ريف دمشق-سانا
تنفض بلدة حران العواميد رماد الظلامية والفكر التكفيري بعد تطهيرها من الإرهاب.. أبناؤها البررة أسقطوا رهانات صانعي الإرهاب وداعميه الذين حاولوا جعل بلدتهم من أهم بؤر استهداف السوريين والاعتداء على دولتهم وخاصة رمز عزة السوريين.. دمشق التاريخ والحضارة.
البلدة التي تغفو على جرف البادية 25 كم جنوب شرق دمشق استطاع أهلها تطويع الطبيعة واستثمار موقعها لتصبح مع الأيام من أكبر وأهم بلدات منطقة دوما في الغوطة الشرقية وشريانا رئيسا يصل العاصمة دمشق بالغوطة والبلدات والتجمعات السكانية على أطراف البادية.. واليوم يشحذون الهمم ويصرون على إعادة إعمار ما دمره الإرهاب في الوقت الذي نال المئات من شبابها من المكلفين خدمة العلم شرف الانضمام إلى صفوف الجيش العربي السوري للمشاركة في تطهير آخر شبر من أرض الوطن من الإرهاب.
الجهات المعنية في البلدة وبالتعاون مع مختلف المؤسسات الخدمية في محافظة ريف دمشق استطاعت بالتعاون مع الأهالي تأمين نحو 80 بالمئة من الخدمات من كهرباء ومياه ومستلزمات الزراعة والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية التي استهدفت المئات من أهالي البلدة العائدين إلى منازلهم التي تهجروا منها لسنوات نتيجة إجرام الإرهابيين واليوم يفككون بحرارة انتمائهم ووطنيتهم سموم قنوات مشغليهم التي بثت سموم حقدهم عبثا من إشاعات وفبركات في محاولة يائسة للنيل من معنويات الأهالي وثقتهم بدولتهم.
وللوقوف على حجم الإنجاز في المجال الخدمي ورصد الحياة الطبيعية في بلدة حران العواميد جال مراسل وكاميرا سانا فيها للاطلاع على أعمال إعادة التأهيل وفي هذا الإطار يشير رئيس البلدية عمار عسكر إلى أنه منذ بدء عودة أهالي الغوطة الشرقية إلى قراهم وبلداتهم بعد تطهيرها من الإرهاب بدأت أعمال ترحيل الأنقاض وإزالة السواتر الترابية من الشوارع الرئيسة والفرعية وتأهيل المدارس.
ويلفت رئيس البلدية إلى أن أكثر من ألف أسرة عادت إلى البلدة بعد تحريرها من الإرهاب عدد منها قدم من لبنان والأردن وقد التحق الشباب المكلفون بخدمة العلم بصفوف الجيش وسط حالة من الحماسة والإصرار على تحرير ما تبقى من ربوع الوطن وتطهيره من رجس الإرهاب.
ويبين عسكر أن مديرية الخدمات الفنية أعدت الكشوف المصدقة من أجل تأهيل الطرق وشبكات الصرف الصحي والمركز الصحي والمباني الحكومية وإعادة تفعيل العمل فيها مشيرا إلى أنه يتم تنظيم الضبوط للمباني والمنازل المتضررة بفعل الإرهاب للتعويض لاحقا على المتضررين من قبل المحافظة ووزارة الإدارة المحلية.
ويوضح عسكر أن وحدة مياه حران العواميد عملت على تأهيل شبكات المياه بعد فحصها وتقدير الأضرار التي تعرضت لها نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية كما أن شركة كهرباء ريف دمشق زودت البلدة بمحولات عدة ووضعت اثنتين منها بالخدمة بشكل إسعافي ما انعكس إيجابا على كمية الكهرباء المخصصة للاستخدام المنزلي.
أما بالنسبة للواقع الزراعي فيلفت إلى أن عجلة دوران الإنتاج وزراعة المحاصيل بدأت فعليا منذ عودة الفلاحين إلى أراضيهم ولم يمر وقت طويل حتى وصلت محاصيلهم إلى أسواق دمشق مبينا أن مديرية زراعة ريف دمشق قدمت 40 منحة زراعية للفلاحين.
وعن المعوقات والنقص في نسبة الخدمات اليومية ومستواها يؤكد عسكر عدم كفاية وسائل النقل العامة الأمر الذي يشكل معاناة يومية وخاصة لطلاب المدارس والجامعات والموظفين داعيا إلى ضرورة زيادة عدد الحافلات الصغيرة “السرافيس” وتفعيل المخبز الآلي لتامين كميات إضافية من الخبز وإعادة دائرة الأحوال المدنية إلى العمل لتقديم خدماتها لأهالي البلدة والقرى المجاورة وكذلك تزويد الآبار بغاطسات لزيادة ضخ المياه في الشبكة وتأمين كميات مناسبة من المازوت والغاز من خلال منح الرخص للراغبين بتوزيع هذه المواد.
وعن واقع الطاقة الكهربائية يوضح مدير قسم كهرباء النشابية المهندس ماهر نايفة أن الواقع الكهربائي جيد ويغذي نحو80 بالمئة من الأحياء مبينا أنه تم مد شبكات توتر متوسط لتغذية بلدة حران العواميد بطول 10 كم وتوتر منخفض بطول 10 كم ووضعت محولتان بالخدمة وحصلنا على موافقة بتزويد البلدة بمحولتين إضافيتين.
ويضيف نايفة: تم نصب 60 عمود توتر منخفض حديدية وخشبية ودورانية و30 عامود توتر متوسط إضافة إلى نصب 3 مراكز أبراج تحويل ومن المتوقع الانتهاء باستثمار المحولات بشكل كامل خلال 15 يوما.
وبما أن إعادة الحياة الطبيعية تتم على قاعدة الاستثمار في النشئ عبر تأهيلهم وتعليمهم يبين الاستاذ محمد اللواح المكلف بإدارة مدرسة حران العواميد الأولى المختلطة أنه منذ عودة الأهالي وبتعاون مديرية التربية والأهالي ومجلس البلدة تم تجهيز 3 مدارس يتعلم فيها نحو ألف طالب وطالبة وتأمين الكادر التدريسي والكتب المدرسية إضافة إلى قيام بعض المعلمين بإقامة دورات تعليمية مجانية.
وتشهد قرى وبلدات الغوطة الشرقية حالة من التعافي واستئناف الحياة الطبيعية فيها مع عودة الآلاف من أهلها بعد دحر المجموعات الإرهابية منها من قبل الجيش العربي السوري وذلك بالتوازي مع تأمين الجهات المعنية جميع المستلزمات والخدمات الضرورية لعودة الحياة إلى مختلف القطاعات.
للاشتراك بقناة سانا على تلغرام الضغط على الرابط:
https://t.me/SyrianArabNewsAgency