عبارات تختصر حالة الشارع الشعبي العربي إزاء سياسات أركان النظام السعودي التي وصلت حد التعسف والاستخفاف بكل المبادئ والقيم الإنسانية، ليتجلى هذا الرفض الشعبي لتلك الزيارة كانعكاس للحالة السائدة لجهة الازدراء بسياسات النظام السعودي وعلى رأسه ابن سلمان.

الصحفيون المصريون «عرّوا» جهارة النظام السعودي ووصفوه بأنه نظام يهدر القيم الإنسانية، وفي مقدمتها الحق في الحياة سواء لمواطني بلده أو غيره من البلدان، وأن السعودية بلد لا يحكمه القانون ولا يتمتع بأي نظام قضائي، بل يتستر باسم الإسلام للعصف بالحريات والحقوق ولتبرير ارتكاب الفظاعات المنافية للحقوق الأساسية للإنسان.

إن سياسات بني سعود «السوداء» لم تقف عند حد العدوان على اليمن وشعبه ودعمهم للإرهاب في سورية بشتى السبل وقتلهم الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إضافة إلى سجلهم الأسود في مجال حقوق الإنسان بأبسط قواعدها ورهنهم الاقتصاد في بلادهم للسيد الأمريكي، بل وصلت بهم الخيانة حد بيعهم للقضية الفلسطينية قضية الإنسانية جمعاء من خلال مباركتهم مايسمى «صفقة القرن» الأمريكية وعمليات التطبيع العلني مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، تلك السياسات دفعت الأوساط الشعبية والنقابية وعلى رأسها نقابات الصحفيين في تونس ومصر والجزائر إلى الإعلان وبالفم الملآن «ابن سلمان.. غير مرحب بك.. أنت عار علينا».

عناوين لم تكن مجرد أسطر على الخطوط في سجل الإدانات، بل كانت ردة فعل حقيقية للشارع الشعبي العربي إزاء كل ما اقترفه النظام السعودي الوهابي بحقه من المحيط إلى الخليج.

قد نجد بعض الرؤساء والمسؤولين في بعض الدول يفتحون له الأبواب، ويستقبلونه نتيجة وجود مصالح وغايات اقتصادية ومالية، وطمعاً باستثمارات معينة على طريقة الرئيس الأمريكي الحالي، إلا أن الشعوب الحية ترفض تقديم التنازلات على حساب مبادئها وأخلاقياتها وإنسانيتها وترفض الترحيب به، بل نزلت إلى الشوارع احتجاجاً وتنديداً بالزيارة.

هي حالة غليان بوجه أركان النظام السعودي الذي فرق الأمة العربية ودعم الإرهاب فيها ومول الحرب ضد شعوبها وباع قضيتها المركزية أي القضية الفلسطينية وكشف عن وجهه الحقيقي كعميل أمريكي- صهيوني زُرع في جزيرة العرب كالخنجر المسموم، يستخدم دين الإسلام الحنيف ستاراً لوجهه القبيح.

بقلم: أديب رضوان