طهران-سانا
أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن الاصرار على النهج الخاطىء المبني على استخدام الإرهاب كأداة لممارسة الضغط على الحكومات أدى إلى ظهور إرهابيي داعش والتنظيمات الإرهابية المنفلتة الأخرى في المنطقة وبات يشكل تهديدا لحماتها.
وشدد شمخاني لدى لقائه اليوم وزير الخارجية النرويجي بورغه برنده على ضرورة وقف الدعم الاستخباري والمالي للتنظيمات الارهابية والقيام بإجراءات جذرية لإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة .
وفيما يخص الشأن الإيراني أكد شمخاني أن إلغاء جميع العقوبات المفروضة على ايران بات حاجة ماسة للتوصل إلى اتفاق شامل في المفاوضات النووية التي تجريها طهران مع دول خمسة زائد واحد مشيرا إلى أن الفريق النووي الإيراني المفاوض ومن خلال صلاحياته الكافية سيوظف جميع المبادرات الممكنة للتوصل إلى اتفاق في إطار صون الحقوق.
وأكد أن البرنامج النووي الايراني كان وما زال شفافا وسلميا بشكل كامل ويعمل في اطار القوانين الدولية متوقعا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأعضاء في مجلس حكام الوكالة أن يتابعوا بشكل جاد استراتيجية جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية وان تطبق سياسات عدم الانتشار النووي بالنسبة للدول التي تملك مثل هذه الاسلحة.
من جانبه أشار برنده إلى أن إيران دولة فاعلة ومهمة في المنطقة معتبرا انها تقوم بدور بناء في احلال الاستقرار والهدوء بالعراق وسورية مؤكدا أن التعاون الاقليمي لإحلال الاستقرار المستدام في هذه المنطقة الحساسة من العالم بات امرا ضروريا.
ورأى الوزير النرويجي أنه من حق إيران الاستفادة من البرنامج النووي السلمي معربا عن أمله بحصول اتفاق نهائي بين طهران ومجموعة دول خمسة زائد واحد.
من جانبه أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي ضرورة أن يكون مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا مستقلا في عمله إذا أراد ألا يكون مصيره كمصير سلفه الأخضر الإبراهيمي.
وشدد ولايتي في تصريح له اليوم ردا على سؤال حول تصريحات دي ميستورا الأخيرة على ضرورة ألا يتأثر بتمنيات بعض مسؤولي دول المنطقة مؤكدا أن هذه الأمنيات تعبر عن رغبات الكيان الصهيوني ولن تتحقق أبدا.
عبداللهيان: لدى طهران والقاهرة رؤى مشتركة بشأن قضايا المنطقة وخاصة الأزمة التي تمر بها سورية والعراق
بدورة أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان إن لدى طهران والقاهرة مواقف إقليمية و”رؤى مشتركة” بشأن قضايا المنطقة وخاصة الأزمة التي تمر بها سورية والعراق.
وقال عبداللهيان في مقابلة مع صحيفة الوفاق الإيرانية نشرتها اليوم “إن العلاقات الايرانية المصرية متنامية جدا حيث اعلنا صراحة معارضتنا لكافة أنواع الإرهاب والتطرف في العالم وخاصة في مصر وأي محاولة لجر مصر نحو التطرف وعدم الاستقرار”.
وأشار إلى وجود مباحثات علنية ومحاولة استغلال كافة المناسبات على هامش المؤتمرات الاقليمية والدولية للقيام بحوارات ثنائية معربا عن أمله في عودة مصر الى مكانتها الطبيعية في العالم العربي والاسلامي وأن ذلك سيساعد كثيراً في موضوع مكافحة الارهاب والتطرف.
وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن إيران ترحب بتنمية العلاقات مع مصر في كافة المجالات على ضوء “القواسم المشتركة” المتعددة بين البلدين والشعبين.
وبشأن العلاقات بين إيران والعالم العربي أوضح عبداللهيان .. أنه خلال العام المنصرم ظهرت موءشرات كثيرة لتنمية هذه العلاقات سواء مع بلدان الشمال الأفريقي أو الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.
ودعا مساعد وزير الخارجية الايراني الحكومة البحرينية الى الكف عن استخدام العنف ضد الشعب البحريني وقال إن “العنف لن يحل أي مشكلة وإنما سيزيد من تعقيد الاوضاع في هذا البلد”.
وبخصوص دور سلطنة عمان في المفاوضات النووية الجارية مع مجموعة خمسة زائد واحد على ضوء الجولة القادمة التي سيتم عقدها في مسقط اوضح عبداللهيان أن سلطان عمان بنظرته الإيجابية لعب دوراً ايجابياً وبناء في استئناف وتعزيز مسيرة المفاوضات النووية وأن عقد هذه الجولة في مسقط بمشاركة وزيري خارجية إيران والولايات المتحدة ومفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون دليل على الدور الإيجابي لسلطان عمان.
وحول الزيارة الأخيرة لرئيس وزراء العراق إلى إيران قال عبداللهيان إنه تم إجراء مباحثات مفصلة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وبحث مختلف مجالات التعاون السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتجاري ومجالات التنمية بالاضافة الى اجراء مشاورات مختلفة كما تم إصدار بيان سياسي مشترك والإتفاق على تنفيذ وإنجاز مختلف الاتفاقيات والوثائق التي تم توقيعها سابقاً.
الإدارة الأمريكية غير مبالية تجاه انتشار الإرهاب وتمدد تنظيم داعش
وخلال لقائه وزير الخارجية النرويجي بورغه برنده في طهران اليوم اعتبر عبد اللهيان أن الإدارة الأمريكية غير مبالية “وبشكل متعمد” تجاه تفشي وانتشار الإرهاب وتمدد تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة مشيرا إلى أن بعض الدول تسعى للاستفادة من التنظيم الإرهابي لتشويه صورة الإسلام.
وقال عبد اللهيان إن أمريكا “ارتكبت أخطاء كثيرة لأنها من خلال تشكيل ائتلاف غير قانوني خارج إطار منظمة الأمم المتحدة زاد تنظيم داعش الإرهابي من نشاطاته الإجراميه لأنه من الناحية العملية لم يتعرض لخسائر تذكر”.
وأضاف عبد اللهيان إن محاولات بعض الدول تقديم السلاح لما يسمى “المعارضة المعتدلة” يدل على إصرار هذه الدول “على انحراف الأوضاع في سورية من المسار السياسي إلى المسار العسكري ما يتسبب بتردي الأوضاع في سورية ويثير القلق”.
وأضاف عبد اللهيان إن إيران تقوم بمشاورات سياسية مع دول المنطقة كما أنها ترحب بتعزيز المباحثات والتعاون مع جميع الدول بهدف المساعدة في استقرار وأمن المنطقة.
من جهته اعتبر وزير الخارجية النرويجي أن الأوضاع في سورية “معقدة” مؤكدا على ضرورة الحل السياسي للأزمة فيها.
وشدد برنده على أن محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي يعد “هدفا مشتركا” بين بلاده وإيران داعيا إلى تدوين استراتيجية قصيرة وبعيدة المدى لمواجهة “جذور وإمكانيات” هذا التنظيم الإرهابي.
وأعرب برنده عن أسفه إزاء “الأخطاء الاستراتيجية” لبعض الدول في دعمها لتنظيم “داعش” الإرهابي وقال “إن دعم التطرف هو سيف ذو حدين يمكن أن يكون خطرا على جميع الأطراف”.
وزارة الدفاع الإيرانية: أميركا ترتكب جرائم بحق شعوب المنطقة تحت غطاء الائتلاف الدولي
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن أميركا ترتكب جرائم بحق شعوب المنطقة تحت غطاء الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بهدف تأمين هامش أمني للكيان الصهيوني “اللقيط”.
وقالت الوزارة في بيان لها بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي الذي يصادف الرابع من تشرين الثاني الجاري إن “الشعب الايراني ما زال يعتبر أميركا العدو الأول للثورة الإسلامية وهو مستعد لأن يلقنها درسا قويا يجعلها تندم على أي عمل وخطأ ترتكبه بحق الشعب الايراني”.
واضاف البيان ان الرابع من تشرين الثاني هو تبلور رفض الذل ومقارعة الظلم من قبل الشعب الايراني وتجسيد البراءة من جرائم النظام العالمي الذي تمثله اميركا وحلفاوءها الغربيون وعملاؤها بالمنطقة موضحا أن يوم مقارعة الاستكبار العالمي يعد فرصة تاريخية ومليئة بالعبر لتجسيد الاهداف الاستراتيجية للثورة الاسلامية في إيران في المرحلة الحساسة الراهنة.
وكان الحرس الثوري الايراني أكد في بيان أصدره أمس بمناسبة قرب حلول ذكرى اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي أن “أميركا ما زالت الشيطان الأكبر والعدو رقم واحد للشعب والثورة ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.