن أسرة واحدة متحابة تعملن في أجواء الإلفة البعض يتعلم والبعض الآخر ينتج وقسم يطور خبراته حتى بات المشغل مقصدا للفتيات والنساء الوافدات للبحث عن فرصة عمل فريق متكامل .
وخلال لقاء مراسل سانا مع مديرة المشغل نزيهة ممدوح سارديني من محافظة إدلب قالت “في البدء كانت الفكرة تدور في ذهني وذهن اثنتين من صديقاتي عن إمكانية إقامة مشروع بإمكانات متواضعة الهدف منه استقطاب الفتيات والنساء الوافدات إلى القامشلي وتوفير فرص عمل تضمن لهن الحياة الكريمة والمعيشة المناسبة بعد ان اصبح الكثير منهن معيلات وحيدات لأسرهن”.
وتوضح سارديني أنه تم اختيار صناعة النسيج والخياطة وتفصيل الثياب كون معظم النساء لديهن خبرة في هذا المجال وبدأ التحضير لتأسيس المشغل بجهود فردية وخلال شهر تشرين الثاني الماضي انطلق بكادر يبلغ 15 عاملة وخلال أشهر قليلة تضاعف العدد ليصبح حاليا 35 عاملة.
أما عن الإنتاج وطرق تصريفه فتوضح موءسسة المشغل أنه يتم إنتاج منتجات صوفية ونسيجية منها الثياب النسائية وألبسة الأطفال وغيرها و يتم تصريف جزء من الإنتاج ضمن مدينة القامشلي عبر عدة منافذ بيع منها 2 في بلدة معبدة وواحد في مدينة الحسكة وآخر في مدينة الدرباسية.
ووفق سارديني يقصد المشغل بشكل يومي العديد من الباحثات عن فرصة لتعلم مهنة الخياطة أو العمل داعية لتقديم الدعم للمشروع من قبل بعض الجمعيات
والمنظمات.
العاملة في المشغل أم محمد مهجرة من ريف حلب أشارت إلى أنها منذ بدأت العمل في المشغل تحسنت ظروفها المالية تدريجيا كما طورت خبرتها في مجال الخياطة والتطريز.
في حين لفتت العاملة أم أحمد مهجرة من ريف الحسكة إلى أنها واجهت صعوبات كثيرة في تأمين مسكن ومستلزمات المعيشة اليومية إلى أن تم قبولها للعمل في المشغل الذي تعتبره اليوم منزلها الثاني ومن خلاله تحسنت اوضاعها المادية وبدأ الضغط النفسي الذي كانت تعيشه هي وأسرتها بالزوال .
محمود شاهين أحد الباعة الذين يقومون بتصريف منتجات المشغل يوضح أنه يشعر بالفخر وهو يتعامل مع مشغل تديره سيدات وافدات ينتجن منتجا وطنيا بجودة عالية وأسعار مدروسة كما يقمن بتدريب الفتيات الراغبات في تعلم مهنة الخياطة والتطريز وما يرتبط بها من مهن أخرى .
نزار حسن