الشريط الإخباري

صناعة “العقال”.. مهنة تراثية مازالت تنبض بالحياة في حماة

حماة-سانا

صناعة العقال العربي “البريم” من الحرف التراثية في محافظة حماة لا تزال إلى يومنا هذا تحتل مكانة مهمة بين المهن اليدوية التي تشكل لحرفييها والعاملين فيها مصدر دخل يدر عليهم مكاسب مادية جيدة.

ويعمل بهذه الحرفة عشرات الورشات التي وفرت الكثير من فرص العمل وخصوصاً في صفوف النساء اللواتي تميزن بمهارات شغل وتصنيع العقال الذي يمثل جزءاً من مكونات الزي التقليدي العربي لدى الرجال في مناطق البادية السورية وبعض أريافها.

وأوضح عماد معقد صاحب منشأة لصناعة العقال في مدينة حماة أن هذه المهنة ترجع إلى مئات السنين لكون العقال والكوفية كانا من الأزياء التقليدية للرأس عند أغلبية العرب الذين كانوا يتباهون بها لأنها تزين رؤوسهم وتضفي على مظهرهم الخارجي رونقاً خاصاً وشكلاً مميزاً مشيرا إلى أن أسعار العقال تتفاوت طبقا لطريقة صنعه والمواد الداخلة فيه.

وبين صاحب المنشاة أن من أشهر أنواع العقال العربي “المرعز” الذي يعتمد في تصنيعه على الخيوط القطنية المغلفة بخيوط شعر الماعز ومن أكثر الأصناف شهرة وانتشارا “السنارة” كناية عن أداة السنارة التي تستخدم في تصنيعه موضحاً أن أبرز المواد الأولية التي تدخل في صناعة العقال الحرير الطبيعي وشعر الماعز والصوف والمخمل بالإضافة إلى خيوط النايلون “البوليستر”.

وعن مراحل تصنيع العقال أشار الحرفي ثائر جزماتي إلى أنه يتم أولا تحضير الوجه الخارجي للعقال ولف الخيوط ما بين خطافين متباعدين لمسافة معينة تكون فيها الخيوط متعادلة من حيث الثخانة والشد وقد يصل طول الخيط إلى عشرات الأمتار فيصبح منظرها فريداً ومميزاً ثم يتم برمها بواسطة المغزل قبل أن تلف على الوتر.

المرحلة التالية تتلخص حسب الحرفي بتحضير الحشوة الداخلية للعقال من خلال آلة بسيطة تسمى “المسداية” ومن ثم الوجه الخارجي وهي عملية تحتاج إلى مهارة عالية.

وبعد ذلك يتم الوصل بين طرفي العقال بقطعة من القطن الأسود لتبدأ بعدها كما أوضح “جزماتي” عملية الحبك والتكعيب ووضع الشرشوبة وفي النهاية ترتيب وتجميل العقال عبر حرق الوبر الخارجي وإزالة الخيوط الزائدة وتنظيفه من أي مخلفات.

وعلى الرغم من دخول الآلة حديثاً في حرفة العقال إلا أن العمل اليدوي مازال أساسيا في هذه الصنعة وخصوصا في التشطيبات النهائية.

وأشار الحرفي “محمد زعيط” إلى أنه مازالت هناك مراحل لا يمكن التعامل معها إلا يدوياً كعملية إنهاء وتشطيب “البريم” التي تسمى باللهجة المحلية التدريس وقولبته وإعطائه الشكل النهائي الذي يحافظ عليه كحلقتين فوق بعضهما خلال وضعه على الرأس لتثبيت الشماخ.

وذكر “زعيط” أن اللون المتداول والشائع للعقال هو الأسود علماً أنه في الماضي كان يتمتع بألوان مختلفة منها الأبيض والأصفر والأخضر.

ولفت “زعيط” إلى أن معظم الإنتاج يتم تصديره إلى بعض الدول العربية الذين يفضلون العقال المصنع في سورية تحديداً لجودته العالية والمهارة الفائقة التي يتمتع بها حرفيوها في تصنيع وإنتاج هذا الزي التقليدي.

عبد الله الشيخ

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب:

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

صناعة “العقال”.. مهنة تراثية مازالت تنبض بالحياة في حماة

ــتصوير: ابراهيم عجاج