مواضيع إنسانية واجتماعية ووطنية في المهرجان الشعري الأول بثقافي المزة

دمشق-سانا

أقام المركز الثقافي بالمزة مساء اليوم المهرجان الشعري الأول بمشاركة مجموعة من الشعراء وهم صقر عليشي وهيام منور وكمال سحيم حيث اختلفت مواضيعهم بين الجانب الإنساني والجانب الوطني والقومي كما كان وجود موسيقا الشعر ظاهرا في المشاركات الثلاث.

1

وألقى الشاعر عليشي مجموعة من القصائد الاجتماعية التي ذهبت إلى أسلوب الإيحاء دون أن يترك للرمز الحاضر مجالا للسيطرة على القصيدة فكانت معبرة عن رؤى اجتماعية وانسانية جاءت بشكل قصص شعرية قصيرة حيث قال في قصيدة بعنوان “يا نجوم”:

إن كنت تجرئين على نجوم .. شرفي انزلي إلى هنا

إن كنت تجرئين .. اطلبي إجازة قصيرة من السماء

وجربي كيف يعيش من يضىء عندنا..

كما عبر عليشي بقصيدة المكان عن مدى أهمية الإنسان وشقائه وبرغم كل ما يتعرض له يبقى دون أن يصل إلى مبتغاه حتى إذا خسر كل ما لديه وأعياه التعب وظل ضوءه مؤثرا وواضحا يقول:

الله كما يضيق حولنا المكان .. ويصغر الفضاء .. والياسمين لم يفق من غيه بعد ولم تزل له أراؤه البيضاء.

2

وبدورها تغزلت الشاعرة هيام منور بالشام واعتبرتها غايتها الروحية والنفسية والاجتماعية بصفتها الرمز الجميل للوطن وللشعب السوري ولكل ما هو حر فقدمت نصها بشكل حديث دون أن تتخلى عن الموسيقا وعن الروي قالت في قصيدة بعنوان “ياشام”:

يا شام أنت غمام العشق منسكبا .. فمن إلاك يرويني سألت عنك .. فقال الماء في بردى .. هل ينبع الشوق إلا من شراييني.

وكان للحب دور في قصيدتها التي جاءت بعنوان “حبيبي لا تتكبر” حاولت أن تشكلها بجماليات الطبيعة ومعطيات الصيف والبيادر والجبال نظرا لأهمية الحب عند كل البشر وسموه عند الشعراء تقول:

حبيبي لا تتكبر علي .. ولا تتكبر .. فمهما شغفت بقمح عيونك .. فان عيوني بيدر.

3

وفي قصيدته التي ألقاها الشاعر كمال سحيم كان الإنسان حاضرا في كل رموز القصيدة ومفاصلها بما ينتابه من حزن وبما يمتلكه من أمل يرافقه عبر السنين حيث استخدم الحداثة الشعرية في تكوينه لقصيدة “المنيرة في حلمها الثاني” فقال:

هل حلمك الوردي يختصر السنين.. اما ان نافذة بلون العمر تكفي للمجون ما بين كتف النهر والجسر القديم .. ألا ترين .. أنا أسير معفرا بنهاية عبثا أحاول في العيون.

كما ألقى قصيدة بعنوان “مرثية إلى القدس” رصد خلالها أوجاع الأمة العربية وانعكاسات مؤامرات الغرب والصهاينة على البلدان العربية التي تشكل خطرا على مشروعهم الشرق أوسطي وعلى محاولاتهم لنهب خيرات العرب حيث غير اتجاهه إلى شعر الشطرين والى النمط الاصيل باستخدام الموسيقا يقول:

بغداد واقفة على رمح اللظى .. ويضئ بارق نارها مرآك

ودمشق أختك أمة الروح التي .. قد قاسمتك الوجد في بلواك

ودماء غزة في الشهادة راية .. منها يفوح مع الأريج مداك

4

وفي تصريح لـ سانا الثقافية قال توفيق الإمام معاون وزير الثقافة لقد استعاد المركز الثقافي العربي بالمزة حركته الحياتية بالرغم من الأحداث التي تمر بها سورية اليوم فأطلق مهرجانه الأول الذي يشارك فيه مجموعة من شعراء سورية وذلك في تحد لكل المؤامرات التي تحاول النيل من وطننا وبداية لأنشطة ثقافية مستمرة.

أما نصر محسن رئيس المركز الثقافي بالمزة فعرف الشعر بأنه اختراق أول لفضاء الخيال يحمل اللطف والهمس والتمرد والأحلام الإنسانية فهو يعكس الوجع الكوني ويعبر عما يريده الإنسان لذلك كانت الانطلاقة الأولى لفعاليات ثقافية قادمة تضمن كل الأجناس الأدبية والفنية والثقافية.

محمد الخضر