من تونس الخضراء مرّ «ربيعهم» الأسود إلى سورية التاريخ والحضارة والإنسانية, كان عنوان مؤامرتهم, حاكوها بكل «خسّة» وجعلوا دمشق محطتها الأخيرة, حاولوا تدمير حضارتها وكسر إرادتها وموقفها الوطني والقومي الصامد بوجه كل شرورهم.
«سبع عجاف» وأكثر من «سبع» حاولوا فيها بكل أدوات حقدهم وإجرامهم وإرهابهم سلخ دمشق عن موقفها, عن مبادئها التي ما حادت عنها يوماً وهي أقدم عاصمة مأهولة عرفها التاريخ, وعند أسوارها انكسر زحف المغول ودُحِر فيها جمال باشا السفاح وجلا عنها الاحتلال الفرنسي تحت جنح الظلام.
من مشارق الأرض ومغاربها جاؤوا إلى دمشق عاصمة التاريخ لتغيير بوصلتها ومن خلفها بوصلة المنطقة ووجهها والقضاء على ثقافة المقاومة فيها تحت لافتة بناء «العالم الجديد» كما أراد لها أعداؤها.
«سبع عجاف» وأكثر تعرّت خلالها كل الشعارات الغربية والإقليمية الزائفة, لا عناوينهم المسماة «حقوق الإنسان» كانت بريئة, ولا «مساعداتهم» كانت إنسانية, تلطّوا تحت تلك الأهداف السامية وشنّوا حرباً وعدواناً موصوفاً ضد دولةٍ ذات سيادةٍ تدافع عن كرامتها وكرامة شعبها ومن خلفهما كرامة أمة وشعوب تناضل بوجه المستعمرين الجدد.
يقول الفيلسوف الألماني هيغل: «الذي لا يتعلّم من دروس التاريخ محكوم بتكراره», وإن دعاة الحرب ممولي الإرهاب في سورية من الغرب والشرق لم يتعلموا من تلك الدروس ومن أن أبواب دمشق عصية على الغزاة الطامعين بها، عصية على الانكسار والهزيمة، وأن أبوابها المشرّعة للسلام عبر التاريخ لم تعرف الهزيمة في غزوة أو احتلال, بل تكسّر عند أقفالها كل شر قدم إليها، هي دمشق الياسمين, كانت وستبقى عنواناً لكل أحرار العالم ولكل وطني فيه وستبقى وفية لمن وقف معها في محنتها ولكل شريف حمل لواء الدفاع عنها في هذا العالم.
واليوم «بعد سبع سنوات وأكثر» يعود أصحاب «المخططات السوداء» إلى عاصمة الأمويين مستجدين تسامحاً دمشقياً، بعدما هزموا «وكلاء وأصلاء» بفضل صمود الدولة السورية وجيشها وشعبها وتضحياتهم التي سيكتب التاريخ عنها في أسفاره أنها «أعظم ملحمة» خاضها السوريون على قلب رجل واحد نيابة عن العالم أجمع بوجه الإرهاب وهزموا شرور أعداء الإنسانية المغلفة بعباءات ملوّنة وشعارات برّاقة وأنياب مخبأة.
بقلم.. أديب رضوان