دمشق-سانا
أكثر من أربعة عشر فنانا تشكيليا من الشباب الخريجين ومن فئات عمرية مختلفة قدموا مساء اليوم ثلاثين عملا فنيا منوعا بين الرسم والنحت على الخشب ضمن معرض “حوارات شبابية” الذي استضافه ثقافي أبو رمانة .
وتنوعت اللوحات المعروضة بين أشكال متعددة من الفن التشكيلي والمدارس الفنية كالواقعية والتجريدية والتعبيرية والمزج أحيانا بين مدرستين مختلفتين بتقنيات الألوان الزيتية والمائي والرصاص والأكريليك إضافة الى أعمال نحتية على الخشب والبرونز.
وتفاوتت المستويات الفنية للوحات الفنانين المشاركين فمنهم من رسم لوحته ببراعة وتقنية عاليتين ومنهم من يبشر بموهبة فنية واعدة تدل على تطور الحركة التشكيلية الشبابية في سورية .
وعن المعرض وهدفه قال الفنان التشكيلي رامي أبو اسماعيل منظم المعرض كل فنان شارك في هذا المعرض اطلق حواره الفني والفكرة التي يريد ايصالها من خلال عمله التشكيلي والنمط الذي يعمل به حيث ترك للفنانين الشباب المشاركين حرية اختيار موضوعاتهم مضيفا ان الهدف منه توصيل رسالة بأن “الفن الشبابي السوري” ما زال موجودا وبقوة برغم الظروف العصيبة التي تمر بها بلدنا.
وعن مشاركته في هذا المعرض أوضح أبو اسماعيل أنه شارك بلوحة واحدة تحت عنوان “العازفون” جسد من خلالها امرأة تعزف على الغيتار ورجلا يعزف على البيانو بالأسلوب الزيتي الذي ينتمي الى المدرسة التكعيبية لافتا الى تأثره بأعمال الفنان العالمي بيكاسو .
والفنان التشكيلي الشاب معتز العمري خريج معهد أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية شارك بأربع لوحات جاءت إحداها تحت عنوان “نوافذ” بهدف رؤية ما يعيشه وطننا من أحزان ومآس مبينا ان كل انسان ينظر الى وطنه وارضه بطريقة مختلفة عن الآخر وأخرى بعنوان “حالة جدل” تمثل الحالة التي نعيشها الآن في ظل الأزمة مستخدما في لوحاته تقنيات لونية مختلفة بين الزيتي والاكريليك.
أما الطبيعة الصامتة فجاءت في اللوحات الثلاث للفنان التشكيلي ماريو بولص خريج معهد ادهم اسماعيل للفنون التشكيلية مجسدا فيها الفاكهة السورية المتنوعة والغنية بألوانها الجميلة مستخدما الألوان الزيتية .
أما الفنانة سيماف حسين فجاءت مشاركتها بعملين نحتيين على خشب الليمون الأول جسدت من خلاله الثنائية الأبدية بين الرجل والمرأة حتى وان اختلفا فيما بينهما إلا أنهما لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض حتى تستمر الحياة ويعمر الكون مازجة بين الأسلوبين الواقعي والتعبيري بغية الوصول الى المتلقي مهما كان مستواه الفني والثقافي إضافة إلى عمل اخر رصدت من خلاله حياه الانسان وتحولاته تحت ظروف الحياة.
أما الفنان الشاب حسام طالب فقدم لوحتين تشكيليتين جسد فيهما حالات الانتظار وانعكاساتها على العاطفة الانسانية اضافة الى اثر الانتظار عند الانسان وآثاره السلبية عليه مستخدما الالوان الزاهية المختلفة التي وصل بها الى اسلوب واقعي رصد من خلاله الحزن الذي جاء وفق تقنية عالية في أدائه التشكيلي .
واستخدم الفنان النحات فراس فاضل مادة البوليستر في عمله النحتي الذي شارك فيه مضيفا عليه المعدن جسد من خلاله الانثى وما يمكن ان يعتريها من حالات انسانية مختلفة نتيجة الظروف التي تمر بها وذلك بأسلوب يميل إلى الرمزي .
شذى حمود