واشنطن-سانا
أكد الكاتب الأمريكي نايلز ويليامسون أن وباء إيبولا المنتشر حالياً في دول غرب أفريقيا جاء كنتيجة للهيمنة الإمبريالية على القارة السمراء وإخضاع جميع الاحتياجات الاجتماعية للنظام الرأسمالي والرغبة في جني الأرباح الطائلة مشيراً إلى أن الولايات المتحدة عمدت إلى نشر الآلاف من الجنود بدلاً من نشر عاملين في مجال الصحة بذريعة مواجهة الوباء لكن هدفها الحقيقي هو الحصول على موطئ قدم في القارة السمراء.
وأوضح ويليامسون أن تفشي أمراض وأوبئة مثل إيبولا يعود بمجمله إلى الدمار الاجتماعي الذي تسببت به الرأسمالية والشركات الكبرى التي يتركز هدفها الوحيد على تحقيق الأرباح على حساب حياة الأبرياء لافتاً إلى أن شركات الأدوية الخاصة تعمل على استغلال الأوبئة التي تنتشر في أفريقيا وغيرها من أجل جني المزيد من الأرباح فيما تسعى الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى إلى فرض هيمنتها وسيطرتها على ثروات القارة السمراء.
وأشار ويليامسون إلى أن وباء إيبولا ليس هو المرض الوحيد الذي يدمر غرب أفريقيا وأجزاء أخرى من العالم ولاستغلال هذه الأمراض تم حظر تطوير اللقاحات المضادة من قبل الشركات والمصالح التجارية الكبرى في العالم.
وأكد الموقع أن استمرار وجود هذه الأمراض والظروف المروعة التي يعيش فيها سكان القارة الإفريقية تعد إرثاً دائماً للاستعمار والإمبريالية التي نهبت موارد وخيرات تلك الدول مشيراً إلى أن القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تتحمل المسؤولية الرئيسية عن العواقب الاجتماعية للأوبئة والأمراض التي تنتشر في القارة.
وأوضح ويليامسون أن ردة فعل القوى الكبرى إزاء أزمة الإيبولا الحالية في دول غرب أفريقيا مدفوعة بالمصالح الاستغلالية ذاتها التي نهبت خيرات تلك الدول منذ أكثر من قرن فقد عمدت الدول الإمبريالية إلى استغلال الوباء لتوسيع سيطرتها على المنطقة ومواردها الطبيعية بما تشمله من ألماس وأحجار كريمة.
وكان الباحث والبروفيسور السابق في جامعة ليبيريا للزراعة والغابات سيريل برودريك أكد الشهر الماضي أن الولايات المتحدة مسؤولة عن تفشي فيروس الإيبولا القاتل في غرب أفريقيا حيث قامت وزارة الدفاع الأمريكية بتمويل تجارب بشرية شملت حقن أشخاص أصحاء بالفيروس وذلك قبل أسابيع قليلة من انتشاره في غينيا وسيراليون.
وأشار برودريك إلى أن الولايات المتحدة لديها مختبر أبحاث يقع في بلدة كينيما في سيراليون حيث تجري هناك تجارب ودراسات لما يسمى فيروس الحمى البيولوجية مبيناً أن البلدة ذاتها تعتبر بؤرة لتفشي فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا.
ويعتبر مراقبون أن الإدارة الأمريكية تستغل الأزمة الإنسانية الناتجة عن انتشار فيروس الإيبولا من أجل تعزيز هيمنتها العسكرية في القارة السمراء وذلك ما تأكد من خلال إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً عن إرساله آلاف الجنود الأمريكيين إلى أفريقيا بحجة التصدي لهذا الفيروس.